قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، سيدي محمد ولد محم، أمس الخميس، إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو الذي أعطى الأوامر بتغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية".
واندلع الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الحديث عن تغيير اسم شارع يحمل اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وانقسم الموريتانيون بين مؤيد لقرار الحكومة ورافض له، وهو نقاش لم يخلُ من مسحة سياسية تقوم على الموقف من جمال عبد الناصر، والتيار الإيديولوجي الذي ينتمي إليه، وهو تيار يملك جذورا قوية في موريتانيا، ولكنه بدأ يتلاشى مؤخرا أمام الصعود القوى للإسلاميين واليسار.
أشار ولد محم، خلال المؤتمر الأسبوعي للحكومة، إلى أن تغيير اسم الشارع "ليس تجريحا ولا تقليلا من قيمة أحد. نحن أعطينا الأسبقية لأنفسنا فقط"، وفقا لصحيفة "صحراء ميديا".
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، أنه سيتم تغيير أسماء عدة شوارع في موريتانيا لتكريم شخصيات وطنية خدمت البلد، على حد تعبيره.
ويعد الشارع من أبرز الشوارع في العاصمة نواكشوط، ويمر غير بعيد من القصر الرئاسي، كما تطل عليه العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية، إضافة لمؤسسات مالية كبيرة، كما يمر غير بعيد من السوق المركزي بنواكشوط.
ويحمل الشارع منذ عقود اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما يتقاطع مع شوارع أخرى سميت على رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي شارك ديجول، وشارع الرئيس الأمريكي جون كينيدي.
وصادق المجلسان البلديان في تفرغ زينة، ولكصر بداية الأسبوع المنصرم على تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية"، وذلك تخليدا للمسيرة التي نظمتها الحكومة يوم 9 من يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم الذي أعلن يوما للوحدة الوطنية.
ويمنح القانون المجالس البلدية حق تسمية الشوارع العمومية، وتغيير أسمائها.
ووصف حزب "التحالف الشعبي التقدمي"، المعارض المحسوب على الحركة الناصرية في موريتانيا، في بيان صحفي، تغيير اسم الشارع بأنه "طمس لمعالم الماضي، وتنكر لرموز الأمة".
ودعا حزب التحالف الحكومة إلى التراجع عن "القرار المفاجئ"، كما دعا كل القوى الوطنية وجماهير الشعب الموريتاني إلى التعبئة للوقوف في وجه هذه المحاولة، وفق نص البيان.