تؤثر الدورة الشهرية بصورة إيجابية على دماغ الأنثى، وعلى رغم أن تأثير الدورة الشهرية على الدماغ شكل موضوعاً لدراسات علماء الأعصاب والنفس، إلا أن الدلائل لم تظهر إلا أخيراً عن التأثيرات الإيجابية التي تحدثها الهرمونات الأنثوية على أدمغتهن.
ووضحت تلك الدراسات التي أقل ما يقال فيها أنها تضيف بعداً جديداً إلى الصورة العامة عن الدورة الشهرية للأنثى وتأثيراتها العصبية والنفسية والمزاجية والإدراكية وغيرها.
ونقل التقرير عينه عن البروفسور ماركوس هوسمان، وهو اختصاصي أعصاب من "جامعة دورهام" البريطانية، تأكيده أن الدلائل تتراكم على أن أدمغة الإناث والذكور تتأثر بالهرمونات الجنسية عندهما، ما يعني أنه تأثير طبيعي وموجود عند الجنسين سويّة. ويعني ذلك أن لا سند علمياً للقول إن الهرمونات الجنسيّة تؤثر على الدماغ عند الإناث، لأن الأمر نفسه يحدث أيضاً عند الذكور، وفق هوسمان.
التمييز ضد الأنثى
واستعاد التقرير مجموعة من الأفكار الخاطئة عن علاقة النوع الجنسي (ذكر/أنثى) بالحالات العصبية والنفسية، خصوصاً تلك التي دأبت على التمييز ضد الأنثى وقدراتها الفكرية. ولعل المثل الأكثر شهرة عن ذلك استعمال لفظة "هستيريا" Hysteria للإشارة إلى حالات متنوعة من الاضطراب النفسي- العصبي، وهي كلمة مشتقة من "هيستر" Hyster ومعناها "الرحم"، لأن اليونان نسبوا ذلك الاضطراب النفسي- العصبي إلى "تجوال" الرحم في جسد الأنثى. وحتى عندما أثبت العلم عدم صحة "تجوال الرحم"، استمر علم النفس في استعمال لفظة "هستيريا" للإشارة إلى ذلك الاضطراب، بل حتى لو عاناه بعض الذكور.