أحيت دولة البوسنة والهرسك، أمس الأربعاء، الذكرى الـ23 لمجزرة مدينة سربرنيتشا، التي ارتكبتها القوات الصربية في حق مسلمو البوسنة، وراح ضحيتها أكثر من 8 آلاف شخص.
وحضر رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك بكر عزت بيغوفيتش الحفل الذي أقيم في بلدة وتوتشاري شرقي البلاد.
وخلال الحفل طالب بيغوفيتش المجتمع الدولي «برفع صوته وتوجيه رسالة قوية ضد الانتهاكات التي تعرضت لها بلاده في تسعينيات القرن الماضي»
وأضاف بيغوفيتش «أن العاقل لا يمكن أن يتقبل حدوث مثل هذه المجزرة في القرن العشرين ووسط القارة الأوروبية».
وأشار بيغوفيتش إلى «أن الأمم المتحدة وقفت صامتة واتخذت مواقف سلبية حيال ضحايا مذبحة سربرنيتشا الأبرياء والفظائع التي مورست ضدهم».
الهروب من الاحتلال
احلت الصرب مناطق من شرق البوسنة، فكانت مدينة سربرنيتسا ملجأ للمسلمين الهاربين من الصراع، حيث وصل عدد سكان المدينة من 7 آلاف إلى 30 ألف شخص، ولم يسلموا من الأذى وإصابتهم بقذائف الحرب.
وفي عام 1993 أعلنت سربرنيتسا بجانب مدينتين في الشرق، مناطق منزوعة السلا بحماية من الأمم المتحدة.
وبعد عامين أعلنت القيادة العسكرية لصرب البوسنة «التوجيه السابع»، بهف خنق هذه المناطق وإجبار المسلمين للهرب من هناك، بغرض احتلال المدينة.
التقسيم
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكة وفرنسا وبريطانيا، بالتعاون مع الأمم المتحدة، لإنهاء حالة الصراع الدائر هناك على أراضي البوسنة والهرسك، وتم التوصل إلى تسوية مقترحة، أفضت إلى تقسيمهم لكيانين هما، لجمهورية صرب البوسنة، وفيدرالية البشناق المسلمين وكروات البوسنة.
ولم تكن مدينة سربرنيتسا، ضمن أراضي المسملين، لذلك كان يلزم التنازل عنها، فأعلن القائد العسكري لمليشيا الصرب، راتكو ملاديتش قائلا: «يجب أن يختفي المسلمون تماما من الأراضي الخاضعة لسيطرة صرب البوسنة»، وكان التصريح بمثابة إعلان نيتهم لعمل المجرزة الكبرى.
المجزرة
هاجمت القوات الصربية مدينة سربرنيتسا، في عام 1995، وانقسم سكان المدينة آنذاك إلى فريقين، أحدهم لجأ إلى الأمم المتحدة طالبا الحماية، والآخر خرج من المدينة إلى مدينة توزلا التي يسيطر عليها المسلمون.
اللاجئون للأمم المتحدة، كان عددهم ما بين 20 و25 ألف مسلم، استقبلت هولندا منهم خمسة آلاف فقط، وطردوا الباقيين أمام الجنود الصرب الذين قتلوا ما يقرب من 8000 آلاف مسلم.