طبيب يحمل طفلا مريضا ليؤدي صلاة العيد، وأخر يفتح عيادته 10 ساعات يوميًا لإجراء الكشف على المرضى بـ10 جنيهات، و3 جنيهات للاستشارة، وطبيبة تنقلب صفحات التواصل حزنًا على وفاتها، وأخرى توقف القطار لإنقاذ رضيع.
وهناك أطباء يتاجرون بالأعضاء البشرية، وآخرون يستغلون حاجة المرضى للعلاج، والبعض الأخر، يعامون المرضى معاملة غير أدمية بمستشفيات الحكومة، ولكن ليس هذه هي صورة الطبيب فحسب، فهناك نماذج جيدة لا يزالون يضعون شرف المهنة نصب أعينهم، ولا يزالون يؤمنون بأن دورهم الإنساني لا ينفصل عن دورهم كأطباء.
نماذج طبية دفعت نقابة الأطباء، لتكريمهم في احتفالية يوم الطبيب، بحضور، نقيب الأطباء، الدكتور حسين خيري، وأعضاء مجلس النقابة، لتكريم المتميزين منهم، وهو نفس اليوم الذي يوافق ذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط، بأبو زعبل بالقليوبية 18 مارس.
وفيما يلي نبذة عن أطباء الإنسانية الذين تم تكريمهم بنقابة الأطباء...
"هبة خفاجي"..
أستاذ الأورام بمستشفى قصر العيني، التي كانت صديقة المرضى، في 29 يناير من العام الجاري، رحلت عن عالمنا إثر تعرضها لأزمة قلبية، وصفها المقربون بـ«دكتورة الغلابة»، نظرا لأعمال الخير التي كانت تقوم عليها، فكانت دائما تبحث عن العلاج للمرضي بدون مقابل، فكانت تسعى دائما لعمل الخير وجمع أدوية السرطان لغير القادرين، وشراء أجهزة للمستشفيات.
يوم وفاتها نعاها العديد من نجوم الفن والأصدقاء ببالغ الحزن والأسى، رحيلها أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاج #هبة خفاجى ترند موقع التدوين القصير «تويتر»، واصفين إياها بطبيبة الغلابة.
"وسام رمزي"..
استشاري الرعاية المركزة بمستشفى رأس التين في الإسكندرية، أجبرت سائق قطار على التوقف في محطة بنها، لإنقاذ حياة طفل رضيع كان على وشك الموت أثناء تحرك القطار به من القاهرة إلى الإسكندرية.
تعود بداية الواقعة صباح الثلاثاء 15 يناير الماضي، باستقلال الدكتورة "وسام" من محطة قطار أسيوط متجهة إلى محافظة الإسكندرية في القطار الإسباني رقم 935، والرحلة كانت عادية لم يحدث فيها ما يعكر صفوها حتى وصل القطار محطة مصر، واستمر لدقائق قبل أن يستكمل رحلته للإسكندرية، فناشدت الطبيبة السائق على ضرورة التوقف لأن طفلا كان بحاجة لإسعافه ودخوله أقرب مستشفى لإنقاذه.
ففي البداية حاولت إنقاذ الطفل من خلال عمل تنفس صناعي، ولكنه كان في حالة غيبوبة تستلزم الإسعافات السريعة، موضحة أن سائق القطار أجرى عدة مكالمات عبر جهاز اللاسلكي للسماح له بالتوقف في محطة بنها، حتى كللت محاولاته بالنجاح واستجاب المسؤولون وبعد محاولات الطبيبة تم تقديم الرعاية الصحية والإسعافات الأولية للطفل في مستشفى الأطفال التخصصي ببنها، وهو ما أدي لاستقرار حالة الطفل، حيث تم خفض حرارته وعاد إلى منزله لاستكمال علاجه.
. "محمد مشالي"
.. طبيب سبعيني، يجلس داخل عيادته المتواضعة بشارع عمر زعفان بطنطا أمام مسجد العارف بالله، سيدى أحمد البدوى،
يقسم وقته بين الوحدة الصحية بطنطا، وما بين عيادته، لا تتجاوز قيمه الكشف داخل عيادته المتواضعة 10 جنيهات والاستشارة 3 جنيهات، يبدأ عمله في تمام الساعة الـ8 صباحا، ويستمر حتى العاشرة مساء.
. الدكتور "مصطفى رمزي"..
حامل الطفل ياسين ليؤدي صلاة العيد، وهو يرتدي زي الأطباء، حمل الطبيب الشاب مصطفى رمزي، الطبيب بمستشفى الحسين، الطفل ياسين، الذي يبدو عليه علامات المرض ليذهب به إلى الجامع الأزهر لحضور صلاة عيد الأضحى.
. لاقت الصور حينها إعجاب رواد السوشيال ميديا، بعدما قام شاب يدعى "سيد حجاج"، بنشرها، معلقًا "صورة العيد بالنسبة ليا.. دكتور من مستشفى الحسين الجامعى شايل طفل مريض من المستشفى لحد المسجد ورايح يصلى بيه صلاة العيد فى الأزهر.
الطبيب مقيم بجراحة المخ والاعصاب ، يعمل منذ 3 سنوات في المهنة، يتابع أحوال المرضى، يقول أنه يحكم عمله كطبيب ، فهو يجلس مع المرضى أكثر ما جلوسه مع أهله ، ويظل بينه وبين أهالي المرضى جسور تواصل .
يضيف الطبيب أنه لم يكن يرغب في الظهور علي أي وسيلة إعلامية عقب الحدث ، باعتبار أن المشهد عفوي ، طفل صمم أن يذهب معي لصلاة العيد، فقمت بإصطحابه لإدخال الفرحة على قلبه بحق الانسانية قبل أن تكون بدافع طبي يتابع أنه لم يكن يتخيل كمية الفرحة لطفل كان يرغب في "حاجة بسيطة وأنا نفذتهاله" مضيفا أن هناك أطباء يقدموا تضحيات كثيرة لايعلم أحد عنها شي فهناك أطباء يقوموا بالتبرع بالدم، لصالح المرضى ، ونهم من يقومو بالدخول في جمعيات من أجل علاج بعض الحالات الحرجة.
لم تقتصر إنسانية الطبيب على حمل الطفل ياسين فقط ، بل ساهم في نقل المرضى بمستشفى الحسين أثناء حريق المستشفى