باستخدام بعض الأغطية والحجارة وبعض الأدوات البسيطة مثل الحبال والأخشاب، شيّدت أم حسين، 40 عامًا، في أحد شوارع مدينة القاهرة؛ خيمة صغيرة، تأوي داخلها عائلتها التي تقطعت بهم السبل، وأُجبرت على ترك آخر بيت استأجرته لعدم قدرتها على دفع الإيجار.
نعمات السيد، مواطنة مصرية، عاملة نظافة، بمطعم أم حسن، لمدة 5 سنوات، تركته بعدما طردتها صاحبة المطعم لعدم انتظامها في العمل لسوء حالتها الصحية.
تزوجت "نعمات" في سن الـ20عامًا، وأنجبت طفلين، ثم توفي زوجها، وتركها وحيدة تتحمل ظروف الحياة، بدون معاش شهري أو دخل شهري لها.
"لجأت وأطفالي للسكن في غرفة، إيجارها الشهري 350 جنيه، وظروف الحياة الصعبة القاسية، ألقتني في الشارع، وأوصلتني أن أرحل مع أولادي والمبيت في الشارع"، هذا ما وصفته السيدة نعمات لتوضيح سبب اتخاذها الشارع مسكنًا لها.
تابعت: "تحت ظل شجرة بجوار حديقة الفسطاط، بمصر القديمة، جلست مع صغاري تحتها استظل بها، ولكن ولاد الحرام وأهل الأذى لم يتركوني في حالي، بلغوا عني الشرطة وهربت قبل ما تقبض عليا الشرطة وأولادي يتمرمطوا".
وبلهجة شجب بحتة، قالت نعمات "لقد هاجمت الحشرات أجساد أولادي لقلة النظافة الشخصية، فقررت أن أهجر منطقة مصر القديمة وأتوجه إلى ميدان الدقي، وهناك وجدت مكانًا فسيحًا أمام قسم الشرطة لكي احتمي بهم، وحتى يتمكنوا من مساعدتي عند رؤية صغاري، ولكنهم لم يستطع أحد تخصيص مكانا نأوي إليه".
وتابعت" عكفت هنا في شارع الدقي، ووضعت الأغطية والمفروشات والملابس على جانبي الرصيف، واتخذت هذا المكان سكنا لي، مضيفة "مالييش غير المكان ده".
"نظافة أولادي أهم من كل شيء"، تلك الكلمة التي تلفظت بها السيدة نعمات أثناء قيامها بتنظيف ملابس أولادها، في إناء به ماء وسط المارة.
جطدير بالذكر أن منطقة الدقي تعد من الأحياء السكنية والتجارية الحيوية، ومنفسًا للأثرياء الذين يمتلكون فيها القصور والمزارع.