سامح أبو حسن: لم تشتك يوما رغم الضغوط.. والابتسامة لم تكن تفارق وجهها
هالة صقر: لم تتألم قبل وفاتها.. وأعيننا لا تتحرك عن مكان جلوسها بالعمل
السيد نجم: كانت تعطى طاقة إيجابية للجميع.. ورفضت توقيع الخصم على أى زميل بقولها «أخاف ربنا»
البرماوى: «خليها على الله» و«كله هيعدى» أبرز كلماتها لمواجهة الأزمات
حينما تسمع خبر وفاة أحد من أقاربك سيصيبك الحزن الشديد بالتأكيد، لكن عندما تسمع عن وفاة زميل لك فى مجال مهنتك وأنت لا تعرفه، لكن قابلته بحكم عملك فى إحدى المناسبات، تتأثر، عندما تعلم أنه توفى، وتبدأ تبحث عن هذا الشخص الذى قابلته وتأثرت برحيله، ستلاحظ الجميع يتحدث عنه بكل الحب، والذى نادرًا مع يجتمع أى إنسان على شخص.
وهنا، ونحن نتحدث عن الزميلة الراحلة هند موسى، سنجد أن الكثيرين اجتمعوا على طيبتها وأخلاقها وإخلاصها فى عملها، والتى توفيت إثر حادث مرورى أثناء عودتها من تأدية عملها الصحفى، لتغطية فعاليات مهرجان الجونة السينمائى بالغردقة.
لذلك كان واجب علينا أن نتعرف أكثر على هذه الإنسانة التى تحدث عنها الجميع بلا استثناء وخاصة على السوشيال ميديا، من خلال رفقاء دربها وأصدقائها.
البداية كانت مع أقرب صديق لها، المصور الصحفى سامح أبو حسن، والذى صنع لها مجموعة من الصور ووضعها فى "برواز"، لوضعه فى المكان الذى كانت تجلس فيه بموقع التحرير الإلكترونى، لتأدية عملها، وضع الصور بجانبه وتذكر آخر موقف بينهما، وهو فى تأثر شديد قائلًا: «آخر موقف قبل ما أسافر لبيروت تحدثت معها، وقالت لى إنها ستسافر إلى مهرجان الجونة السينمائى، وستعود يوم السبت وكانت تريد منى فطير من المنوفية البلد التى تربيت فيها».
وروى سامح أبو الحسن، تفاصيل يومه معها منذ بداية دخوله إلى الجريدة حتى خروجه منها: « كنت أول ما أدخل من باب الجريدة لا بد قبل أى شىء أذهب على مكتبها ونفس الشىء هى أيضًا، كانت أول ما تدخل هى من الجريدة تتواجد على مكتبى، وهذا يرجع لأننا أصدقاء مقربون جدًا من بعض إحنا كلنا زملاء وأصدقاء وكانت بمثابتة أختى الكبيرة».
وتحدث سامح أبو الحسن، عن إخلاصها فى العمل، مؤكدًا أنها كانت طوال الوقت فى الشغل، ومهما كانت مضغوطة بحكم مسئوليتها الكبيرة كرئيسة قسم الفن بالجريدة، لم تشتك أبدًا بل بالعكس كانت تعطى طاقة إيجابية للجميع قائلًا: «الابتسامة ماكنتش بتفارق وشها».
وتذكر «أبو الحسن» آخر مرة قابلها: "كانت حاملة هم والدتها المريضة، حيث كانت تعتنى بها بشكل دائم أكثر من باقى إخوتها".
أما عن آخر «شات» معها على «فيسبوك»، تذكر «أبو الحسن» قائلًا: «آخر شات بينا إحنا كنا نشاهد موقف تمزح به ونضحك مع بعض، وكانت دائمًا تقول لى "يافقرى هتموتنى"».
وعن آخر موقف مؤثر يتذكره، أكد أن هند موسى، كانت جدعة جدًا ولها العديد من المواقف التى لا أحد يستطيع أن ينساها، مشيرا إلى أنها وهى فى مهرجان الجونة السينمائى كانت مهمتها إنهاء شغل الجميع وتصريحات دخولهم فى مهرجان القاهرة السينمائى.
وأضاف، «أبو الحسن»، أن لا يوجد إنسان الجميع يتفق عليه مثل هند موسى، مؤكدًا أنها ملاك على الأرض حب الناس لها وتأثيره لأنها ملاك عمرها ما زعلت من أحد.
وروى «أبو الحسن»، أنها عندما فكرت فى تقديم استقالتها بسبب أنها شعرت بالتقصير، الجميع وقف بجانبها و"قولنا لها بلاش.. ماتنقصناش واحد".
وأضاف: «وقعدت عشان الجميع وكملت بس مشيت، وسبتنا عمرنا ماشوفناها زعلانة إنسانة بشوشة جدًا دائمًا تسأل على الكل عايشة حياتها ببساطة عمرها ما تحدثت عن الموت بل كانت متفائلة جدًا».
وفى تأثر شديد قال سامح أبو الحسن: «عمرنا ماعاتبنا بعض ولا زعلنا من بعض».
