جريمة "النص ساعة".. حكاية العجوز المقتولة على يد زوجة ابنها

السبت 16 فبراير 2019 | 07:36 مساءً
كتب : محمود صلاح

الجو هادئ تمامًا في العاشرة صباحًا، والعمائر المرتفعة لا يصدر منها أصواتًا كالعادة، فيما يبدو أن الكثير ما زالوا في منازلهم لم يتجهوا إلى أعمالهم، بينما في الطابق الثالث بالعقار رقم 10، في منطقة باكوس شرقي الإسكندرية، ارتفعت الأصوات قليلًا على غير العادة، حينما تطرقت "الحاجة فريال" لسؤال زوجة ابنها "بتعملي أية ياضحى" وهي راقده على سريرها، ليكون رد الأخر عجيبًا حيث انقضت عليها، وقتلتها بضربتين على رأسها وكتمت أنفاسها بـ"اللحاف" حتى لفظت بأنفاسها الأخيرة.

تعالت الأصوات في المنطقة بعد حدوث الجريمة البشعة، حيث وصل قسم شرطة أول الرمل، بلاغًا من شرطة النجدة، يفيد بمقتل عجوز وإصابة زوجة ابنها على يد مجهول وسرقة مشغولات ذهبية ومبلغ مالي وفر هاربًا.

في دقائق، وصلت سيارات الشرطة إلى العقار رقم 10 بشارع الصولي متفرع من شارع الكامل بمنطقة باكوس، وانتشر ضباط قسم شرطة الرمل أول لكشف ملابسات الجريمة، وانهمك بعضهم في فحص كاميرات المراقبة.

وداخل مسرح الجريمة بشقة بالطابق الثالث بالعقار المشار إليه، انهمك فريق آخر من الأدلة الجنائية والمباحث في مناظرة جثة المجني عليها "فريال.م.ر" 70 عامًا، ربة منزل، الممدة على سرير بغرفة نومها، وسؤال زوجة ابنها.

لم يمر وقتًا طويلًا حتى اتضح لضباط مباحث القسم سلامة جميع منافذ الشقة، فلا يوجد سوى بعثرة بعض محتويات غرفة نوم القتيلة، وسرقة مشغولات ذهبية كانت ترتديها ومبلغ مالي.

وبسؤال زوجة الابن المصابة، قالت إن مجهول رن جرس الباب الساعة التاسعة والنصف صباحًا وعند فتحه سألها:"فين الست الكبيرة اللي هنا؟"، وباستفسارها عن سبب سؤاله اقتحم الشقة وضربها على رأسها وأغمى عليها.

وأضافت المذكورة في التحقيقات أنها عندما أفاقت فوجئت بالمتهم قتل حماتها أثناء نومها بغرفتها بكتم أنفاسها باللحاف وسرقة مشغولات ذهبية وفر هاربًا، فاستغاثت بالجيران- هكذا روت "ضحى" ما جرى داخل منزل حماتها قبل نصف ساعة تقريبًا.

وجه اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء شريف ذكي، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه.

"الله يرحمها كانت ست طيبة"، "دي ما بتتحركش من السرير.. المجرم قتلها وهي صايمة".. أقوال جيران المجني عليها أكدت على حسن سمعة وسيرة "الحاجة فريال"، التي توفي زوجها وترك لها ولدين وفتاة، جميعهم متزوجون.

أقوال زوجة الابن أمام ضباط مباحث قسم شرطة الرمل عن كيفية وقوع الحادث، بدت غير منطقية، وهو ما أكده تفريع كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط العقار، حيث أشارت إلى عدم دخول أو خروج أي شخص غريب من المنزل في توقيت الحادث.

شكوك رجال مباحث قسم شرطة الرمل أول حول رواية زوجة الابن لكيفية وقوع الحادث، دفعتهم إلى إجراء تحريات لفحص علاقتها وسلوكها، أكدت أنها تمر بضائقة مالية.

وبتضييق الخناق على زوجة الابن، اعترفت بقتل حماتها بكتم أنفاسها وسرقتها لحاجاتها إلى المال، لمرورها بضائقة مالية للمساهمة في تجهيز شقيقتها للزواج.

وقالت المتهمة في اعترافاتها أمام ضباط المباحث: "يوم الحادث استيقظت من النوم الساعة التاسعة صباحًا بمنزل حماتي بعد نزول زوجي للعمل كفني كمبيوتر بشركة في العامرية".

"وجودي بمفردي مع حماتي جعلني أفكر في سرقتها كنت محتاجة فلوس ضروري.. مكنتش مرتبة لأي حاجة.. دخلت غرفتها لقيتها لسه نايمة.. كنت عارفة أنها بتحط فلوسها في درفة الدولاب الموجود عليها قفل".

وأضافت المتهمة أنها أحضرت سكين من المطبخ وفشلت في فتح القفل، فاستعانت بـ"مفك" للطرق به على القفل حتى نجحت في فتحه، إلا أن حماتها استيقظت فجأة ورأتها.

"بتعملي أيه ياضحي؟".. كلمات وجهتها المجنى عليها لزوجة ابنها الحامل دفعتها لضربها بالمفك وكتم أنفاسها باللحاف حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، دون رحمة أو شفقة.

وتابعت المتهمة: "خوفت تصرخ وتفضحني.. وبعدها كملت سرقة ولقيت في دولابها 22 ألف جنيه.. وخلعت غوشتين وخاتم ودبلة من يديها كانت ترتديهم.. وأخفيت المسروقات وأختلقت قصة دخول حرامي لإبعاد الشبهة عني".

وأمام اعترافات المتهمة، أمر المستشار أحمد غيث، رئيس نيابة الرمل أول بحس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة، ودفن جثة المجني عليها بعد انتهاء الطب الشرعي من التشريح.