ما بين الحمى القلاعية والجلد العقدى تعيش القري المصرية حالة من الفزع الكبير بسبب انتشار هذه الأمراض الخطيرة في الماشية والتى تؤدى إلي نفوقها مما يؤثر علي تهديد الثروة الحيوانية في مصر، وعزوف الفلاح المصري عن تربية الحيوانات مما يؤثر علي الانتاج الحيوانى في مصر والذي يمثل 2.3 مليون رأس ماشية.
وما بين الخسائر الفادحة والإهمال يكمن السئوال أين الوحدات البيطرية ؟ وما هو دورها؟ وهل يوجد لها وجود علي الواقع؟.
وفي هذا التقرير نرصد أراء أعضاء لجنة الزراعة بمجلس النواب لمعرفة دور هذه الوحدات في القري والنجوع في ظل الأمراض التى تنتشر في الفترة الحالية، وأين دور الرقابة عليها ومن المسئول عن هذا التقصير.
الوحدات البيطرية في القرى «خاوية على عروشها»
قال العمدة أحمد هريدى، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، عن دائرة طهطا بمحافظة سوهاج، إن الوحدات البيطرية في القري والمراكز لا يوجد لها دور حقيقي على أرض الواقع ولا تقوم بدورها كما ينبغي، واصفًا الوحدات البيطرية بالقرى بأنها خاوية علي عروشها.
وأوضح «هريدى»، أن موظفي الوحدات البيطرية من الأطباء والعمال لا يقومون بدورهم المنوط بهم تجاه الفلاحين قائلًا: «الفلاح بيروح الوحدة البيطرية بالمواشي ولا يجد من يساعده مش بيلاقي الطبيب ولا التمرجى ولو قابل الطبيب بيقله تعالى العيادة بتاعتي علشان مفيش علاج متوفر فى الوحدة»، لافتًا إلى أن لهذا السبب وراء عزف الأهالي للذهاب للوحدات البيطرية، لأنهم لا يجدون ما يريدون من علاج أو أطباء.
وأضاف عضو اللجنة، أن الوحدات البيطرية في الثمانينات كان لها دور حقيقي وكبير في الصعيد والريف، فكانوا يقومون بتطعيم المواشي بالأمصال باستمرار، وكانت تنظم حملات من الوحدة البيطرة في القرية والمركز والمحافظة، للذهاب لمنزل الفلاح أو الذهاب لمنزل العمدة لتطعيم جميع المواشى من الأمراض، شهريًا وكان لا يوجد حمى قلاحية ولا جلد عقدي.
وأشار «العمدة» إلى أن الوحدة البيطرة كانت تعطي الفلاح العلاج والأمصال والأعلاف مجانًا لذلك كان عليها إقبال من الفلاحين والموظفين داخل هذه الوحدات، ولكنهم الآن عبء على الدولة، قائلًا: «الموظف بيروح يشرب الشاي ويمشي»، مؤكدًا أن الفلاح لا يثق في الوحدات البيطرية لعدم وجود كفاءات ويذهب للطبيب البيطري فى العيادات على الرغم من أن هذا الطبيب هو نفسه الموجود في هذه الوحدات.
الوحدات البيطرية في القرى لا تقوم بدورها
قال النائب سيد أحمد عيسى، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الوحدات البيطرية في القرى والمراكز لا تقوم بدورها علي أرض الواقع، ولا توجد عليها رقابة من قبل وزارة الزراعة، مشيرًا إلى أن الفلاحين يعانون أشد المعاناة بسبب عدم وجود أي اهتمام من قبل وحدات رعاية الحيوانات.
وأوضح «عيسى»، أن الدكتورة منى محرز، مساعد الوزير للثروة الحيوانية، لم تحقق أي نتائج ملموسة في هذا الملف، وليس لها وجود في إنتاج الدواجن أو في الإنتاج الحيواني، مضيفًا أن الوزارة تعمل في جزر منعزلة عن البرلمان، وأن الوزير السابق عبد المنعم البنا لم يأت للجنة الوزارة أثناء مدة ولايته إلا مرة واحدة فقط، وأن 3 مساعدين للوزير ليس لهم أى وجود على أرض الواقع، قائلًا إنه يتوسم من الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة الجديد أن يكون لديه خطة واضحة للنهوض بالوزارة.
وتابع: متفائل بالوزير الجديد ونسمع عنه سمع خير ونتمنى أن نرى برنامجه علي أرض الواقع لان جميع الوزراء يأتون ببرنامج ولا يستطيعون تنفيذه علي الأرض، مطالبًا الوزير الجديد أن يضع الفلاح المصري في أولاوية أهتماماته.