عداء الجماعة الإرهابية للقضاء المصري ليس وليد السنوات الأخيرة، ولكنه منذ أكثر من 70 عامًا بداية من اغتيال المستشار أحمد الخازندار، عام 1948 عقب خروجه من منزله الكائن بمنطقة حلوان، وقاموا بإطلاق وابل من الرصاص علية انتقاما منه بعد محاكمة شباب الجماعة الإرهابية في "تفجير سينما مترو".
فدائما ينظرون للقضاء المصري أنه العدو لأنه دائما الناظر لجرائمهم، ولم تنتهي جرائم جماعة "الإخوان الإرهابية" بمقتل "الخازندار" ولكن سجلوا قائمة مليئة بأسماء مشرفة للمصريين الشرفاء، ولكنها حسبت على أعداء الوطن نقطة سوداء في تاريخهم المليء بدماء الأبرياء الشرفاء، وتوالت الجرائم الإخوانية في التخلص من قضاة مصر وازدادت بعد ثورة 30 يونيو وقيام الشعب المصري باسترداد مصر من يد العصابة الإرهابية الملوثة يدهم بدماء الأبرياء .
واستمرارًا لمسلسل دماء "قضاة مصر" الشرفاء تأتي حلقة اغتيال النائب العام "هشام بركات" التي تمت في 29 يونيو 2015 جراء تفجير سيارة مفخخة كانت متوقفة في طريق يسلكه موكب "النائب العام" عند ذهابه من منزله إلى مكتبه في محل عمله، شهد هذا اليوم حالة من السواد في حياة المصريين، امتلأت القلوب حزنا على استشهاد قامة كبيرة للمصريين، وأصبح يشغل المواطنين الشرفاء متى ينتقم القضاء من قتلة "الشهيد" وبعد مرور ما يقرب من 4 سنوات انطلقت كلمة الحق التي أطفاءت النيران المشتعلة في قلوب أهل "النائب العام" والمصريين المخلصين لتراب هذا الوطن، وكل أم فقدت ابنها على يد هؤلاء الخونة واعتبرت القصاص لدم النائب"هشام بركات" هو قصاص لكل الشهداء الذين ارتوت الأرض بدمائهم.
ويأتي في نص التحقيقات لاعترافات أحد قتلة النائب العام الآتي "قتلته لأنه هو اللي أمر بفض اعتصام رابعة":-
قال المتهم محمود الأحمدي، إنه انضم لجماعة الإخوان المسلمين بشكل تنظيمي منذ عام 2012 منذ التحاقه بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر فرع القاهرة، وقبل ذلك كان في أشبال جماعة الإخوان منذ صغره في قريته "كفر السواقي" بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، كما أنه شارك في كل فعاليات جماعة الإخوان الإرهابية أثناء حكم محمد مرسى لمصر، وشارك في اعتصام رابعة حتى يوم فضه، ثم بعد ذلك انضم إلى مجموعات لمهاجمة قوات الشرطة المصرية، مضيفًا: "بعد كده بفترة دخلت مجموعات الإرباك واللجان النوعية لجماعة الإخوان التي تم تشكيلها بعد فض الاعتصام بفترة وسافرت قطاع غزة في شهر سبتمبر عام 2014".
وأضاف الأحمدي، خلال اعترافه في الفيديو، أنه ظل هناك نحو 3 أشهر حصل فيهم على دورة تدريب عسكري على السلاح وتصنيع المتفجرات والتكتيك ومدتها كانت شهر ونصف، "بعدها رجعت في آخر سنة 2014 كان اللي دربني في فلسطين اسمه أبوعمر بعد أن تواصل معه ومع الناس اللي سفروني للتدريب في قطاع غزة مع حركة حماس وبعدها تم انضمامي لمجموعة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، كان المسؤول عنها الدكتور يحيى موسى، وده كان المتحدث باسم وزارة الصحة وقت حكم محمد مرسى لمصر".
