في أروقة محكمة الأسرة بالزنانيري وتحديدًا على السلالم، تجلس شابة تنهمر دموعها على وجهها وكأنها أرضًا لم تسقها ماءً منذ حين، لتسيل هذه الدموع وتروي الأرض من كثرتها.
كان يظهر عليها أنها تلوم نفسها على زواجها الذي فشل، ويظهر على ملامح وجهها الحزن الذي جعلها تكبر سنًا، "بلدنا اليوم" اقتربت منها لتعرف قصتها وتفاصيل قضيتها.
"سلمى" ابنة الـ25 سنة، أنهت دراسة الشهادة الثانوية "الدبلوم الصنايع"، وقالت إنها متزوجة منذ قرابة 8 أعوام، وكانت الزيجة عن طريق زواج الصالونات، وامتدت فترة الخطوبة لسنة، مضيفة: "تجمعنا في بيت واحد، وكنت أتمنى أن أسعد زوجي، فكان زوجي كل حياتي".
وأضافت الزوجة: "تبدلت الأحوال سريعا، ونشبت بيننا الخلافات الكثيرة، وكان دائما يمنعني عن أهلي مع أبسط الأسباب ظنًا منه أنه يعاقبني، وأهلي كانوا كل شئ في حياتي ولا أتواصل مع أي أحد سوى أمي وإخوتي ولا أعرف أحدًا في الحياة إلا الأسرة والأهل، وكان دائم الحلفان بالطلاق بألا أتحدث مع أهلي، وكنت أصمت حتي لا أطلق وأعيش معه في الحرام.
وتابعت الزوجة: "زوجي محمود كان لا يهتم بنظافته الشخصية "مقرفا"، ولا يعرف أي شىء عن النظافة، وكان يطلب مني أشياء حرمها الدين الإسلامي و"كأني واحدة من الشارع".
أكملت سلمى: "كان دائم لأشياء غريبة عكس الشرع والأخلاق والتربية، وعندما أرفض كان يضربني حتي يأخذ ما يريد، وكأنه ذئب ينقض على فريسته لكي يأكل كل ما فيها، وأنا أبكي وهو يذبحني كل يوم، وكانت أفظع الشتائم كلماته المستمرة لي، ومنع أهلي من زيارتنا هو مع كان يعاقبني به يوميا في أضعف الأحوال، والظروف.
واستطردت: اعتاد على طلب الحرام مني، وعندما أرفضه وأرفض ما يطلبه من "قذارة" كان ينهال على بالضرب وينزع ثيابي وأنا شبه لا أشعر بشئ من كثرة البكاء والألم من شدة الضرب، حتى أصبحت سهلة المنال وفريسة يلتهمها حيوانا مفترس.
وتنهي سلمى: "في آخر المطاف ذهبتُ إلى بيت والدي وأخبرته بكل شئ وطلبت منه أن يطلقني منه، بعدما بكى وتعبت نفسيته جاء لي وحضني وقال أنه سيطلقني منه، وطالبه والدي لكي يطلق في ظل رفض منه، لذلك لجأت للقضاء، لكي يطلقني منه، واسترد حقوقي الشرعية".