أعلنت كوريا الشمالية أن لديها العديد من الأسلحة النووية، وتشير وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى أن كوريا الشمالية لديها أيضا ترسانة كبيرة من الأسلحة الكيميائية.
ويعود برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي إلى ثمانينيات القرن العشرين، حيث بدأت كوريا الشمالية بتشغيل منشآت لتصنيع وتحويل اليورانيوم وبإجراء اختبارات تفجير شديدة، وقد ركز برنامج الأسلحة على الاستخدامات العملية للطاقة النووية وإتمام نظام تطوير السلاح النووي، صادقت الحكومة الكورية الشمالية على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1985، ولكنها لم تقم بعقد اتفاق الضمانات المطلوب في المعاهدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى عام 1992.
وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى وجود دليل دامغ على عدم اكتمال هذا الإعلان وذلك أثناء عملية التحقق من إعلان كوريا الشمالية في مطلع عام 1993، وأبلغت الوكالة الدولية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدم امتثال كوريا الشمالية، وذلك بعدما قُوبل طلب إجراء تفتيش خاص بالرفض من جانب الحكومة الكورية الشمالية، وأعلنت كوريا الشمالية عن انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1993 بيد أنها سارعت إلى تعليق الانسحاب قبل بدأ سريانه.
معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
وكانت كوريا الشمالية طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها انسحبت عام 2003، وذلك يشير إلى فشل الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الغاية المتمثلة في الإطار المتفق عليه، وهو اتفاق عام 1994 بين الدول للحد من طموحات كوريا الشمالية النووية، والبدء في تطبيع العلاقات معها، بجانب مساعدة كوريا الشمالية في تزويد بعض احتياجاتها من الطاقة من خلال المفاعلات النووية.
وفى أكتوبر عام 2006، أصدرت حكومة كوريا الشمالية إعلاناً بأنها أجرت بنجاح تجربة نووية للمرة الأولى، ولكن ردت الولايات المتحدة واليابان على ذلك بأنه غير حقيقي من خلال ما أصدرته وكالة الماسح الجيولوجي الأمريكي وهيئة رصد الزلازل اليابانية أن زلزالاً قوته 4.3 بمقياس ريختر قد هز كوريا الشمالية.
وشارك مهندسون من السوفيت في بناء مركز يونج بيونج للأبحاث العلمية النووية وتشييد مفاعل نووي للأبحاث من نوع IRT-2000 عام 1963، ودخل هذا المفاعل حيز العمل عام 1965 وتم تحديثه لنموذج 8 MW عام 1974، وشرعت كوريا الشمالية ببناء مفاعل أبحاث ثاني محلياً بيونغبيون عام 1979 ومصنع معالجة خام ومحطة تصنيع وقود نووي.
كوريا الشمالية تستعرض قدراتها
استعرضت كوريا الشمالية قدراتها النووية بعد إجرائها اختبارا نووية تحت الأرض يوم 9 أكتوبر عام 2006، حيث تم تفجير جهاز مرتكز على البلوتونيوم، وقُدِر عائد الانفجار بمقدار تراوح من 0.2 إلى 1 كيلو طن أجرى الاختبار في موقع بونجي ري، وأكد مسئولون من الاستخبارات الأمريكية وقوع الاختبار بعد تحليل حطام من عينات نشطة إشعاعياً منتشرة في الهواء كانت قد جُمِعت بعد مضي عدة أيام على تأكيد وقوع الانفجار نتيجة الاختبار المُجرى، وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاختبار.
كما أكدت الحكومة الكورية الشمالية عام 2007 امتلاكها أسلحة نووية، وافقت بيونج يانج على إغلاق مفاعلها النووي الرئيسي في شهر فبراير من عام 2007، ويأتي هذا عقب عملية نزع التسليح الجارية في إطار المحادثات السداسية، ولكن قامت حكومة كوريا الشمالية في 8 أكتوبر عام 2008 بحظر مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إجراء عمليات تفتيش إضافية على هذا الموقع.
وأعلنت كوريا الشمالية عن إعادة تشغيل منشآتها النووية في البلاد عام 2009، واسترجاعها لعمليات إعادة معالجة الوقود النووي المستهلك للبلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة.
تجربة نووية ثانية تحت الأرض
وقد أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية تحت الأرض، وحدد الماسح الجيولوجي الأمريكي موقع الاختبار بالقرب من موقع الاختبار النووي الأول، وكان هذا الاختبار أقوى من الاختبار الذي سبقه، حيث قُدر محصول التفجير بقيمة تراوحت بين 2 و7 كيلوطن، وأُجري خلال ذات اليوم اختبار صاروخي قصير المدى بنجاح.
