ملف لطالما أثبتت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فشلها به، هذا الفشل الذي هدد صحة المئات من الأطفال على مر العديد من السنوات، ألا وهو ملف "الوجبة المدرسية"، هذه الوجبة التي تعد من أيسط حقوق الطالب حتى يستطيع أن يعي دروسه جيدًا، ويفهم مناهجة الدراسية بطريقة سليمة، ولكن بالرغم من التقدم الذي شهدته البلاد في جميع المجالات، إلا أنها تراجعت في هذا الملف كثيرًا بعد أن كانت هذه الوجبة هي التي يعتمد عليها الطلاب في القرن الماضي.
ومع التطور الذي يشهده قطاع التعليم في مصر سواء في التعليم الأساسي أو التعليم الجامعي، تجددت الآمال لدى الكثيرين بأن يتحسن اداء الوزارة في هذا الملف.
ماجدة نصر:منظومة التغذية السابقة كان بها الكثير من الأخطاء
وقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب إن منظومة التغذية السابقة بها الكثير من الأخطاء؛ ولذلك كان هناك حالات تسمم في كل عام، ومرض الكثير من الأطفال بسبب الوجبات الغذائية المقدمة لهم في المدلرس.
وأضافت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، إنه لابد من تغيير المنظومة بشكل يضمن سلامة الأطفال بعد تناولهم للوجبات المدرسة، لأنها وجبة أساسية، مشيرة إلى أنه كانت هناك العديد من المقترحات التي تدعو إلى أن تلغى الوجبة، ويتم إعطاء مقابل مادي للأسر لشراء الوجبة للطفل.
وأوضحت أن هذه الطريقة غير مجدية؛ فيجب أن يكون هناك وجبة مدرسية للطفل يوميًا، وتكون هذه الوجبة متكامله وتساعده على التفكير والفهم الصحيح وتحسين قدراته العقلية، مما يستدعي الحاجة إلى وجود أنظمة جديدة، ورقابة على الأغذية، ومناقشها بطريقة مختلفة عن الأسلوب المتبع سايقًا، مشيدة بمتابعة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء لهذا الملف.
ونوهت أن من الأسباب التي تسببت في الأعوام السابقة بتسمم الطلاب، كان قرب تاريخ صلاحية هذه الوجبات الغذائية عند تقديمها للطلاب، أو سوء تخزين هذه الوجبات، أو قد يكون السبب انخفاض جودة الوجبة نفسها، ولذلك يجب التغلب على جميع هذه المسببات، مشيرة إلى أنه لم يعد من المقبول أن يتم إعادة هذه المشكلة كل عام، ثم عمل تحقيق، ومعاقبة أحد الأشخاص، بل أن الأمر يحتاج إلى وجود حلول غير تقليدية لسلامة الأغذية، وتحسين نوعيتها، ووصولها بسرعة للطلاب، والعديد من الحلول الأخرى.
وأعربت النائبة عن أملها أن يصاحب نظام التطوير الذي سيحدث في المنظومة التعليمية العام المقبل، تطوير في جميع الجوانب، سواء في المناهج، او التدريس، والأنشطة، والوجبة الغذائية المقدمة، منوهة إلى انه بالرغم من انخفاض ميزانية التعليم إلا أنه لابد أن يكون هناك ترتيب للأولويات بالنسبة لوزارة التربية والتعليم، ومن هذه الأولويات الوجبة الغذائية المقدمة للطلاب، منوهة أنه يجب على الحكومة أن توفر الميزانية الخاصة لكل قسم بشكل كاف ومناسب لها.
معاون وزير التعليم الأسبق يكشف عن مصادر تمويل الوجبات المدرسية
أوضح الدكتور طارق نور الدين، معاون وزير التعليم الأسبق، المصادر التي تحصل منها الوزارة على التمويل اللازم للوجبات المدرسية، والتي يتمثل جزءً منها في الدعم، والجزء الآخر يكون ميزانية للحكومة،مشيرًا إلى أنه من المهم أن يحصل الطالب على الوجبات المدرسية في جميع الأيام التي يأتي فيها إلى المدرسة وذلك وفقًا للبروتوكول المبرم، وليس تأخر تسليم الوجية أو ثمنها.
