من باب الطائرة إلى الملعب.. محمد صلاح يعايش تنفيذ مطالبه

الاربعاء 12 سبتمبر 2018 | 02:12 مساءً
كتب : صلاح إيهاب - ندى شعبان

اتحاد يتجاهل وفضائح تُكشف بعدما خرج محمد صلاح، نجم ليفربول ومنتخب مصر عن صمته، وتحدث عن كواليس مثيرة غامضة من داخل معسكرات المنتخب، حيث الإهمال يتصدر المشهد بعدم التنظيم داخل معسكر المنتخب في مونديال روسيا المنقضي، وكان الجميع من الشخصيات العامة والمشاهير يريدون توثيق تلك اللحظة التي ربما لا تتكرر كثيرًا، والتي عادت بالسلب على تحركات اللاعبين وقيدت حريتهم داخل فندق الإقامة الذي أصبح بمثابة "متحف" يأتي الجميع لزيارته والتقاط الصور مع من هم موجودين بداخله.

 

مجرد تغريدة لم تستغرق بضع دقائق لكتابتها، عبر من خلالها الفرعون عن استيائه مما يحدث من تجاهل اتحاد الكرة للرد على مطالبه وكشر صلاح عن أنيابه عبر "تويتر": "الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا له الراحة.. لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تمامًا.. ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي ... لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟".

 

ولم يكن تجاهل اتحاد الكرة للخطابات التي أرسلها المحامي الخاص بمحمد صلاح هو الأول، فعندما نبحث في طيات الماضي نتذكر ما حدث سلفًا، في عام 2014 بعدما أصبح الجميع يتحدثون عن علي غزال، بأنه نجم مصر المقبل بعد الأداء الأكثر من رائع الذي قدمه خلال وديتين أمام شيلي والبوسنة، وبعد ذلك تم استبعاد اللاعب من المنتخب، فأرسل اللاعب خطابات لاتحاد الكرة لمعرفة السبب؛ وهو الأمر الذي قوبل بالتجاهل التام من جانب مسؤولي الجبلاية.

 

ويأتي الدور على المرحلة الثانية: أصوات تعلو وتفاصيل غائبة، يطلقوا على صلاح "المدعو" في بيان أمام الجميع، وتتحقق مطالبه في الخفاء، وآخرين يتم تهميشهم، هذا هو الحال في"اتحاد الكرة"، مشاكل تثار ولا تجد العقل المدبر القادر على الصمود أمامها لإيجاد حل لها حتى يتم تحقيق العدالة بين اللاعبين والمحافظة على عدم تمجيد وتمييز لاعب عن آخر.

 

فعندما يسيطر التخبط في القرارات بالاتحاد المصري لكرة القدم، أصبح من الطبيعي أن نرى بيانا يصدر عن اتحاد الكرة، وبعد صدوره بساعات وبعدما انقلبت عليه الجماهير، يتم الإعلان بأنه مزور ولا يعرفون عنه شيئا، فقط عزيزي القارئ في "الجبلاية" نجد عضو مجلس إدارة يثور على صلاح عبر حسابه الرسمي ويحاول أن يقلل من إمكانياته بكلمات أقل ما يقال عنها "محبطة" بعدما صرح مجدي عبد الغني "بأن أي لاعب يملك ما يملكه صلاح سيحقق نفس الإنجازات"، ليعود سريعًا ويخلي مسؤوليته عن إصدار تلك التويته، مبررًا ذلك: بأنه لا يمتلك حسابا علي مواقع التواصل.

 

الفرعون يتحقق من تنفيذ طلباته

الأول.. وتحت شعار "التاريخ يكتبه المنتصرون" نجح صلاح في تحقيق المُراد بعدما أجبر اتحاد الكرة على تنفيذ "طلباته" والتي ظهرت منذ الدقائق الأولى من وصول النجم المصري من ناديه ليفربول الإنجليزي، للانضمام إلى معسكر المنتخب، وتم اصطحاب اللاعب إلى صالة كبار الزوار والدبلوماسيين حتى يتم إنهاء كافة إجراءات خروجه من المطار.

 

الثاني.. لم ينتهِ تنفيذ طلبات الفرعون عند هذا الحد ولكن بعد خروج اللاعب من المطار كانت المفاجأة بوجود أربع حراس شخصيين لمرافقته، وهو الأمر الذي رفضه الفرعون واستقر على الاستعانة بحارس شخصي وحيد.

 

الثالث.. عندما وصل صلاح للانضمام إلى معسكر المنتخب، كان الطلب الثالث الذي ناشد به اللاعب اتحاد الكرة قد تحقق، وهو الابتعاد عن الجميع حتى يتم المحافظة على التركيز، وهو ما حدث منذ بداية اليوم الأول، وفرض المنتخب حظر تجوال على المعسكر واللاعبين.

 

فعقب كل هذه الأحداث التي  قلبت الوسط الرياضي وبعد تضامن الجماهير مع الفرعون المصري تراجع اتحاد الكرة عن موقف العناد الذي تمسك به لمدة كبيرة، ونفذ أغلب مطالب "ملك إنجلترا" ووعده بتنفيذ باقي الطلبات، وأصبح هناك تساؤلا يدور في أذهان الجميع: "هل قرارات ومطالب محمد صلاح ستحكم المنتخب مستقبلا؟".

 

أجاب على هذا السؤال، شادي محمد نجم النادي الأهلي السابق، قائلا: لا أعتقد أن صلاح يضغط على اتحاد الكرة من أجل طلبات شخصية فهو دائما ما يسعى للصالح العام ويجب أن نتعامل معه على أنه لاعب عالمي، وطلباته منطقية تتوافق مع مكانته الحالية.

 

وأوضح شادي أن شخصيات اللاعبين تختلف من لاعب لآخر هناك لاعب يكون "سوبر ستار" فيقبل بأي شي "لمجرد التواجد على الساحة فقط، ولكن صلاح يتحدث كلاعب محترف له مكانه، وإن خرج مرة أخرى يصدر مشكلة للإعلام وكانت رؤيته سليمة فالجميع سيسانده لأن لا أحد يساند الخطأ، وهو لاعب صاحب شخصية محترمة وأخلاق عالية ولا أحد في مصر وصل لما وصل إليه صلاح؛ لذا يجب مساندته ودعمه وتحقيق مطالبه أيا كانت إذا كانت مشروعة.

 

أما طارق السيد، لاعب الزمالك السابق، فأشار إلى أن محمد صلاح كان يتحدث من أجل جميع اللاعبين فكيف يصل منتخب مصر لكأس العالم ويظهر بهذا الشكل؛ بسبب عدم التنظيم للمعسكر وعدم حماية اللاعبين من الزوار، واقتحام خصوصيتهم، فهو لم يخطئ في شيء، لأن ما حدث يضر باسم المنتخب قبل اسم اللاعب.

 

واستطرد، قائلا: نحن من نحتاج محمد صلاح، هو لا يحتاج أن يضغط على الجبلاية في  شيء، ولابد من تسويق صورة اللاعب بشكل محترم، لكي يسوق هو لصورة المنتخب بنفس الشكل.

 

وأكد أن جميع اللاعبين يطلبون النظام وهو خرج متحدثا بالنيابة عنهم، فهل النظام يغضب أحدا؛ لا أعتقد ذلك، فمن يغضب من النظام فهو شخص سيئ وغير منظم.