قرية صغيرة بالوراق، يحيطها أحد المخابز القديمة، المشهد يخيم عليه الحزن، حارة ضيقة وبيوت قديمة وأصوات ضجيج وصريخ يعلو المكان ويكاد أن يسيطر عليه.
وهذا اليوم ليس من المعتاد أن يمر بسلام كعادته، وارتفعت فيه أصوات الأحزان، وانقلبت حياة أهله رأسا على عقب.
كابوس
كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعه الثالثة عصرا، حينما قام الجاني "جابر كابوس" بالمشاجرة مع المجني عليه "أحمد" مشيرا إلى أنه "عاكس شقيقته" واستمرت المشاجرة بينهما، حتى وصلت إلى الطعن بالوجه، ولم ينته الأمر بعد، حيث ظل الجاني يطارده إلى بيته ويلاحقه لقتله.
الأهالي
"انزلى هقتلك ......" اخر كلمات الجاني التي ظل ينطقها... كنا قعدين... سمعنا صوت زعيق وصراخ، نزلنا نجرى لقينا كابوس فاتح سنجه وعاوز يقتل أحمد... بهذه الكلمات بدأ أحد أهالي القرية حديثه لـ"بلدنا اليوم" قائلا: "أحمد شاب جدع وملوش فالسكه دى ...احنا لما سمعنا زعيق، حاولنا نهديهم، ولما شوفنا الأنبوبه والغاز والسنج جرينا".
ويقول عم المجنى عليه لـ"بلدنا اليوم: "شوفت ابنى وشه متعور ولما سألته قالى هجيلك ياعمى، بعدها بنص ساعه، بنتى الكبيره اتصلت عليا تقولى، إلحق احمد ناس معوراه وجاينلوا بساككين ناحيه البيت، روحت لقيت الناس واقفه بس محدش بيحوش، ولقيت جابر جايب انبوبه وعاوز يولع فالبيت، روحت واخد أحمد ودخلته جوا البيت، عشان عاوز احميه، وفجأه جابر ضربه اكتر من طعنه قدام عنينا، ومعرفناش نعملوا حاجه، أخر طعنه فالقلب انهت بحياته".
مات المتوفى قبل عيد ميلاده بيوم، مات ليدافع عن شقيقته، مات أمام أعين أهله، ولم يستطع أحد أن يفعل شيئا له، وعن واجب العزاء، فرفض أهله إقامه مراسم الدفن في انتظار العدالة.