ماجدة خير الله: اخترنا الفيلم الأنسب والمميز «بشهادة الخواجات».. وعرضه بمهرجان «كان» عزز فرصه فى المنافسة
مجدى أحمد على: الفوز بالجائزة العالمية أمر مبالغ فيه.. وطموحنا يجب أن يتحول إلى «فينيسيا» و«برلين»
كمال رمزى: لاقى استحسانا محليا وعالميا.. ويمثل مشاركتنا الأولى بالمهرجان رغم ريادتنا الفنية بالمنطقة
يسعى معظم صناع السينما حول العالم، ومن بينهم مصر بالتأكيد، للحصول على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبى، لأسباب كثيرة، حيث لم يستطع أى فيلم مصرى على مدار تاريخ المسابقة، المنافسة من أجل الفوز بتلك الجائزة، وظلت الأفلام المصرية غير قادرة تماما على الوصول إلى القائمة النهائية المرشحة، والمكونة من 5 أفلام للمنافسة.
لجنة اختيار الفيلم المصرى التى شكلت من قبل نقابة المهن السينمائية، وضمت 38 عضوا من المخرجين والنقاد الفنيين، استقرت على اختيار فيلم "يوم الدين" للمخرج "أبو بكر شوقى"، لتمثيل مصر فى النسخة الـ91 من مسابقة أوسكار ضمن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.
"يوم الدين" تنافس مع 4 أعمال أخرى وهى "تراب الماس" و"فوتو كوبى"، و"أخضر يابس" و"زهرة الصبار"، وقد شارك فى المسابقة الرسمية للدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى، وحصل على جائزة فرانسوا شاليه للأعمال الإنسانية.
وتدور أحداث الفيلم حول "بشاى" الذى يعيش فى مستعمرة للمصابين بالجذام، وبعد وفاة زوجته يقرر مغادرتها للمرة الأولى، منذ أن جرى التخلى عنه هناك عندما كان طفلاً، ويبدأ الرحلة ويرافقه الطفل اليتيم "أوباما"، على عربة يجرها حمار، فى رحلة عبر مصر إلى مسقط رأسه بالصعيد، لمعرفة السبب الذى جعل والده يخلف وعده بالعودة من أجله.
ويضم الفيلم مجموعة من الممثلين الذين يظهرون على الشاشة لأول مرة، من بينهم "راضى جمال" بطل الفيلم غير المحترف للتمثيل، وهو نفسه كان فى الواقع مصابا بالجذام، وقال "تيرى فريمو" مدير مهرجان "كان السينمائى" عن الفيلم، إنه عمل فني فريد، ويسلط الضوء على أعماق مصر، ويجعلنا نفكر من خلال التأمل فى من نحن، ومن هم الآخرين، وكيف يبدو العالم حولنا"، كما أنه سيتم طرحه فى دور العرض بشكل محدود بمحافظة المنيا، وهي مسقط رأس بطل الفيلم، يوم 23 سبتمبر الجارى، بينما سيطرح بشكل موسع بدءا من 26 سبتمبر فى كل دور العرض المصرية.
"بلدنا اليوم" تحدثت مع بعض أعضاء لجنة اختيار الفيلم عن أهم أسباب اختيار "يوم الدين" للمنافسة، وأيضا عن عدم منافسة الأفلام المصرية على جائزة الأوسكار، حيث قالت الناقدة ماجدة خير الله إن اللجنة حرصت على اختيار الفيلم الأنسب لمسابقة الأوسكار وليس معنى ذلك أن باقى الأفلام سيئة، لأن فيلم "يوم الدين" تتوافر له فرص أكبر من الأفلام الأخرى؛ لأنه مميز بشهادة "الخواجات"، وعرضه فى مهرجان كبير مثل "كان" عزز فرصه فى المنافسة.
وأشارت إلى أن أغلب المجلات والجرائد والمواقع تحدثت عنه باللغتين الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى، وكذلك نال إشادات كبيرة من النقاد الفنيين العالميين، لذا فالفيلم ليس مجهولا، مؤكدة أن العبرة فى الاختيار ليست بجماهيرية الفيلم السينمائية وإيراداته، لأنه لو كان ذلك هو المعيار، كنا سنرى مثلاً أفلام "السبكي" أو "محمد رمضان".
