جرائم.. كلمة أصبحت بمثابة عنوان لكتاب كبير؛ يتصفحه العديد من المواطنين يوميًا؛ لقراءة الجرائم المختلفة التي تحدث في الشوارع والبيوت المصرية كل حين وآخر، فالكتاب الذي يعلوه العنوان سالف الذكر، عبارة عن عدة أبواب مقسمة.
ما بين "انتحار.. قتل.. سرقة.. اغتصاب" وغير ذلك من الأبواب الممتلئة بالحكايات المثيرة بين صفحات هذا الكتاب المشؤوم.
من بين هذه الأبواب الكثيرة، نُقش خلال الأيام القليلة الماضية، عدة قصص متشابة في التنفيذ مختلفة قليلًا في الأسباب، في فصل "الانتحار" الأمر الذي شغل الساحة المصريين في الآونة الأخيرة، ولكن الغريب هذه المرة أن حبوب الغلال التي يضعها البشر لحفظ القمح، هي البطل الذي نفذ هذه الجريمة وأنهي حياة العديد.
بلدنا اليوم، تستعرض في تقريرها التالي، عددًا من الجرائم البشعة التي شغلت الساحة، وكان السبب فيها هي تلك الحبات السامة التي يضعها الاشخاص لحفظ طعامهم:
الحبوب القاتلة تُنهي حياة الأشقاء
الخميس الماضي، كان مسرحًا لتمثل جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، في إحدى القرى الريفية، مبركز كفر الدوار في محافظة البحيرة، حيث أنهت حبوب الغلال على حياة 3 فتيات شقيقتان وابنة خالتهما، بسبب خلافات أسرية نشبت بينهما وفقًا للتحقيقات التي أجراها رجال الأمن.
بداية الواقعة كانت بتناول الطالبة "إ.م" البالغة من العمر 17 عامًا، وابنة خالتها "د.س" 15 عاماً حبوب حفظ الغلة لسبب حفظ القمح بطريقة خاطئة، ثم أقدمت شقيقة الأولى "إ.م" 12 عاماً، على الانتحار حزناً عليهما، بتناول الحبوب نفسها.
الأجهزة الأمنية أكدت أنها تلقت إخطارا بورود بلاغ من مستشفى كفر الدوار العام، بوصول 3 جثث، لتناولها حبوب الغلة القاتلة؛ وهو ما أدى إلى توقف عضلة القلب في الحال ووفاتها.
انتحار ربة منزل
في المحافظة ذاتها، عاشت قرية صفط الحرية بمركز إيتاي البارود، الجمعة الماضية، حالة من المعاناة بعدما أقدمت ربة منزل على الانتحار بعد تناولها حبوب حفظ الغلال؛ لمرورها بحالة نفسية سئية، بسبب خلافات أسرية.
وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بتقريره، أن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية، وتوقف بعضلة القلب، نتيجة تناول مادة سامة، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة.
وبسؤال والدها (ع.ا)، مساعد شرطة ومقيم بذات الناحية، قرر بتناول نجلته المذكورة قرص مبيد حشري "خاص بتخزين الغلال"، لمرورها بحالة نفسية سيئة؛ لوجود خلافات أسرية بين زوجها، ولم يتهم أحد بالتسبب.
انتحار شاب في الإسكندرية
لم يتوقف قطار الانتحار من هذا النوع على المناطق الريفية فحسب، فقد سجل شاب عشريني، نفسه ضمن الأسماء التي لقيت حافها إثر تناوله قرص لحفظ حبوب القمح "الحبة القاتلة" داخل منزله بمنطقة سيدي جابر شرقي الإسكندرية، اليوم السبت، فيما قال والده إنه كان يمر بحالة نفسية سيئة.
وتلقى اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من المستشفى الرئيسي الجامعي بوصول "ي. م" 24 سنة، حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، مُقيم في شارع المروة، مصاب بإدعاء تناول مادة غير معلومة وتوفى.
انتقل مأمور وضباط قسم شرطة سيدي جابر إلى المستشفى الرئيسي الجامعي الأميري، وبسؤال والده "م. ع" 48 سنة، موظف، قال إن ابنه تناول مبيدًا حشريًا "قرص لحفظ حبوب القمح"، ما أدى لإصابته التي أودت بحياته.
وأمرت النيابة العامة بندب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على جثة المتوفى، وإعداد التقرير اللازم، وطلب تحريات المباحث عن الواقعة.