لم تخلو مناطق المحروسة، من وقائع الانتحار التي يقدم عليها العديد من الشباب والفتيات، التي غاب عنهم الوعي بأن أنفسهم أثمن من أي شيء، فليتهم لم ينحرف تفكيرهم إلى الهروب القاسي، فجميعهم دون سابق إنذار كرهوا أنفسهم وحياتهم وهمشوا أرواحهم فقرروا التخلص منها وكتبوا شهادات وفاتهم بأيديهم لتظل سيرتهم وسط متناقضات هل الانتحار حل أم هروب؟"، "بلدنا اليوم" ترصد في تقريرها التالي قصص المنتحرين شنقًا
رسبت في الامتحان
عانت كثيرًا "شهد.م"، الفتاة التي لم يتعدى عمرها سوى 14 عامًا، بعدما حلمت وسارت على خطاه، إلا أن جاهدت كثيرًا لتحقيقه، وداومت علي أصراره، ليختلف معها الأمر وينقلب رأسًا علي عقب، وترسب في درستها، الشئ الذى تسبب دخولها في حالة نفسية معقدة، وقررت أن تتخلص من نفسها شنقًا في غرفتها.
استيقظت الأم في صباحًا، لتذهب إلى غرفة نجلتها، لتفيقها من نومها، للذهاب إلى مدرستها، ثم بالباب يطرق، وصحوات من الأم: "افتحي ياشهد، أنتي لسه نايمة لحد دلوقت"، إلا أنها لم تجد أي إجابة أو رد منها، وأقدمت الأم على كسر باب غرفتها لتجدها معلقة من رقبتها في "إشارب": الحقوني بنتي ماتت.. الحقوني ياناس".
وبالتواصل مع إحدى صديقات الفتاة اللائي فسرن الحالة النفسية التى كانت عليها التلميذة قبل انتحارها، حيث قالت إحدى صديقاتها التي رفضت الإفصاح عن هويتها لـ"بلدنا اليوم" إن "شهد صديقتي منذ سنوات وأعرفها جيدا، عانت كثيرًا من مرض نفسي، بسبب فشلها في الدراسة، وكانت تحلم كثيرًا أن تتفوق في طريقها التعليمي ودائمة الابتسامة؛ إلا أن أمس كان يوم شؤم بالنسبة لها بسبب خوفها من مواجهة عائلتها بأمر رسوبها وأقدمت على التخلص من حياتها".
وتضيف: "دخلت صديقتي في حالة بكاء هستيري خوفًا من أسرتها عندما توقعوا أن تجتاز الامتحان بتفوق إلا أنها بائت بالفشل كل محاولاتها، وتابعت :"لم أتوقع أنها ستقوم بهذا الفعل وتترك أمًا مكلومة وأبًا يكاد يفقد عقله وصديقات تأبى دموعهن أن تجف".
وقالت والدتها أثناء التحقيقات أنها يوم الواقعة، شاهدت ابنتها معلقة بمروحة السقف، وحاولت إنقاذها لكنها وجدتها جثة هامدة، بداية الواقعة كانت عندما ورد إخطارًا للواء رضا العمدة مدير مباحث الجيزة، من العميد عبدالرحمن أبو ضيف رئيس قطاع جنوب الجيزة، بتلقى الرائد محمد طبلية رئيس مباحث مركز شرطة الصف، بلاغا من الأهالي، بانتحار "شهد. م"، طالبة بالصف الثاني الإعدادي، 14 سنة، عن طريق شنق نفسها، داخل حجرتها، بدائرة المركز..
"بسبب الاكتئاب"
لم يعلم "محمد عاطف أحمد" صاحب الـ 26 سنة، أن حياته تنتهي بهذه الطريقة المأسوية، حينما أقدم علي إلقاء نفسه من الطابق الـ 12، مساء الجمعة الماضية، ليفارق الحياة في الحال.
على الرغم من أنه كان يواظب على الصلاة وكان محبوبًا لدي جيرانه،، "كان شديد التدين ولا أعرف حتى اسمه إلا يوم الواقعة بحسب ما أكده "عمر. م"، شاهد عيان لـ "بلدنا اليوم".