وأضاف معاون وزير التعليم الأسبق في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أنه يجب أن يتم التركيز على الوجبات الغذائية التي لا تحتاج إلى تخزين، لافتًا إلى أن المدارس ليس بها أماكن تصلح لتخزين هذه الوجبات المدرسية، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى انتهاء تاريخ صلاحيتها وفسادها، ولذلك يجب الانتباه إلى عملية الأمن الغذائي، فإدارة الوجبة تكون في صحتها وفي عدد أيامها.
وتابع الدكتور طارق نور الدين حديثه موضحًا أن السبب في أن تسمم الطلاب عقب حصول الوجبات الغذائية على اعتماد من لجنة التغذية المدرسية، هو أن الموردين الذين يرسلوا الوجبات الغذائية يبعثوا شحنات شهرية إلى المدارس، التي تعاني من عدم وجود أماكن مجهزة بها وصالحة لتخزين هذه الوجبات، ولذلك أن يكون آليات حتى يتم توريد الوجية للمدارس يوميًا، وليس شهريًا، أو أن يتم تجهيز أماكن في المدراس للتخزين، ولكن هذا الأمر من الصعب تحقيقه لارتفاع تكلفته.
وأشار الدكتور طارق إلى أهمية الوجبات المدرسية، فهي تعد العمود الفقري للعملية التعليمية، داعيًا لاستغلال المنح المقدمة في هذا الشأن، معربًا عن أمله في انتاج هذه الوجبات داخليًا في المدارس، وهذا الأمر يحتاج إلى خطة استراتيجية، لتطبيقها في المدارس في العام المقبل، حتى يتم الاستغناء عن الوجبات التي يتم توريدها من المصانع.
خبير تربوي: السبب في فشل الوزارة في إدارة ملف الوجبات الغذائية هو الفساد
قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي إن وزارة التربية والتعليم أثبتت فشلها في إدارة ملف الوجبات المدرسية، وهذا يرجع إلى العديد من الأسباب، التي يأتي على رأسها الفساد الشديد، وعدم الموضوعية في تقدير ثمن الوجبة، والتي تأتي من إصرار الوزارة على انخفاض ثمن الوجبة، هذا الأمر لا تستطيع الشركات تنفيذه لذلك تعمل هذه الشركات على استخدام مواد خام رديئة الجودة.
وتابع الخبير التربوي، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن هذه الوجبات المدرسية تكون منتهية الصلاحية، ولذلك ينتهي الأمر بتسمم العديد من الأطفال كل عام بسبب هذه الوجبات، مضيفًا أن فشلها يرجع إلى عقد اتفاق بين الشركات المورده للأغذية، وإدارة المدرسة لتقسيم المورد من الوجبات المدرسية بين الجانبين، وهذا بسبب انعدام الرقابة.
وأكد أنه مع فكرة أن يكون هناك وجبة غذائية للطلاب، ولكن على الوزارة أن تحسن اختيار التلاميذ المستحقين لهذه الوجبة من ناحية، وأن يكون لها مجدي للشركة المورده، وثالثًا أن يكون هناك آليات للتاكد من صلاحية الوجبة في كل مرحلة من تصنيعها وحتى تسليمها، لافتًا إلى انه قديمًا كان يتم تسليم الوجبة المدرسية للطلاب دون أن يحدث لهم أي حالات تسمم.
ولذلك فإن السبب الرئيسي في فشل الوزارة في إدارة ملف الوجبات الغذائية هو انتشار الفساد، مشيرًا إلى انه لو توافرت الإرداه الحقيقية لتوصيل وجبات سليمة للطلاب فإن هذا سيتم بالفعل مثلما كان يحدث في ستينات وسبعينات القرن الماضي.