وأضافت "خير الله" أننا عندما نستدعى مثلا اللاعب محمد صلاح كى يلعب مع منتخب مصر فى كأس العالم؛ فنحن لا نعرف كيف سيؤدى فى المباراة وكيف سيصبح مستواه، ولكننا نستدعيه ونختاره بناء على سمعته الكروية وحديث العالم عنه ونجاحاته التى قدمها، هذا بالضبط ما حدث مع فيلم "يوم الدين" الذى تحدث العالم عنه أثناء مشاركته بمهرجان "كان" فى دورته الماضية.
وأكدت أن اختيار فيلم قبل عرضه سينمائياً بدور العرض ليس "بدعة" وهناك أفلام عالمية كثيرة تم اختيارها ولم تعرض حتى الآن فى بلدها، وبتم عمل عرض يسمى "ليمتد" أى محدود لمدة حوالى أسبوع تنفيذاً لشروط مسابقة الأوسكار، والتى تنص على اختيار الأفلام التى تم عرضها سينمائياً من أكتوبر 2017 حتى نهاية سبتمبر 2018 لحين تحديد عرضه التجارى فيما بعد.
وعن عدم منافسة الأفلام المصرية على جائزة الأوسكار، أكدت "خير الله" أن هناك فرقا كبيرا فى المستوى لأننا "مش بننافس سينما شبهنا.. إحنا بننافس سينما عالمية"، ونحن نحاول اختيار الأفضل والأنسب لكننا غير مسئولين عن المنافسة، لأن المنافسة لها اعتبارات أخرى كثيرة.
بينما رأى المخرج مجدى أحمد على أن عرض فيلم "يوم الدين" فى مهرجان "كان" يجعل أعضاء الأكاديمية يهتمون بمشاهدته، واللجنة عندما اختارت الفيلم فهى من وجهة نظرها أنه الأصلح للمسابقة، لأن لجنة الاختيار ليست لها مصالح مع فيلم على حساب آخر.
وأشار "مجدى" إلى أن الحلم على المنافسة فى الأوسكار أمر مبالغ فيه لأن الأفلام التى تتنافس على الأوسكار يجب أن يكون لها علاقة بالنمط والثقافة الأمريكية، لأنهم دائماً يبحثون عن العمل السينمائى الذى يتوافق مع ثقافتهم، فمنطقة الشرق الأوسط بعيدة تماماً عن المنافسة من منظورهم أو رؤيتهم، ومن المفترض أن يكون طموحنا هو المنافسة على مهرجانات مثل "كان" أو "فينيسيا" أو "برلين" لأنها مهرجانات دولية فنية، بينما الأوسكار مهرجان أمريكى تجارى فى المقام الأول.
وأشاد الناقد كمال رمزى بفيلم "يوم الدين" لأن فكرته إنسانية وذلك يحسب لكل فريق العمل الذى شارك فى صناعته، مؤكدًا أن النتيجة عادلة فى اختياره للمنافسة لأنه لاقى استحساناً كبيراً من أغلب أعضاء اللجنة، وكذلك من الصحافة العالمية عند مشاركته فى الدورة السابقة من مهرجان "كان"، وأيضاً اسم الفيلم معبر جداً عن اليوم الذى يتساوى فيه البشر دون التمييز والنظر إلى اللون والشكل والمظهر.
وعن ضعف المنافسة بالنسبة لأعمالنا السينمائية فى مسابقة الأوسكار، قال "رمزى": "لم يحدث أننا نافسنا قبل ذلك، فبالرغم من ريادتنا الفنية فى منطقة الشرق الأوسط إلا أن المنتج المصرى ضعيف لا يستطيع المنافسة، فهناك صناعات كثيرة كانت متميزة عندنا، والآن نستوردها من الخارج وذلك ينطبق على السينما أيضا، لأن المناخ الثقافى غير مؤهل للمنافسة العالمية، متعجبا: "إزاى ننافس وفى ناس بتقول إن السينما حرام؟".