ما زالت أزمة اللاجئين السوريين هى محور حديث العالم في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد القمة التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث تناولوا فيها الملفات العالقة في الشرق الأوسط، والتي كان أهمها وضع الحلول لعودة اللاجئين السوريين، من الأردن ولبنان والبلاد الأخرى، إلى ديارهم في دمشق.
وعلى غرار القمة العالمية في هلسنكي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، قبل أيام، أن موسكو قدمت لواشنطن مقترحات حول تنظيم العمل لعودة اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان إلى ديارهم، وكان الفريق ميخائيل ميزينتسيف، رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع، قال في مؤتمر صحفي إن ما يساعد على تحقيق التقدم في هذا الاتجاه، هو الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي والأمريكي خلال قمة هلسنكي.
وكانت الاقتراحات محدودة إلى الجانب الأمريكي، حول تنظيم عملية عودة اللاجئين السوريين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب، وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين استعدادها للتعاون مع روسيا وسوريا من أجل حل القضية المتعلقة بعودة اللاجئين إلى أقاربهم وبلداتهم.
وكان المتحدث باسم المفوضية أندرية ماهيسيتش، قال خلال تصريحات له، إن حوالي 13 ألف لاجئ سوري في دول مجاورة عادوا لديارهم في النصف الأول من 2018 بالإضافة إلى 750 ألف نازح داخلي عادوا إلى ديارهم في مختلف المناطق السورية، وهنا يظهر السؤال الذي تنظهر الجميع، هل نشهد بعد قمة الرئيسان عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، أم يبقى الحال كما هو عليه مثل الأيام السابقة؟.
وعلى جانب آخر ذكرت وكالة «rt» مساء أمس الجمعة، أن حوالي 150 لاجئًا سوريًا، عادوا إلى بلادهم وبالتحديد، بلدة قارة في ريف دمش، وتم توقيع عودة 1500 لاجئ آخريين في الأيام المقبلة حسب تصريح مسؤول للوكالة، ويجرى حاليا الإعداد لعودة الدفعة الثانية، إلى ديارهم في دمش، حيث عاش قبل الحرب هنا نحو 20 ألف شخص، كما أن الفرق الطبية والمختصة قامت بتوفير وتقديم جميع المساعدات الإنسانية اللازمة ووسائل النقل الضرورية لاستقبال اللاجئين على الحدود السورية اللبنانية، وأن هناك وجود الكثير من الأطفال حديثي الولادة بين اللاجئين ولدوا في الأراضي اللبنانية وقامت الجهات السورية المختصة في الحال بتوفير الأوراق الثبوتية اللازمة لهم.
كان سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، كلف مستشاريه بالتواصل مع موسكو للوقوف على تفاصيل الإقتراحات التي أعلنتها، لإعادة النازحين السوريين من لبنان والأردن.
واجتمع جورج شعبان، مستشار الحريري للشؤون الروسية، قبل أيام، مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، واطلع منه على تفاصيل المقترحات، التي أعلن عنها رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة شؤون الدفاع ميخائيل ميزينتسيف، حول تنظيم عودة النازحين إلى الأماكن، التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب.
وأكد شعبان لبوغدانوف أن الحريري يعوّل على هذه الخطوة، التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة النازحين في لبنان وتضع حدًا لمعاناتهم الإنسانية، وارتداداتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على البلدان المضيفة وفي مقدّمتها لبنان.