لم يتخيل محمد خالد عباس، أن يخونه صديقه الليبي الذي قضى معه 3 سنوات هي فترة إقامته في ليبيا وخفف عنه معاناة الغربة، وأن يطمع فيه ويسرق منه مُحصلة عمله، ويتركه جثةً هامدة بعد قتله رميًا بالرصاص.
والدة المجني عليه البالغ من العمر19 سنة، قالت وهي منهارة من البكاء: «كان في بني غازي وجالنا خبر انه اتقتل تاني يوم العيد بعد غربته عن أهله ثلاث سنوات، للعمل المتواصل في ورشة رخام في ليبيا، كان يطمح لبناء مستقبله وتجهيز متطلبات الزواج لشقيقاته الثلاث بعد وفاة والده والتحاق شقيقه بالقوات المسلحة لقضاء الخدمة العسكرية».
لتضيف: «تتطورت علاقة الصداقة بينه وبين سائق ليبي يعمل لحساب الورشة نفسها، وصديقه يدعى «عمران.ع» ابني محمد وثق فيه وائتمنه على 15 ألف دينار ليبي محصلة عمله وغربته، كان بيخاف يتسرق أو الفلوس تضيع منه، فأودعها لدى صديقه الليبي لثقته به، إلا أن الصديق خان الصداقة وسرق الأمانة».
وأضافت: «ابني كان نازل مصر بعد العيد علشان يخلص أوراق الجيش فطلب الفلوس من صاحبه» مُعقبة بأن ابنها روى لها تحجج صديقه كل مرة قبل إعطائه النقود بأنه يجتاج إليهم وسيردهم له في أقرب فرصة، وكان يتحجج كذلك بأنه مشغول.
بعد ذلك استدرج الصديق الخائن نجلها إلى صحراء ليبيا بعدما وعدده بإعطائه المال الخاص به، إلا أنه قتله بتوجيه 6 رصاصات إليه وتركه وفر هاربًا، وانقطع اتصال نجلها بها، وفي تلك الأثناء أكد المصريون المغتربون في بني غازي اختفائه وتغيبه عنهم.
وناشدت الأم، وزارة الداخلية بالتدخل وإعادة جثمانه إلى مصر لدفنه بمقابر العائلة وإلقاء نظرة الوداع عليه، قائلةً «نفسي أشوفه أخر مرة» حيث لم تر الأم نجلها منذ 3 سنوات هي فترة سفره وراء لقمة العيش، ولكنه كان دائم الاتصال بها من وقت لآخر.
من ناحيته، قال طه الشحات، ابن خالته، لإنه لم يعثر يكتشف الأمر إلا من خلال خبر صحفي هناك عن العثور على جثمان شاب في الصحراء، وتعرفوا عليه من الصورة المنشورة مع الخبر، وسرعان ما تواصلوا مع السلطات الليبية للاستعلام عن تفاصيل أكثر، ومع أسرة الضحية، لإخبارهم بالفاجعة والعثور على جثته، مضيفًا: «هو كان بيبعت فلوس يصرف على أمه وجهاز أخواته البنات لأنهم على وش جواز، كان نفسه يسعدهم، لكن عاش طول عمره يتيم شقيان ومات غدر».
واختتم قائلًا إنه تم التحفظ على جثمان ابن خالته بثلاجة الموتى في مستشفى الجلاء ببني غازي، لحين إنهاء إجراءات القضية، وتمكنت السلطات الليبية من القبض على الصديق الخائن، إلا أن أسرته تريد دفنه في مصر واستعادة مدخراته المسروقة ومتعلقاته وتحقيق القصاص له.