وأكد أن هذه المجموعة تنفذ عمليات نوعية لكن على مستوى أوسع وأكبر من العمليات التي تنفذها اللجان النوعية في جماعة الإخوان، وكان هدف المجموعة هو ضرب الدولة بالكامل سواء شخصيات عامة أو مصالح وجهات حكومية، لمحاولة كسر الانقلاب العسكري، وبحسب قوله، أنه علم أن المسؤول عنها هو الدكتور يحيى موسى، ومعه الفلسطيني أبوعمر، وتحت قيادتهم شخص اسمه الحركي شمس، الثاني فوكس، وكان مسؤول مجموعة الهندسة وتصنيع المتفجرات.
وواصل: " كان معايا في مجموعتي إسلام مكاوي واسمه الحركي علي أو عمر، وعناصر أخرى أسماؤهم الحركية "ياسر شومان، أسامة، حمزة، ماجد" وكان المسئول اللوجيستي للمجموعة هو أبوالقاسم الأزهري وله أسماء حركية هي هشام، وفوزي جمعة، ونور، وكمان كان فيه مسؤول مجموعة الحصد، واسمه أحمد جمال، وله اسم حركي علي".
وتابع: "فيه مجموعة أخرى للتنفيذ واللي أعرفهم من أعضاء المجموعة النوعية بتاعتنا هما محمد السيد، واسمه الحركي كامل أبوعلي، وزكريا، ومحمد حسن واسمه الحركي فارس وأحمد محروس واسمه الحركي حورس وإبراهيم شريف الشلقاني، واسمه الحركي إسماعيل الشاعر، ويوسف نجم، والحركي إسلام، وصقر، وفيه ناس أخرى كانت معانا في المجموعة، لكن أنا لم أراهم وكان التواصل معهم عن طريق برنامج على الإنترنت اسمه Line، وبعد ما انضميت للمجموعة اللي ماسكها يحيى موسى كلفني هو وواحد اسمه عمر بتصنيع المتفجرات علشان نستخدمها في تنفيذ عمليات وأنا صنعت نحو عشر عبوات من نترات الأمونيوم وبودرة الألومنيوم وكان عليهم نسبة صغيرة من بروكسيد الأسبتون والعبوات دي كلها أنا سلمتها لعناصر في المجموعة بتاعتنا علشان تنفذ بيها عمليات ضد الدولة، وأنا لم أشارك غير في عملية واحدة من العمليات اللي نفذها عناصر المجموعة وكانت عملية قتل النائب العام هشام بركات ودى كانت أول عملية للمجموعة بتاعتنا تنفذها من ساعة ما أنا انضميت ليهم ودى كانت بتخطيط وتكليف من الفلسطيني أبوعمر ويحيى موسى وله أسماء حركية هي خالد وخطاب وسعد وسيد زكى وصن رابز ومون لايت وأنا اللي صنعت المتفجرات اللي استخدمت في العملية دي وحطيتها في برميل ونقلناها إلى عربية إسبيرانزا كان جابها أبوالقاسم الأزهري وسلمنا العربية دي، واتحطت عند شارع متفرع من شارع عمار بن ياسر على ناصيته سوبر ماركت مترو".
وأردف: "يوم 29 يونيو 2015 أنا نزلت مع أبوالقاسم الأزهري، ويوسف نجم، والحركي إسلام، وانتظرنا سيارات موكب النائب العام من أمام السيارة التي كان فيها المواد المتفجرة، وهو كان أجرى توصيلات الدائرة الإلكترونية ببرميل المتفجرات وكان معه ريموت كنترول واستنيت لغاية ما إسلام بلغنى إن الموكب اتحرك وأول ما العربيات وصلت جانب العربية الإسبيرانزا اللى فيها المتفجرات أنا فجرتها بالريموت كنترول اللي معايا وكان جانبي أبوالقاسم بيصور العملية وبعد كده هربنا مع يوسف نجم والعملية دى تمت وأنا نفذتها انتقاماً من النائب العام هشام بركات لأنه هو اللي أمر بفض اعتصام".