في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة،الذي يُعبر عن الدور الكبير للمرأة وأثرها في دفع حركة المجتمع إلى الأمام، ودورها في إحداث التغيير المجتمعي؛ فمن المعروف أن من السمات الرئيسية للمرأة هي العطاء،وهي الصفة التي أثبت التاريخ، في أكثر من مناسبة أنه عندما تندمج المرأة عمليًا في قضايا مجتمعها وتعمل على المشاركة في حلها؛ فإن النتائج دائمًا ما تكون مثمرة.
ومن محافظة الإسكندرية،انطلقت منذ 5 أعوام مبادرة "معًا لمنع العنف"، لمجابهة العنف المجتمعي بكل ألوانه،وتحتل قضايا العنف الأسري، مركزًا أساسيًا في القلب من هذه المبادرة، التي تتخذ من نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة آلية عمل رئيسية لها وتتخذ من الأسرة هدفًا لأنشطتها لأن الأسرة التي تتبني أفكارًا سليمة ستنتج مجتمعًا سليمًا ،وهي مبادرة نسائية،تنشط في المجتمع السكندري وتحاول القيام بدورها قدر الممكن رغم إنها لا تتبع أي جهة ولا تتلقى دعمًا ماليًا،وإنما تقوم بالجهود الذاتية الخالصة لمؤسسيها والمشاركات بها.
تقول "نادية الكاشف"،مؤسسة ومنسقة المبادرة لــ "بلدنا اليوم"،أن الظروف التي دعتها وزميلاتها المؤسسات لإخراج مبادرة "معًا لمنع العنف"،هي ثقافة ومناخ العنف الذي ساد مصر في السنوات الأخيرة،والذي تعتبره أحد أدوات حروب الجيلين الرابع والخامس الرامين إلى تحويل طاقة المجتمع خاصة الشباب والأطفال إلى طاقات سلبية تأخذنا إلى مناطق الجدل والتسفيه وتشويه القيم سعيًا وراء خراب الوطن،لهذا كانت المبادرة مساهمة لإفاقة وتوعية جميع الجهات المسؤولة والأسر المصرية بما يحدث حولنا من أساليب جديدة للسيطرة على عقول الشباب الذين هم كنز الوطن وثروته الحقيقية.
وتضيف "الكاشف"،أن المبادرة تستخدم عدة آليات لتحقيق أهدافها كالقيام بالجولات الميدانية داخل المدارس ومراكز الشباب وتجمعات الأطفال بالأندية،وعقد الندوات والحلقات النقاشية المستمرة لغرس مفهوم المواطنة والإنتماء لدى الشباب والأطفال والتعريف بمفهوم الإرهاب الفكري والمعنوي وبيان مدى خطورته على المجتمع ،وتوضيح دور الأسر والأقارب والمعارف في توعية النشء،وفضح أساليب بث الفتن والعنف وكيفية مواجهته،والتعريف بدور مؤسسات الدولة المختلفة مثل وزارة الشباب والرياضة والتربية والتعليم في مواجهة هذه الظاهرة.
وتتابع مؤسسة المبادرة،أن المبادرة تهتم أيضًا بمكافحة ظاهرة العنف المنزلي،وتعتبرها قضية محورية، وتعمل على التوعية بخطورتها وضرورة التصدي لها لأنها تؤثر سلبيًا على سلوك الأطفال الذين تتأثر خبراتهم به،ما يجعلهم ذوي نزعة لإستخدام العنف مستقبًلا وصيدًا سهلًا للتيارات التخريبية.
وتعتبر "الكاشف"،أن دورها وزميلاتها في المبادرة هو امتداد طبيعي للدور الإيجابي الذي تلعبه المراة عبر العصور في تشكيل الوجدان السليم للشعوب وزرع القيم الإيجابية،وأن اليوم العالمي للمراة ما هو إلا تكريس لهذه الحقيقة التي تُبرز الدور الروحي للنساء حول العالم في حفظ حقوق المراة وبناء مجتمعات أكثر مساواة بين المراة والرجل،والتعبير عن إمكانات النساء في تحقيق ذواتهن بشكٍل كامل،والتأكيد على أن التمييز ضد المراة لا بد أن يكون مكانه المتحف.