«منقذ الأطفال».. «عادل محمود» رحل منسيًا وتذكره «جيتس» والوطن يكرمه اليوم

الخميس 12 يوليو 2018 | 12:19 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

عالم مصري برز اسمه في سماء العالم بأكمله، لم يتردد هذا الاسم كثيرًا بين أبناء وطنه طوال حياته، لكن بعد رحيله تسارع الجميع للبحث عن سيرته الذاتية بل وتكريمه لما له من دور واضح في عالم الطب، فلم يختلف كثيرًا عن زويل أو مجدي يعقوب.

 

وصفه الأمريكان بأنّه قاهر المرض ومنقذ أرواح ملايين الأطفال، لم ينل التقدير أو التكريم الكافي من دولته أثناء حياته، لكن بعد رحيله قررت الدولة المصرية تكريمه، فاليوم، سيكرم اسم الراحل العالم المصري الدكتور عادل محمود، من قبل وزارة الصحة والهجرة، وفي هذا التقرير نعرض  لقطات من حياة العالم المصري:

 

لقطات من حياته

 

في عمر العشر سنوات لم يكن كغيره من الأطفال الذين يبحثون عن اللهو واللعب، بل كان يبحث عن شيء آخر الثأر من قاتل والده، فهو الطفل الصغير ابن مدينة القاهرة والذي ولد بها عام 1941، كان والده بمثابة المثل الأعلى فهو الأب والصديق، لم يتخيل يومًا أن ينال المرض منه، فيخطفه ويسير به بعيدًا عن هذه الحياة.

 

ذات يوم تمكن مرض الالتهاب الرئوي من والده صاحب الجسد النحيل، فكان يئن من شدة المرض، ولم يكن عادل سوى طفل ذو عشر سنوات، عاجز عن مساعدة أبيه، فتمكنّ المرض منه كثيرًا حتى بات يصرخ منه، فهرول الصغير مسرعًا إلى الخارج يبحث عن علاج لوالده، ولكنّه قد تأخر كثيرًا فعاد إلى المنزل لكن والده كان قد رحل.

 

كان هذا اليوم بمثابة نقطة فارقة في حياة الصغير، فقررّ حينها الثأر لوالده وللكثير من المرضى الذين تمكن المرض منهم وخطفهم من بين أحبائهم، وقررّ أن يصبح طبيبًا وعالمًا.

 

تخرّج عادل محمود في كلية الطب بجامعة القاهرة، وقررّ السفر إلى المملكة المتحدة لاستكمال دراسته، وحصل  حينها على شهادة الدكتوراه للمرة الثانية عام 1971 من كلية لندن للصحة والطب المداري، وركز خلال رسالة الدكتوراه على دراسة الحمضيات، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، بهدف مكافحة الديدان الطفيلية، من بعدها سافر الراحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 1973، من أجل استكمال دراسته والعمل هناك.

 

محمود وإنتاج اللقاحات

 

نسب إلى العالم المصري الفضل في إنتاج لقاحات للوقاية من فيروس "روتا" (الذي قد يسبب إسهالا مميتا لدى الأطفال)، وفيروس "إتش بي في" المسبب لأنواع من السرطان.

 

كان له الفضل أيضًا، حينما قام بأحد أشهر أعماله على الإطلاق وهو المساهمة في حل أزمة التطعيمات عام 2013، الذي شهد انتشارا لعدد من حالات التهاب السحايا بين طلبة إحدى الجامعات، ولم يكن في الولايات المتحدة أي تطعيمات لهذا المرض ولم يتم تصنيع التطعيمات في أمريكا، عندها استخدم صلاته مع الجامعات الأوروبية لجلب المصل والتطعيمات لمساعدة الجامعة، وكان من تدخل أيضا لدى إدارة أوباما حتى يتم الحصول على تصاريح دخول التطعيمات.

 

كذالك أيضًا بعد انتشار مرض إيبولا في غرب أفريقيا عام 2014، بدأ حملة لإنشاء صندوق دولي للأمصال والتطعيمات على مستوى العالم استعدادا لانتشار أمراض بشكل مفاجئ.

 

  بيل غيتس ينعي الراحل

 

وكتب بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت تغريدة على موقع تويتر ينعى فيها محمود، قائلا إن "العالَم فقد واحدا من أعظم مبتكري اللقاحات في زمننا" وأضاف أنه "أنقذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال".

 

وفاته

 

أثارت وفاته الكثير من الجدل، فقالت صحيفة نيويورك تايمز إن عادل محمود توفي يوم 11 يونيو نتيجة نزيف في المخ بمستشفى جبل سيناء في مانهاتن، نيويورك، ولم ينشر الخبر إلا في 13 يونيو، بينما لم يصل الخبر للإعلام العربي إلا في يوم الأربعاء 20 يونيو، رغم مساهمته في إنقاذ حياة الملايين بالتطعيمات التي اخترعها.

 

رحل محمود ولكن سيظل العالم بأكمله يتحدّث عن إنجازاته، لكن للأسف لم يتذكره أبناء وطنه إلّا بعد رحيله ولم يرثوه إلّا بعد أن رثاه العالم أجمع، عادل محمود عالم كغيره من العلماء المنسيون في هذا الوطن، لم نكرمهم إلّا بعد رحيلهم.

اقرأ أيضا