سهرت من أجله الليالي، تعبت كثيرًا على تربيته، حتى أصبح رجلًا بالغًا يدرك الأمور ويميزها، عاش في أحضان أمه عدة سنوات، ولكنه لم يحفظ الجميل التي أضاعت والدته عمرها من أجله، وكانت هديته التي قدمها لها؛ هي كتابة السطور الأخيرة في حياتها بطريقة بشعة لم تختر على ذهن إنسان بل لا يفعلها إلا شيطانًا متمثل في هيئة بشر.
لم يستخدم عقله من قبل، وحينما استعمله كان من أجل القضاء على والدته بطريقة لا تدينه ولا يثبت أحدًا أنه هو الفاعل، فأغلق أبواب بيته وجلس بجوار والدته يتناول الطعام معها، وفي لحظاتٍ قليلة انقض عليها ضربًا حتى هشم رأسها، وعلى الفور غطى جثتها بالملح لمدة 4 أيام من أجل الحصول على الميراث الذي جعله كالمجانين، وذهب ليختبئ في القصب ليكشف نفسه بنفسه وتتوجه أصابع الاتهام له بسبب غيابه.
لم يكتف "رشوان.أ" 36 عاما، بما اقترفت يداه من جرائم في حق من عكفت على تربيته وقدمت له كل شيء، وعندما قوي ساعده لم يرحم ضعفها بل قتلها واستولى على أموالها، وخلال مدة هروبه كان يظهر في شوارع قرية أولاد حمزة بسوهاج ممتطيا حصاناً ويحمل بندقيته ويهدد أبناء القرية بالانتقام في حالة إبلاغ الشرطة عنه.
لم يستمر الأمر طويلًا، فقد رسمت الابتسامة على وجوه سكان القرية، بعدما نجحت المباحث بقيادة العميد عبدالحميد أبوموسى مدير مباحث سوهاج في إلقاء القبض على المتهم، دون إصابته برصاصة واحدة.
"قتلت أمي عشان كانت عايزة تحرمني من الميراث وكمان جهزت للجريمة قبل تنفيذها واشتريت شوال ملح زنة 50 كيلو، وغطيت الجثة عشان الريحة"، بتلك الكلمات اعترف المتهم بجريمته في محضر الشرطة عقب القبض عليه.
وبحسب التحريات، كلف رشوان صديقه بتشييع جنازة والدته، بعد هروبه من مسرح الجريمة حتى يكون في مأمن عن أعين رجال المباحث في سوهاج، "قلت لصديقي عايزك تروح تشيع جنازتها عشان أخلص من الجثة وأشوف الأرض اللي ورثتها وأبيعها".
نفذ الصديق طلبات المتهم وذهب للمشاركة في تشييع جثمان الضحية بل كان بمثابة المخبر له، ينقل كل تحركات المباحث إليه ويشتري له المخدرات وكل احتياجاته اليومية من طعام وشراب وخلافه.
وعقب انتهاء اعترافه بالواقعة أحاله اللواء هشام الشافعي مدير أمن سوهاج إلى النيابة العامة.
في أوائل شهر يونيو من العام المنصرم، حدثت جريمة في قرية أولاد حمزة بمركز العسيرات بسوهاج، حيث أنهى عاطل حياة والدته ضربا على رأسها بماسورة حديدية، ووضعها في سريرها وغطى الجثة بالملح حتى لا تظهر رائحتها.
وتلقت الشرطة، إخطارا من مركز شرطة العسيرات، بتغيب ربة منزل، 65 سنة، عن منزلها منذ 4 أيام، وبالبحث عنها جرى العثور عليها جثة هامدة في سرير غرفة نومها مغطاه بالملح، وبها جرح في الرأس، وفي فمها آثار دماء.
وأكدت التحريات، أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها "رشوان. أ. غ"، 36 سنة، عاطل.
وكشفت التحريات أن الابن تعدى على والدته ضربا على رأسها بماسورة حديدية حتى فارقت الحياة، ثم وضعها في السرير ولفها في بطانية بعد تغطيتها بالملح حتى لا تظهر رائحتها، وأنه ارتكب الجريمة لرغبته في الاستيلاء على ميراث والدته من والدها، ورفضها منحه الميراث لسوء سلوكه.