قامت ثورة 1919، لتواجه الإحتلال البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الزعيم سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسيين المصريين، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شئون الدولة، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية.
بداية الحكاية
يروي الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث، أن الإنجليز من أول لحظة دخلوا مصر وهم يحاولون أن يثيرو الفتنة الطائفية بين جموع الشعب المصري، مثلما حدث فى الهند، وإحداث فتنة طائفية بينهم وإبعادهم عن النضال وإجلاء الاستعمار، ولكن عقلاء المصريين تنبأوا لهذه المحاولات قائلين ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي، ومن هنا كتب الشيخ على يوسف "وما المسلمون المصرين إلا اقباط غيروا عقيدتهم" فى مقال بجريدة المصور ومن هنا قام تم رسم العلم المشهور والذي ما زال يرفع حتى الأن الصليب وسط الهلال، وقال حينها أحمد لطفي السيد مقولته: "على الذين يريدون إعلان دولة إسلامية أن يعلموا أن الدين ليس رابطة للوطن ولكن الوطن يقوم على المصلحة والمصلحة فوق الأجيال، وعند إعلان مصطفي كامل في عام 1907 إنشاء الحزب الوطني مستخدما عبارة الشيخ على يوسف ومضيفًا إليها: "وهل تغيير العقيدة يغير الدم"، وهذا عندما أردت بريطانيا إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسحيين، فقد ذهب القمص "سرجيوس" وخطب في الجامع الأزهر، وكذلك قام كبار شيوخ المسلمين بالذهاب إلى الكنائس ومخاطبة جموع الشعب، فلم تنجح بريطانيا في إثارة الفتنة الطائفية وتم رفع شعار يحيا الهلال مع الصليب واستبدلوا النجمة بالصليب بدلا من العلم العثماني..
الشعار
"عاش الهلال مع الصليب" هو الشعار الذي تعرف وتُميز به الثورة الخالدة 1919، لم يطلق هذا الشعار من فراغ، فحالة الانقسام التي خلقها الاحتلال على مر السنوات التى سبقت الثورة، وازدادت حدتها مع اغتيال رئيس الوزراء حينذاك بطرس غالي، كانت كفيلة بأن تدخل البلاد فى دوامة الصراعات، لينجو المحتل من مصارعة الباحثين عن الاستقلال.
توحيد الصف
وجاء شعار "يحيا الهلال مع الصليب" لتوحيد الصف المصري، الذي انطلقت البشارة الأولى للثورة عندما شغلت الزعيم "سعد زغلول" فكرة تأليف وفد مصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م، ورغم محاولة الاحتلال الإنجليزي قتل الفكرة ومواجهة حملات التوقيع بالموافقة الشعبية عليها، تشكل الوفد، الذي ضم سعد زغلول، مصطفى النحاس، مكرم عبيد، عبدالعزيز فهمي، علي شعراوي، أحمد لطفي السيد وآخرين.