"بسم الأب والإبن والروح القُدس الإله الواحد آمين"، جاءه وحي من جهة مصر ففرّ راحلًا إليها، يبارك شعبها، لإنقاذ محبوبته وطفلها، 3 أشخاص ساروا في أقصى شمال المحروسة وجنوبها، هربًا من بطش سلطان في بلادهم.
"يوسف النجار، ومريم العذراء، وابنهم المسيح" أو كما يُطلق عليهم العائلة المقدسة، تلك العائلة التي جاءت مشتتة من بلادها إلى أرض الأمان، خرجت من أرض فلسطين إلى المحروسة، عبر طريق العريش، وصلت إلى بابليون أوما يعرف اليوم بمصر القديمة، ثم تحركوا نحو الصعيد واختبؤا هناك فترة ثم عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون، واجتازوا الدلتا مرورًا بسخا، ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث جاؤا.
اليوم، استقبلت مصر أولى رحلات الحج للسير على خطى العائلة المقدسة، بعد مباركة بابا الفاتيكان منذ عدة شهور لتلك الرحلة، لتستعد مصر منذ وقتها في استقبالها، وشملت الرحلة ما يقرب من 60 شخصًا يحملون الجنسية الإيطالية، جاؤوا لزيارة أماكن العائلة المقدسة في مصر، وسط تشديدات واستعدادت أمنية مكثفة.
وخرجت بدورها وزارة السياحة لتعلن أنّ برنامج الزيارة، سيشمل بعض الأماكن التي مرّ بها مسار رحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى عدد من الأديرة، بجانب كلية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي، التابعة للكنيسة القبطية الكاثوليكية، إلى جانب اللقاء بعدد من الشخصيات العامة والكنسية، وزيارة بعض الآثار الفرعونية.
وبالرغم من أنّ مسار رحلة العائلة المقدسة يشمل قرابة الـ 28 موقعًا ما بين شمال المحروسة وجنوبها، إلّا أنّ هناك خمس نقاط فقط ستشملهم الرحلة، وهم "كنيسة أبوسرجة في مصر القديمة، وكنيسة العذراء في المعادي، وأديرة وادي النطرون، والأنبا بيشوي والسريان والباراموس".
عمرو صدقي وكيل لجنة السياحة والطيران المدني بالبرلمان، تحدّث عن أنّه اقترح فكرة استخدام رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بشكل أمثل، فالرحلة الموجودة حاليّا تختلف تمامًا عن الحقيقية، خاصة وأنّ الزيارة لن تتم إلّا لمنطقتين فقط وادي النطرون ومصر القديمة، فتلك الرحلة أشبه برحلة الحج التي نقصت مناسكها، لذا لا يمكن تسميتها برحلة العائلة العائلة المقدسة، فهي مجرد رحلة سياحية.
وتابع صدقي، أنّ الخطأ لم يكن وليد تلك اللحظة فهو نابع من الوزراء القدامى، والذين تسرّعوا في استقبال الرحلة، خاصةً وأنّ الفاتيكان قد باركها وأقرّها لذا كان من الممكن أخيرها فترة بعينها حتي يتم الاستعداد على أكمل وجه، من يتحدّث عن كون وادي النطرون ومصر القديمة فقط هما المستعدان لاستقبال الرحلة، فالاستعداد هنا من الناحية الأمنية فقط، كان من الممكن أن تستعد أماكن أخرى، خاصة، وأنّ الوفد القادم على دراية كاملة برحلة العائلة المقدسة ولا يمكن إقناعه بأنّ الرحلة تقتصر على منطقتين فقط، وكان من الممكن قيام الوزارة بعمل خريطة تطوير كاملة للمكان، خاصة وأنّ هذا الأمر من خلاله سنستطيع خلق فرص استثمارية، في كآفة الأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة، لكن كان لا بد من وجود دراسة كاملة وشاملة قبل التسرع في اتخاذ قرار البدء ، خاصة وأنّ تلك الرحلة ستُخرج العديد من المكاسب الهامة، أبرزها إلغاء فكرة الإسلاموفوبيا التي يتخذها الغرب، بالإضافة إلى أنّ المسار يشمل عدد من بلدان الدلتا، تلك المنطقة التي لم تستثمر سياحيّا إلى الآن، فالمسار كان لا بد من استغلاله داخليّا وخارجيّا بشكل أكثر من ذلك، لكن ما حدث أنّ الرحلة حينما اقتصرت على مكانين فقط للأسف تمت حرقتها.
ومن جانبه تحدّث الخبير السياحي والنائب البرلماني إبراهيم حمودة، قائلًا إنّ رحلة مسار العائلة المقدسة والتي تبدأ أولى زياراتها اليوم إلى مصر، لم يُسمح لها إلّا بزيارة منطقتين فقط وادي االنطرون ومصر القديمة، فقط لأنّ باقي المناطق ليست مجهزة بالشكل الكافي لاستقبال الوفد القادم من إيطاليا، لذا اقتصرت الرحلة على الأماكن المذكورة فقط.
وفي نفس السياق صرّح مصدر بداخل وزارة السياحة، أنّ هناك 5 أماكن تمّ تجهيزها كمرحلة أولى للمسار، والتي بدأ الوفد الإيطالي في زيارتها اليوم، وبالنسبة لباقي الأماكن فهناك خطة للوزارة بتجهيزها على فترات .
وأضاف المصدر أنّه بالنسبة لمن يتحدّث عن زيارة الـ 23 مكان المتبقين، فلا يوجد وفد سيتطع زيارة جميع تلك الأماكن، خاصة وأنّها على بعد مسافات بعيدة من بعضها البعض، فاليوم، كانت البداية ونتمنى نجاحها ومن هنا سنبدأ باقي الطريق لاستكمال كآفة المسارات، خاصةً بعد مباركة بابا الفاتيكان.