مشهد مخيف، دارت كواليسه، بين جوانب شارع بدر التابع لمنطقة حدائق القبة، بعدما سالت دماء المنتحر، الذي لم يراه أحد من أسرته ولا جيرانه: محمد انقطع عن الدراسة لسنتين، بسبب ظروفه الصحية والنفسية، ورجع الدراسة مرة ثانية، وكان فى انتظار نتيجة الامتحانات، حيث كان في السنة الأخيرة من كلية الصيدلة" هكذا روي عم الطالب المنتحر اللحظات الأخيرة في حياته الذى لم يتوقع أن "محمد" يقدم علي إنهاء حياته.
وتابع: "يوم الواقعة كان هو ووالدته في المعادي، وطلب منها أن يرجع للمنزل، وبالفعل تركها، وده كله حصل بعد ما صلى الظهر في مسجد بالمعادي، وبعد العصر عرفنا بالخبر، الله يرحمه كان كويس بس نصيبه كده"ـ لتضيف زوجة حارس العقار: "آخر مرة رأيت فيها الضحية وهو يخرج من صلاة العصر في الزاوية المقابلة للعقار، طلع لوالده، وبعد نص ساعة لقينا حاجة بتقع من فوق، مجاش في بالنا غير إن حد من السكان رمى شنطة زبالة من فوق".
بخطوات بطيئة خرجت زوجة حارس العقار لتعرف مصدر سماع الشيء الذى هز أرجاء المكان: "فتحنا البوابة لقينا الله يرحمه في الأرض واقع على جنبه اليمين، وما بين ما سمعت الصوت وطلعت قدام البوابة، كل ده ماأخدش 30 ثانية مكنش فيه حد واقف من أسرته نهائيًا، بعدها بـ 5 دقايق كان والده بيبص من البلكونة ونزل يجرى على السلم من الدور آخر دور".
ترجع الأحداث عندما ورد لرئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، إشارة من المستشفى العام، مفادها وصول جثة الطالب، "محمد عاطف أحمد"، 26 سنة، ومقيم حسين عبد الظاهر سابقًا، وشارع بدر حاليًا، إثر إصابته بتهشم في الجمجمة والمخ وكسور متفرقة بالعظام في أنحاء جسده، وبالانتقال والفحص تبين أنه مريض نفسي، ولا وجود لشبهة جنائية في الحادث، وباستدعاء والده، الذي يعمل معلم، في إحدى المدارس، أقر بأن نجله يمر بحالة اكتئاب منذ فترة زمنية ويعالج على إثرها، ما دفعه للتخلص من حياته، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وباشرت النيابة التحقيقات التي امرت بتصريح دفنه.
"ترك عمله"
مرت الأيام الأخيرة ثقيلة على المحامي الشاب بعدما ترك عمله، فلم يجد لنفسه مصدر رزق يقتات منه، فهانت عليه روحه وقرر التخلص من حياته بشنق نفسه داخل مسكنه بمنطقة عزبة الوالدة التابعة لدائرة قسم شرطة حلوان.
البداية عندما تلقى العميد أشرف عبد العزيز مأمور القسم بلاغا في مساء الثلاثاء 19 ديسمبر العام الماضي من الأهالى يفيد سماع الأهالى إطلاق عيار نارى داخل شقة جارهم إيهاب عبد الغنى محمد جمع،على الفور انتقل المقدم احمد سمير رئيس المباحث ومعاونيه الرواد أحمد ماضى وأحمد عباس وأحمد الدالي إلى مكان الواقعة تبين وجود جثة موظف الكهرباء وسط بركة من الدماء،و بإجراء التحريات وسؤال الأهالى والجيران تبين أن الموظف يعانى من حالة نفسية وإنه سبق عرضه على عدة أطباء نفسيين لمعاناته من مرض نفسي.
وبعرض الأمر على المستشار تامر العربى المحامى العام لنيابات حلوان كلف المستشار محمد شورى وكيل النائب العام بحلوان بالانتقال لمعاينة الجثة.