كما قالت كوكب الشرق أم كلثوم "وعايزنا نرجع زي زمان، قول للزمان إرجع يا زمان" وهي مُعبرة عن حالنا خلال هذه الأيام عن افتقاد مصر لسينما الأطفال.
دراما وسينما الأطفال لا تعطيهم حقهم ابدًا، وحتى يصبح هناك اهتمام بالأطفال لابد وأن نعود للأعمال التى كانت تقدم فى الماضى، التي ركزت على زرع الصفات الجيدة والوطنية بداخل الأجيال الناشئة، مثل رأفت الهجان وجمعة الشوال، وسلسلة أفلام نجيب محفوظ التى تعلمنا منها الجدعنة والرجولة والحق، وكنا نرى أمثلة للخسيس والجبان والابتعاد عن السيئين، والاهتمام برفع مستوى الضمير الذى يمثل ميزان الحياة، أما نحن الآن نفتقد لمثل هذه الأنواع المهمة التى كانت تشكل الوجدان.
وعن برامج الأطفال في التليفزيون كانت تُعطي للأطفال المعلومات المفيدة والموجهة بطريقة سلسة تصل إليه ويحتفظ بها في عقله، مثل سينما الأطفال، البرلمان الصغير، عروستي، وتهتم بتجهيزه وتوعيته. وفي الراديو أبلة فضيلة وهي اسم على مسمى حقًا بما كانت تُقدمه، وهو فرق كبير بينها وبين أبله فاهيتا التي تُقدم الإسفاف والإبتذال.
ومن المسلسلات التي كانت تُقدم على شاشة التليفزيون من خلال الأستاذ الكبير عبد المنعم مدبولي من خلال إهتمامه الكبير بالأطفال وقدم العديد لهم مثل فوازير جدو عبده التي كانت تُقدم كل يوم معلومة، والأغاني التي حُفرت في وجدان كل طفل في مصر خلال عقود من الزمان مثل توت توت، كان في واد اسمه الشاطر عمرو.
وأيضًا من خلال فوازير عمو فؤاد للنجم الكبير فؤاد المهندس،وغيره من النجوم الذين قدموا الفن الهادف للطفل، والعديد من البرامج والمسلسلات الهادفة التي كانت تُنمي عقل الطفل،مثل "ما يطلبه الأطفال، دنيا الأطفال"، وخريطة التليفزيون كانت دائمًا تهتم بالأطفال لأنهم المستقبل، وكانت تخصص فقرة صباحية في الثلاث قنوات الأولى للأطفال فقط وتُقدم لهم وجبة من المعلومات والترفيه الغير مُسف.
كانت دائمًا تُقدم برامج في الراديو والتليفزيون، وأيضًا الأعمال السينمائية والتليفزيونية، كثيرًا للأطفال، ويتعاملوا معهم أنهم المستقبل وهم القادمون، ويشكلون وجدانهم، والمعلومة كانت تذهب إليهم بطريقة تصل إلى أعمارهم الصغيرة، دون تكلف.
وظهر عدد كبير من الأطفال في الدراما والسينما وأصبحوا نجوم يحبهم الجمهور، وكانوا النجوم الكبار يهتمون بهم كثيرًا ويقدموهم في أعمال هادفة، لتعيش حتى الآن بيننا، وهذا هو الفن الهادف أيضًا.
أما في وقتنا الحالي نفتقد لكل الأنواع والأشكال الفنية السينمائية والدرامية حدًا سواء، التي كانت تُقدم للطفل، أصبح مُهمش وتُرك لأعمال الإسفاف والبلطجة ويقتدوها ويفتخروا بها، وانتشرت ظاهرة التحرش بين الأطفال بنسبة كبيرة خاصة في مواسم الأعياد،نتيجة ما يُقدم أمامهم ولم يجدوا الأعمال التي تقودهم إلى الطريق الصحيح ويقومهم بجانب أسرهم، لأن الفن مرآة المجتمع.