أما صديقتها الصحفية هالة صقر بقسم الأخبار، والتى غلبها البكاء طوال حديثها، فأكدت أن هند موسى أول ما جاءت إلى الجريدة كانت بتتدرب، واجتهدت إلى أن وصلت وأصبحت رئيسة قسم الفن، وعندما أصبحت رئيسة قسم، يرجع ذلك بالتأكيد لاجتهادها ولأنها كانت ملتزمة جدًا وشاطرة جدًا.
وأضافت، هالة صقر، أن هند موسى، اجتهدت إلى أن وصلت لمعظم المصادر الصحفية بمجالها، والذى كان يطلب منها مصادرها لا تبخل على أحد بشىء، وكان الجميع يطلب منها المصادر والمساعدة لأن لديهم علما أنها حققت نجاحا من خلال الايفينات التى كانت تغطيها، لذلك هى استحقت رئاسة القسم عن جدارة وبشهادة الجميع.
وقالت إن هند موسى، كانت دائمًا تحب المزح ووشها بشوش عمرها ما تأخرت على حد أبدًا وكانت تحب المساعدة للجميع، وكانت مقبلة على الحياة ومتفائلة جدًا.
وتحدثت هالة صقر، عن تفاصيل الحادث الذى وقع فى الجونة وأدى إلى وفاة هند، قائلة: «هند لم تكن لوحدها فى السيارة العائدة بالجونة كان معها زميلتنا رئيسة القسم الفن بجريدة مصراوى وهى منى الموجى، يقال إن المهرجان كان متعاقدا مع شركة كريم لتوصيل الصحفيين وهما الاثنان فى السيارة وهند كانت تجلس وراء السائق مباشرة، لذلك عندما حدث التصادم توفيت فى الحال، ولكن منى زميلتنا أصيبت ودخلت المستشفى وهى متعافية حاليًا وحضرت عزاء هند».
وأكدت «هالة» أن منى الموجى قالت فى العزاء إن هند موسى عندما تصادمت السيارة لم تتوجع، وأضافت، أن «منى» كانت فى العزاء بحالة يرثى لها مؤكدة أن الجميع كان بنفس الحالة.
وقالت هالة صقر، وهى ما زالت تبكى، إن الجميع لم يستوعب أنها توفيت، المكان كله فى الجريدة حزين على فراقها: «كل دقيقة نرى مكانها وكأنه لم يكن خاليا، وننظر دائمًا إلى مكانها منتظرينها تعدى لأنها كانت بتتحرك كتير، لا أحد يصدق أنها توفيت حتى هذه اللحظة، إحنا منتظيرنها تدخل علينا، كل الناس بتحبها، وكل الناس افتقدوها، كلنا افتقدناها تلقينا الخبر بالصدمة، وأنا عندما شاهدت البوست على «الفيس بوك» وعلمت أنها توفيت كنت منتظره حد يقول لى ده هزار وليس حقيقيا».
أما الصحفى السيد نجم، "ديسك" فى قسم الفن، أكد أن آخر مكالمة لهما فى القسم، كانت بتقول وحشتونى جدًا ومصر وحشتنى ووالدتى وحشتنى جدًا.
وتحدث السيد نجم، أن هند موسى، عمر ظروفها أو تعب والدتها أثر عليها، دايمًا كانت بشوشة ودايمًا تبادر بأنها تصالح بين أى اتنين، وتهادى الناس لكى تقرب بينهما، وأضاف، أن أى شخص كان يطلب منها شىء كانت تقدمه له.
وأكد أن هند موسى عمرها مافكرت فى الموت بل كانت مقبلة على الحياة جدًا وبتحب الحياة والضحك والتصوير.
وقال السيد نجم، إنه مهما تحدث عن هند موسى لا يعطيها حقها لأنها كانت إنسانة طيبة وخلوقة والناس كلها بتحبها هى كانت بتسعى لمصالح الناس وأنها تسعدهم، كانت حريصة على العمل بطريقة غريبة جدًا.
موضحًا، أن هند موسى، عملت بضمير فى تغطية مهرجان الجونة السينمائى، لدرجة أنه كان يريد أن يقول لها كفاية "محدش بيغطى كده".
وأكد السيد نجم زميل «هند» بقسم الفن، أنها لم تكن ملتزمة فى الشغل فقط بل فى الصلاة أيضًا فى الدين بشكل عام كانت بتقرأ قرآن دايما.
وأوضح «نجم»، أن هند موسى، كانت لا تريد أن تغضب أحدا، حتى فى العمل كنت أقول لها لو حد مقصر اخصميله؛ تقول: «أخاف ربنا»، فهى كانت بشوشة جدًا ودايمًا بتبادر بالأفضل والأحسن.
فيما كشف الصحفى أحمد البرماوى، رئيس قسم الاقتصاد، عن كلمة دائمًا كانت ترددها هند، فقال: «كانت لديها كلمة دائمًا تقولها عندما توجد مشكلة فى العمل أو أزمة لها، وهى: «خليها على الله».
وأضاف، البراماوى، أن هند كانت متفائلة جدًا، وعندما يكون عندها أزمة تقول "كله هيعدى"، وأكد أن على مستوى العمل كانت لديها مصادر وعلاقات كبيرة جدًا، وتحب أن تقف بجانب جميع من يريدها، ولا تتخلى عن أحد أبدًا.