عندما تقع عيناك عليها منذ الوهلة الأولى، تتعجب من أمر الدنيا، فهى سيدة عشرينية، ما زالت تقاسيم وجهها تشير إلى أنها رقيقة، وتلقت تربية طيبة وعاشت فى كنف أسرة طيبة، ولكن حظها العثر ألقى بها لتكون زوجة لـ«هشام»، ذلك الشاب الخمورجى الذى حول عشها الصغير إلى «خمارة»، ويطلب منها أن تظل طوال الليل تخدم أصدقاءه الحشاشين الخمورجية فى بيتها، بعد أن جلبهم إليه بعد زواجهما بشهر واحد، وأصبحوا يعتادون المجىء كل ليلة ليمارسوا طقوسهم فى شرب الخمور، كان هذا هو ما ذكرته «نانا»، كما كانت تناديها والدتها فى أثناء حديثها معنا بمحكمة الأسرة بزنانيرى لتقيم دعوى خلع.
ففى بداية حديثها شرعت «نانا» تسرد تفاصيل زواجها منه وتقول: كان زواجنا "زواج صالونات، فقد تقدم لخطبتى بعد أن رآنى فى أحد الأفراح وبعد لقائنا الأول شعرت من كلامه بأنه إنسان سوى خاصة أنه شاب فى أواخر العشرينيات ويعمل بشركة كبيرة، ويبدو عليه أن وضعه المادى مقبول ويستطيع أن يفتح بيتا ويكون أسرة.
وتتابع الزوجة: بارك أبى وأمى زواجنا، وتمت مراسم الزفاف فى عجالة فقد كانت أمى جهزتنى من جميع أغراضى كأى فتاة، نظرًا لأننى ابنتها الوحيدة وكان هو لديه شقة تركها له والده لكى نسكن فيها بعد الزواج ولذلك تمت الزيجة سريعًا.
وتضيف «نانا»: يوم زفافى وجدته يحضر زجاجة خمر ويطلب منى أن أتذوقها ولكنى رفضت وتعجبت فى الوقت ذاته ولكنه عندما رأى دهشتى قال لى: «حاجة كده لزوم الاحتفال بالزواج»، فطالبته أن لا يقوم بمثل هذه الأفعال وأن لا يقبل على شرب الخمور نظرًا لحرمتها وكراهتها فى ديننا كوننا مسلمين، ولكن وقتها لم أكن أعرف ما يخبئه القدر لى.
وتواصل الزوجة حديثها: مر الشهر سريعًا وانتهى العسل وعاد زوجى لعمله، وذات يوم هاتفنى وأخبرنى أنه سيحضر عقب عمله ومعه مجموعة من أصدقائه وأمرنى أن أجهز لهم الطعام، مستكملة: فى البداية اعتقدت أنها عزومة عادية وأنه قد دعا أصدقاءه على العشاء وأنه مجرد أمر عابر، ولم أكن أعلم أن تلك الدعوة لن تكون الأخيرة كما ظننت، ولكنها بداية لهدم عشى الصغير، وستدفع بى لأروقة المحاكم لكى أطلب خلعًا بعد زواجى بشهرين فقط، وأننى لن أنعم بزيجة مستقرة وبيت هادئ كما تربيت وعلمتنى أمى.
وتستمر قائلة: شعرت بالفزع عندما حضر زوجى وأصدقاؤه خاصة عندما وجدته يحضر معه حقيبة فيها زجاجات خمور وقطع حشيش وطالبنى بتجهيز السفرة بالطعام، وبعد أن تناولوا العشاء طالب أن أعد لهم ليلتهم لكى يتناولوا الخمور ويدخنوا سجائرهم المنتفخة بالحشيش والمخدرات.
وتضيف الزوجة: بعد أن غادروا أردت أن أحدثه عن الأمر ولكنه كان «مسطول»، لم يع ما أقول له ولم يدرك مقصدى، فاضطررت لمعاونته للدخول لغرفته لكى ينام، وفى الصباح لم أستطع الحديث معه فقد كان منفعلًا ومتحفزًا للشجار فتخوفت منه وصمت، وذلك عقب أن أخبرنى بأنه سيبرحنى ضربًا إذا حدثته فى هذا الأمر مرة أخرى، وأننى مجبرة على طاعته بحكم أنه زوجى وأننى أصبحت من ممتلكاته وواجبى كزوجة أن أطيعه، وحذرنى بأننى لا يجب على أن أخبر أحدا، "وإلا سيطلقنى ويشهر بى ويفضحنى ويدعى بأننى سيئة السلوك وحينما تزوجنى لم أكن بكرًا".
وتستكمل الضحية: ظل الأمر هكذا وقمت بإخفاء ما أنا فيه عن والدتى ولكنى تخوفت وقررت أن أعلن الأمر لأمى بعدما رأيت أعين أصدقائه بعد أن يدخلوا فى حالة سكر تتجه لى وزوجى «لا حاسس ولا دارى»، فأخبرت أمى بما حدث طوال الشهرين وهما عمر زواجى فقامت بأخذى من البيت بعد أن عرفت بأنه كان يستعين بى لكى أجهز له ليلته إلى منزل أبى ومكثت عندهم، وعندما هاتفه والدى طالبًا للطلاق بدأ فى السباب واللعن وتوبيخى وأخبر أبى بأنه إن لم يحضرنى لبيت الزوجية سيقوم بالمجىء لمنزلنا وفضحنا والتشهير بنا بالمنطقة، مما دفعنا بالمجىء للمحكمة وإقامة دعوى خلع تجنبًا للمشاكل وحتى لا ندخل فى صراعات سنخرج منها خاسرين على أى حال، ولن نجنى منها سوى الفضائح أمام الأهل والجيران فقط.