يعتبر حب الوطن شعورًا إنسانيًا فطريًا، ويتمثل فعلياً بالشعور بالانتماء الحقيقي له، وعدم الاكتفاء بالشعارات، والهتافات التي تنادي بذلك، بل أن تتم ترجمتها لأفعال حقيقيّة تعبر عن صدق ذلك الحب، ومنهذا المنطلق قام الشاب المصري، سيف الدين محمد صفوت، بدعم السياحة المصرية عن طريق إنشاء صفحة على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، تسمى "Seif Safwat pour ľhistoire"، ينشر خلالها مجموعة من الفيديوهات عن الآثار المصرية، باللغة الفرنسية.
ومن اللافت للنظر، أنه عند رؤيتك لهذه الفيديوهات، سوف تعتقد أن هذا الشاب من خريجي كلية الأثار أو كلية أداب تاريخ أو غيرها من الكليات التي لها علاقة بالتاريخ، لكن الحقيقة إنه طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أي أنه لا توجد علاقة بين دراسته و بين ما يقوم بنشره سوى إنه محب مخلص للوطن.
وفي هذا السياق، قال "سيف"، أن هناك دافعين كانا وراء قيامه بذلك الأول هو حبه لوطنه، والثاني رغبته في توصيل صوته للعالم بأسره أن مصر استعادت أمنها واستقرارها، وأن مصر ليس بلد الأهرامات فقط، بل أنها بلد الآثار القبطية والإسلامية و الفرعونية.
وأضاف "سيف"، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، إنه عندما كان يصور فيديو عن جامع السلطان حسن، قابل فتاتين من ولاية كيبك بكندا، واندهشوا من جمال المكان وأكدوا له، أنهم كانوا لا يعلمون شيء عن أثار مصر سوى الأهرامات والآثار الموجودة في الاقصر وأسوان، كما أنهم اوضحوا له أنهم كانوا قلقون حيال الوضع الأمني في مصر إلا أنهم اكتشفوا أنها آمنة.
وتابع: "أنه عندما نشر فيديو عن جامع السلطان سيف الدين إينال بصحراء المماليك، تعجب الكثيرون من الأشخاص من وجود مثل هذا المكان، حيث سأله شخص جزائري عن موقع هذا المكان بالتحديد، لانه يرغب في زيارته".
وأشار الشاب إلى أنه ينقصنا الترويج الجيد لأثارنا، خاصة وأننا لا نمتلك فقط الأهرامات والنيل، بل نمتلك أثار وتاريخ أعمق وأعظم بكثير، مشيرًا إلى أن كوبري إيفيل، المتواجد في حديقة الحيوان، أقدم من برج إيفل بقرابة 10أعوام، إلا أن شهرة برج ايفيل بفرنسا تتخطاه بمراحل ويعتمد ذلك أن هذه المعلومة يجهلها الكثيرين علي المستوي المحلي و الدولي، كما يرى أن سبب هذا الجهل هو عدم وجود دعاية جيدة للآثار المصرية.
وأوضح "سيف"، أنه يجب علينا أن نقوم بإزالة الغبار عن الآثار المغمورة، حيث أن الآثار أفضل وأسرع وسيلة لتنمية وتعزيز الاقتصاد المصري، كما ناشد المسؤولين بتقديم الدعم له عن طريق نشر فيديوهاته والترويج لها كي تصل رسالته إلى جميع دول العالم، لافتًا إنه لم يتلقى الدعم سوى من رئيس جامعة القاهرة، عثمان الخشت وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، محمود السعيد والمشرفة العامة للنشاط الطلابي أميرة تاوضروس، حيث قاموا بنشر إحدى فيديوهات على صفحة نموذج المحاكاة لمجلس العموم البريطاني.