قبل توجهها إلى نيوزيلندا لزيارة وتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء المصريين الذين استشهدوا بحادث المسجدين والاطمئنان على المصابين، قامت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، بزيارة إلى مدرسة القديسة آنا بالقاهرة، وهي فرع مدرسة سان جان أنتيد السكندرية التي تربت فيها وزيرة الهجرة وتخرجت منها، وتديرها معلمتها القديرة "سير بولين".
وجاءت زيارة الوزيرة للمدرسة من أجل تهنئة "سير بولين" بمناسبة عيد الأم واحتفالات المرأة في شهر مارس، وكذلك لقاء طالبات المدرسة للحديث عن تجربتها وبث فيهن الأمل وقيم حب العمل والثقة بالنفس، حيث استقبلت "سير بولين" ومعلمات المدرسة السفيرة نبيلة مكرم وكذلك الطالبات بحفاوة كبيرة مقدمين لها باقات من الورود، ثم تفقدت الوزيرة بعض فصول المدرسة والمكتبة والمعامل.
وعقب الجولة التفقدية، عقدت الوزيرة لقاء مع طالبات المرحلة الإعدادية والثانوية تحدثت فيه عما تقدمه للمجتمع من خلال أداء عملها على أحسن وجه، كما تحدثت عن مشوارها في العمل الدبلوماسي منذ أن كانت قنصلا ثم سفيرة، وكيف استطاعت أن تتولى هذه المناصب من خلال التحاقها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة، وكيف أنه بتشجيع من والدتها وأخيها سافرت وحدها لتقيم عند جدتها لتبدأ مسيرة حياتها المهنية، وأكدت أنها لم تكن تسعى لتكون وزيرة، فقط كانت تحب عملها وأتقنت فيه فأوصلها إلى ما هي عليه الآن، موضحة أنه على كل فتاة أن تحب عملها وتتقنه لأن مصر تنتظر منها الكثير.
وأضافت السفيرة نبيلة مكرم أنها تدين بالولاء لمعلمتها القديرة "سير بولين" التي ساعدتها في تكوين شخصية متميزة علميًا وإنسانيًا ووطنيًا، قادرة على الإبداع والنقد البناء وقبول الآخر ومواجهة التحديات والعنف، كما كان لها الفضل في غرس المبادئ والقيم النبيلة في تكوينها الإنساني، مطالبة الطالبات بضرورة الحفاظ على هذه المبادئ لأنها رصيدهن في الحياة بعد ذلك.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن مصر الآن لديها ثمان وزيرات تتولين حقائب وزارية هامة، وأرجعت ذلك إلى أن القيادة السياسية في مصر تؤمن وتثق في سيدات مصر، مشددة على أن المرأة في المناصب القيادية أثبتت أنها تتساوى مع الرجل في الجهد والكفاءة وأحيانا تتفوق عليه، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة في لبنان أيضًا عينوا أربع وزيرات منهن وزيرة للداخلية وهي أكثر الحقائب حساسية، الأمر الذي يؤكد أن المرأة تثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على تحمل المسئوليات التي توضع على عاتقها.
وفي السياق ذاته، فاجأت الوزيرة الطالبات والمدرسات عندما طلبت من طالبة أن تعيرها سترتها مقابل الحصول على سترة معالي الوزيرة، مؤكدة أنها هدفت من وراء ذلك إلى التأكيد على أن أي فتاة من بينهن قد تصبح وزيرة في يوم ما.
وفي ختام اللقاء، كرمت "سير بولين" السفيرة نبيلة مكرم وأهدتها درع المدرسة، حيث أكدت وزيرة الهجرة أن "سير بولين" هي المسئولة عن تربية وتكوين شخصيات الأطفال في هذه المدرسة منذ الماضي، ولهذا تحرص على القدوم في عيد الأم سنويًا لإحياء تلك الذكريات الجميلة.
فيما أعربت "سير بولين" عن سعادتها الغامرة بزيارة وزيرة الهجرة في عيد الأم وقالت: "باشكرها على جميلها اللي بترده وما كنتش أتوقع يوم أو أفكر إن رد الجميل ده هييجي لي عن طريق بنت من بناتي وهي وزيرة .. أنا فخورة بيها".