قال الكاتب المصري المقيم بالنمسا بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن المبادرة التي أطلقتها السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بهدف إقامة مؤتمر للكيانات المصرية في الخارج "مبادرة رائدة"، لافتًا إلى أنه لم يسبق طوال عمر الجاليات المصرية في الخارج، أن تم الدعوة لمؤتمر يجمع تلك الكيانات على تنوع المجالات التي تنشط فيها.
وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك تعليمات واضحة وقاطعة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة رعاية أبناء الجالية المصرية في الخارج، والاستفادة من الخبرات التي هي متوفرة بكثرة في أبناء مصر في الخارج في كافة المجالات الحياتية.
وذكر أن وزارة الهجرة تبذل جهدًا ملموسًا في التواصل مع المصريين في الخارج، وأن الدعوة لهذا المؤتمر إنما تأتي ضمن آليات التواصل التي تبتكرها بين الحين والآخر السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
وأضاف: "الكيانات المصرية في الخارج تعد أحد أهم أدوات القوى الناعمة المصرية في الخارج، وأن هذا المؤتمر المزمع إقامته لممثلي الجمعيات الأهلية المصرية في الخارج يعد أول تنسيق حقيقي بين تلك الكيانات - بعضها البعض من ناحية، وبينها وبين وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج من ناحية أخرى - لتعظيم الاستفادة منها لمصلحة الدولة المصرية، خاصة وأن هناك روابط في كافة المجالات الحياتية قد أنشأها أبناء مصر في الخارج، ولديهم فيها خبرة كبيرة يمكن أن تمثل زخما لصالح القضايا المصرية المختلفة".
وثمَّن العبيدي، خطوة تسجيل الكيانات المصرية في الخارج لدى وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مؤكدًا أن هذا المؤتمر من الأهمية بمكان للتعرف عن قرب وكثب على الكيانات المصرية الفاعلة والمسجلة في بلاد الإقامة، مطالبًا أنه يجب أن يتم الاستفادة من جمع هذه الكيانات كخطوة أولى، في طريق طويل يهدف إلى الوصول لقاعدة بيانات للمصريين بالخارج.
وألمح إلى أن فكرة ما يسمى بلم شمل الكيانات المصرية في الخارج، في كيان واحد غير قابلة للتنفيذ، والجدير بالاهتمام أن يتم تصنيف هذه الكيانات إلى مجموعات تتفق كل مجموعة في الأهداف والنشاطات، ومن ثم يتم التعاون بين هذه الجمعيات في داخل الدولة الواحدة وبين الجمعيات في الدول المختلفة.
وتمنى أن يتم إقامة ورش عمل في المؤتمر الذي تنوي وزارة الهجرة، إقامته بحيث يكون هناك نقاش مجتمعي حول كافة القضايا التي تخص وتشغل المصريين بالخارج في تلك ورش العمل، على أن يتم الخروج بصيغ قابلة للتنفيذ في كل أو جل القضايا المثارة على مستوى المصريين بالخارج.
وناشد مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج الزملاء المنشغلين والمشتغلين بالعمل العام المصري بالخارج، والذين لديهم جمعيات أو روابط أو اتحادات رسمية مسجلة، بسرعة تسجيل هذه الكيانات في مبادرة الهجرة، حتى يتم الانتهاء من هذه الخطوة للمضي قدمًا لتحقيق خطوات تالية للوصول لأفضل شكل للعمل والتعاون.
وشدد على أهمية خلق الظروف الملائمة لنجاح المؤتمر، مؤكدًا أن تأجيل انعقاده الذي كان مقررًا في شهر إبريل المقبل إلى شهر يوليو القادم إنما يعد مراعاة للظرف الزماني، حيث أن شهر يوليو هو موعد الإجازات الصيفية التي يحرص أبناء الجالية المصرية في الخارج على قضائها في مصر، وهو ما يضمن مشاركة ممثلي العدد الأكبر من ممثلي الجمعيات الأهلية المصرية في الخارج.
وأردف بهجت العبيدي هذا التأجيل إنما عكس الأسلوب الذي تعمل به الوزيرة، والذي يأتي الاستماع إلى الآراء المختلفة والنزول على الصواب من هذه الآراء، وهذا ما نراه أول مؤشر على جدية العمل، وأول أسباب النجاح.