«ولسة بيجري ويعافر ولسة عيونه بتسافر وقلبه لم يتعب من المشاوير».. كلمات تغنى بها المطرب الشهير محمد منير، واصفًا بها نهر النيل، ولكنها اليوم أصبحت واقعًا يعيشه الشباب الفلسطيني، في محاربة الاحتلال، مُجسدةً استبسالهم في الدفاع أوطانهم من أيدي المغتصبين، ولم يكل أحدهم أو يمل يومًا ما في هذه الحروب المستمرة، لمدة سنوات، بل ما زلوا يجددون الوسائل التي يحاربون بها الاحتلا الإسرائيلي.
البالونات
عاشوا على أمل أن ترد لهم أراضيهم، وما زلوا يصديقون قلوبهم رغم مر السنوات الطويلة، فلم يعرفون شكل اليأس، حتى صنعوا أسلحة حيرت قوات الإحتلال، والتي كانت أبرزها استخدام شابان لـ«البالونات» في محاربة الاحتلال، مدون عليها: «نتنياهو كبر عقلك وفك الحصار، 16ـ7ـ2018».
الطائرات الوراقية الحارقة
يضاف إلى تلك الوسائل المبتكرة في بث الرعب بين صفوف المحتل، اللجوء إلى فكرة الطائرات الورقية المزودة بالنيران، التي كانوا يستخدمها الفلسطينيون في الانتفاضات الأخيرة بقطاع غزة، فقد تسببت الطائرة الورقية في إحراق مساحات صغيرة من المحاصيل التابعة للمستوطنين قرب حدود غزة الشرقية، وتعاملت إسرائيل وقواها الأمنية والعسكرية بنوعٍ من البرود والاستهتار حيال هذا الأسلوب الجديد من المقاومة، ولم يتوقّع أكثر المراقبين والخبراء الإسرائيليين أن تشكّل تلك الورقة الصغيرة ستشكل خطراً يهدد أمنها واقتصادها، وقد تسبّب إشعال حرب جديدة.
وبحسب إحصائيات إسرائيلية رسمية، فإن الخسائر الاقتصادية التي تكبّدتها دولة الاحتلال نتيجة الحرائق التي تندلع حينها بسبب الطائرات الورقية الحارقة التي يُطلقها الفلسطينيون من غزة، تجاوزت 5 ملايين دولار أمريكي، بعد إحراق أكثر من 6000 دونم من الحقول الزراعية، وهذه البيانات لا تشمل الأضرار التي لحقت بالغابات والمحميّات الطبيعية والبنى التحتيّة الأخرى التي قد تصل إلى 30 ألف دونم.
الحجارة
وعلى الرغم من تطور وسائل المقاومة التي يعمد إليها شباب المقاومة في نضالهم ضد الاحتلال، إلا أن الحجارة تعتبر السلاح الرئيسي الذي نشأوا وتعودوا عليه منذ صغرهم، فلم يعد لديهم غير هذا السلاح الذي لم ينفز، بل عاش معهم لمدة أعوام، ضد الكيان الصهيوني، وما زال حتى الآن من أخطر الوسائل التي يعمل لها الكيان الصهيوني ألف حساب، مما لقبوها بـ«الحجارة العمياء».
الكاوتش والمرايا
حيلة استمر الفلسطينيون في استخدامها ابتدأ من الجمعة الثانية من مسيرات العودة، إذ أشعلوا النار في آلاف الإطارات المطاطية التالفة على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع الاحتلال.
جاء حرق الإطارات بهدف تشكيل جدار من الدخان الأسود، لحجب الرؤية على القناصة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يستهدفون الشباب والأطفال المشاركين في المسيرات السلمية الحدودية.
وكان المتظاهرون يستخدمون مرايات عاكسة لتوجيه أشعّة الشمس لتنعكس على أعين القناصة وتعوق استهدافهم للمتظاهرين.
مع تصاعد دخان الإطارات، استخدم الاحتلال خراطيم المياه في محاولة منه لإعاقة حرق الإطارات، كما يطلق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع من الطائرات على المتظاهرين، واستخدام الطائرات أيضًا لمحاولة إطفاء «الكاوتشوك».
جاءت الفكرة بعد أن رصدت لقطات فيديو قيام قناصة من جيش الاحتلال باستهداف رؤوس المتظاهرين في الجمعة الأولى من التظاهرات، ما تسبب باستشهاد 17 فلسطينيًا أغلبهم كانت إصاباتهم في الأجزاء العلوية من أجسادهم، بحسب تقارير صحفية فلسطينية.