بكاء وصراخ شديد يعم أرجاء المكان، طفل في الرابعة من عمره يهرول بحالة جنونية بأنحاء المنزل، إثر مشهد مفزع رأي والده نفذه في والدته أمام عينه، "جزرة" البالع من العمر 28 عامًا، يمسك بسكين في يده، ويطعنه زوجته في انحاء جسدها، إثر مشادة كلامية بينهما، لينتهي به الحال بكتابة السطور الأخيرة في حياة زوجته، التي عاشت برفقته في "عش الزوجية" لـ5 سنوات.
المشهد السابق لم يكن نهاية القصة المأساوية التي نقشها "جزرة" بيده، ولكنه حينما رأي زوجته عائمة في بحر دمائها، أسرع لإكمال هذه الجريمة، بالتوجة إلى غرفة نجله، وصعد به على الفور إلى الطابق الخامس، لتكون نهايته أكثر مأساة من نهاية والدته، حيث ألقاه بالشارع يصل الأرض جثة هامدة.
بداية القصة
القصة المأساوية دارت أحداثها، داخل المجموعة الرابعة بمجاورة 16 التابعة لمنطقة 15 مايو، حيث سيطرة الحيرة على سُكان المنطقة، ولم يستطيع أحدهم كشف تفاصيل الواقعة الغريبة على حد قولهم.
فمن بيه هؤلاء الجلوس كان ماهر صاحب كشك سجائر أحد الشهود على لحظة حدوث الواقعة، والذي أكد أن الجريمة وقعت قبل الفجر بدقائق مؤكدًا: "كنت لسه جاي من تحت وطلعت شقتي آخد نفسي لأن أنا لسه كنت جاي من الشغل، وفجأة سمعت صوت طفل يصرخ بأعلى صوته".
هتخلص منكم وارتاح
وأضاف ماهر، "عقب صراخ الطفل توجهت على الفور للبحث عن مصدر الصوت حيث تفاجأت "بجزرة" يقف في الطابق الخامس ممسكا في يده ابنه مالك عنده 3 سنين لإلقائه وبيقول هتخلص منكم وارتاح، فتوجهت لأحد الشباب القاطنين بالعقار لمحاولة إنقاذ الطفل لكنه ألقاه على الأرض فسقط جثة هامدة، ونزل الأب صعبان عليكم عيل.. أنا دبحت مراتي فوق".
وعلى الجانب الأخر كشف زكريا، تفاصيل جديدة عن منفذ الجريمة في أهل بيته، قائلًا "الأب متزوج منذ 5 سنين، وزوجته كانت تتمتع بسمعة جيدة، والجميع يحزن على موتها، حيث كانت تعمل لمعاونته وعملت في شركة ملابس هنا في مايو وملتزمة جداً".
مراته كانت بتساعده
وأضاف "جزرة كان يعمل على تروسيكل من فترة، وبدله بموتسيكل بحجة انه هيشتغل عليه دليفري في أحد المطاعم ولكن لم يحالفه الحظ، إلى أن وصل لحالة اكتئاب وبعد كده اشتغل في شركة سوق كوم بالمعادي، وتركها من 10 أيام وكان عليه ديون كتير".
كانت الواقعة بدأت أمس الإثنين، عندما تلقى قسم شرطة 15 مايو، بلاغًا من الأهالي يفيد ذبح عاطل لزوجته عقب مشاجرة بينهما فجر اليوم، وإلقاء طفليهما البالغ من العمر 3 سنوات من الطابق الخامس فلفظ أنفاسه الأخيرة وانتقلت قوة أمنية من مباحث 15 مايو، وألقت القبض على المتهم الذي احتجزه الأهالي.
حُرر المحضر عن الواقعة وباشرت النيابة العامة التي قررت انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليها، لبيان أسباب وفاتهما رسميا وموافاة النيابة بتقرير الصفة التشريحية واستدعت النيابة 3 من شهود العيان لسماع أقوالهم .
التحقيقات
وأمام رجال المباحث اعترف المتهم بقتل زوجته وإلقاء نجله من شرفة الشقة بـ١٥ مايو وارتكاب الواقعة مبررا ذلك بقوله: "صحيت من النوم لقيت مراتي بتكلم راجل في التليفون في وش الفجر، وأول ما شافتني قفلت التليفون وقالت لي كنت بكلم أخويا".
وأكد المتهم أنه رأى المكالمات الصادرة وجد رقم رجل غريب لا يعرفه مما جعله يعتدي عليها بالضرب، فهربت زوجته إلى غرفة النوم وأغلقتها بالمفتاح فكسر الباب وطعنها بالسكين وفوجئ بابنه يستيقظ من النوم فألقى به من الشباك حتى يشعر بالراحة.
وكشفت التحقيقات التي أجراها العميد بدوي هاشم، مأمور قسم شرطة 15 مايو، تفاصيل قتل سائق لزوجته العاملة بشركة ملابس ونجله، طفل 4 سنوات، وسرد المتهم أكثر من رواية أمام رجال الأمن، قائلًا: "أنا مختل عقليًا وقتلتهم وأنا مش واعي"، وتبين أنه يدعي الجنون للهروب من فعلته المأساوية.
وأكدت التحريات التي جرت بمعرفة النقيب أحمد الحسيني، معاون مباحث 15 مايو، أن المتهم نفذ جريمته بسبب مروره بضائقة مالية وكثرة متطلبات زوجته، وعدم مقدرته على تنفيذ تلك الطلبات، لضائقته المالية، ولم يسبق لهما التشاجر خلال الفترة الأخيرة، ولم يسمع الجيران أي خلافات وقعت بين الزوجين، وفي يوم الواقعة نشبت مشادة كلامية بينه وبين زوجته، فقام بإلقاء طفله 4 سنوات من البلكونة بالطابق الخامس، واستل سكينا من المطبخ وطعن زوجته عدة طعنات في منطقة البطن والظهر، ولقيت مصرعها في الحال، وجلس بجوارها حتى قدوم مباحث القسم وألقت القبض عليه.
وبعد مرور عدة ساعات من تحقيقات النيابة مع المتهم أمرت نيابة 15 مايو بإشراف المستشار سمير حسن المحامي العام، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة قتل زوجته، كما أمرت النيابة بتشريح جثة المجني عليها.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
