بعد أن استمرت قرابة 361 يومًا بعد واقعة محاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، في 24 من مارس العام الماضي، في نظر القضية بين أروقة المحاكم، أمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام، اليوم، بإحالة11 متهمًا في القضية إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا.
وباشرت نيابة أمن الدولة العليا، التحقيق مع متهمين اثنين محبوسين، وهما "معتز م" و"باسم إ" وأسندت لهما ولـ9 آخرين هاربين، اتهامات تولي قيادة والانضمام لحركة "حسم" المسلحة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وإمداد عناصرها بالأموال والمهمات والأسلحة وغيرها من وسائل الدعم اللوجستي، والشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية السابق وأفراد حراسته وقتل اثنين منهم، وتخريب أملاك عامة وإتلاف مركبات ووحدات سكنية وتصنيع وحيازة أسلحة تقليدية، والتسلل من الحدود الجنوبية للبلاد بطريق غير مشروعة، وتلقي تدريبات عسكرية في السودان.
قطاع الأمن الوطني، أجرى تحريات مكثفة بشكل سري عن المتهمين وكشف غموض الواقعة، وحدد مكان 10 متهمين لقوا جميعهم مصرعهم، بعدما بادروا بإطلاق النار على قوات الأمن داخل وكرين إرهابيين في البحيرة وأسيوط.
أما خطة الأمن الوطني الموضوعة لتتبع وملاحقة باقي كوادر البؤرة الإرهابية وتضييق الخناق عليهم وصولاً لضبطهم، أسفرت عن تحديد أحد العناصر المنفذة ويدعى "معتز م"، الذي كان مختبئًا بإحدى الشقق السكنية في الإسكندرية، وباستهدافها أُلقي القبض عليه وبحوزته طبنجة عيار 9 مم وكمية من الطلقات ومفجري عبوات ناسفة، وكمية من المواد التي تستخدم في صناعة العبوات المتفجرة، وأدوات للتنكر "شنب"، إذ نشرت وزارة الداخلية صورتين للمتهم، واحدة بـ"شنب" والأخرى دونه.
وأكدت نتائج الفحص والمعلومات، انتماء "معتز" لحركة حسم الإرهابية، إذ سافر وعدد من عناصر الحركة إلى الخارج في العام 2017 لتلقي دورات تدريبية في مجال استخدام الأسلحة المختلفة وتصنيع العبوات المتفجرة، وشارك عقب عودته للبلاد في رصد عدد من الأهداف المهمة والحيوية في المحافظة، وبينها موكب مدير أمن الإسكندرية السابق.
وعن يوم الحادث، لفتت التحريات إلى أنّ المتهم تنكر وقاد السيارة المفخخة المستخدمة في الحادث، وتركها في مكان التنفيذ بشارع المعسكر الروماني، عقب تفعيل الدائرة الإلكترونية للعبوة الناسفة، كما نجحت الجهود في ضبط القيادي الإخواني في حركة حسم الإرهابية "باسم م. إ"، الذي تولى تدبير السيارة المستخدمة في الحادث، واستغلالها في نقل المواد المتفجرة والأسلحة، وتسليهما لعناصر البؤرة في الإسكندرية، في إطار الإعداد لتنفيذ الحادث.
وبدورها باشرت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها في الحادث، وانتقلت إلى هناك وعاينت مكان الحادث وتحفّظت على كاميرات المراقبة، ثم باشرت التحقيق في ضوء ما أسفرت عنه التحريات.
وكشفت التحريات عن أنّ قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين خارج البلاد، وهم: "علي ا. أ"، و"يحيى ا. إ"، و"محمد م. ف"، و"أحمد م. ع"، و"محمد ع"، و"أحمد س"، و"علاء ع. ع"، كلّفوا المتهم "باسم م. إ"، بإعادة هيكلة صفوف حركة حسم المسلحة وتدريب أعضائها لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية، تستهدف المنشآت العامة والشرطة والقيادات العامة والشرطية والعسكرية، وبينها استهداف مدير أمن الإسكندرية السابق وأفراد حراسته بسيارة مفخخة.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا من خلال اعترافات المتهمين المضبوطين، انضمامهم لحركة حسم المسلحة التابعة لجماعة الإخوان الارهابية، وتلقيهم تدريبات بدنية وعسكرية في السودان، من خلال تسللهم عبر الحدود الجنوبية للبلاد، واضطلاعهم بالشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية وأفراد حراسته، ورصدهم لمواقع عسكرية في الإسكندرية، وأقسام شرطة المنتزه أول والرمل وسيدي جابر وباب شرق، ومبان مديرية الأمن الوطني، وشرطة النجدة ومعسكر الأمن المركزي في الإسكندرية تمهيدا لاستهدافهم بعمليات إرهابية.