ورصد مراقبون في آسيا عام 2013 نشاطاً زلزالياً غير اعتيادي صادر عن منشأة بكوريا الشمالية، وتحدد فيما بعد أنها هزة اصطناعية بلغت قوتها 4.9 (وقد تمت مراجعتها لاحقاً لتُثبَّت قيمتها عند 5.1)، وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن البلاد فجرت جهازاً نووياً مصغّراً ذو "قوة تفجيرية أكبر" في اختبارٍ أجري تحت الأرض، وقد قدَّر المعهد الكوري لعلوم الأرض والموارد المعدنية المحصول التفجيري عند 7.7–7.8 كيلوطن، فيما قدَّر باحثون آخرون كمية المحصول التفجيري الناتج عن الاختبار عند 12.2 ± 3.8 كيلوطن.
ادعاء القنبلة الهيدروجينية عام 2015
لمَّح زعيم كوريا الشمالية خلال شهر ديسمبر من عام 2015 إلى امتلاك بلاده المقدرة على إطلاق قنبلة هيدروجينية، وهي سلاح أقوى بكثير من القنابل النووية التقليدية التي استخدمتها كوريا الشمالية في الاختبارات السابقة، ولاقت تصريحات كيم التشكيك من جانب الكونجرس والمسئولين الكوريين الشماليين.
وقد زعم النظام الكوري الشمالي نجاحه في إجراء اختبار لقنبلة هيدروجينية يوم 6 يناير عام 2016، وجاء هذا بعد ورود تقارير أفادت بوقوع زلزال قادم من شمال شرقي كوريا الشمالية بلغت شدته 5.1 درجة في تمام الساعة 10:00:01 بالتوقيت العالمى، ولم يتضح ما إذا كان الاختبار أجري باستخدام قنبلة هيدروجينية، في حين شكك الخبراء في هذا الادعاء.
واقترح أحد خبراء التجسس من كوريا الجنوبية أن القنبلة كانت ذرية وليست هيدروجينية، أعرب خبراء في العديد من البلدان بما فيها كوريا الجنوبية عن تشكيكهم إزاء التقنية المزعومة بسبب الحجم الصغير نسبياً للانفجار، وقال محلل الدفاع من مؤسسة راند البحثية بروس بينيت لـ"بي بي سي": «"إما كيم جونغ أون يكذب قائلاً أنهم أجروا اختباراً هيدروجينياً في حين أنهم لم يجروه؛ لقد استخدموا سلاح انشطار أكثر فعالية بقليل - أو لم يعمل القسم الخاص بالهيدروجين من الاختبار على ما يرام أو لم يعمل القسم الانشطاري على ما يرام".
ونشرت كوريا الشمالية عام 2016 فيديو لزعيم كوريا الشمالية يزور فيه مصنعاً للصواريخ ويظهر فيه كيم إلى جانب ما تدعي كوريا الشمالية أنه قنبلة نووية كروية فضية مصغّرة، وشكك المجتمع الدولي بالأمر فقال المختص كارل ديوي: "من الممكن أن تكون الكرة الفضية عبارة عن قنبلة نووية بسيطة. ولكنها ليست قنبلة هيدروجينية"، كما أضاف: "وعلاوةً على ذلك فإن القنبلة الهيدروجينية لا تكون فقط بجزءين وحسب، ولكن لها شكل مختلف أيضاً".
مفاوضات أمريكا مع كوريا الشمالية
ودخلت الولايات المتحدة في مفاوضات مع كوريا الشمالية خلال تسعينيات القرن العشرين، وتوصل الطرفان إلى الاتفاق على إطار عمل يهدف إلى تجميد البرنامج النووي العسكري الخاص بكوريا الشمالية، وافترض بنفس الوقت السعي نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ولكن باء هذا الاتفاق بالفشل عندما انكشف عام 2002 قيام الشمال بالعمل سرياً على برنامج لتخصيب اليورانيوم، وتلا ذلك عقد الصين المحادثات السداسية، التي جرى التفاوض فيها على اتباع مقاربة تدريجية تهدف إلى نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، ولكن توقفت هذه المحادثات السداسية بعد إجراء الشمال لعدة تجارب نووية وصاروخية، وهو الأمر الذي زاد من العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، ومنها قرارات العقوبات التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبعد ذلك بدأت الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وصلت إلى فرض أمريكا عقوبات على كوريا الشمالية وتحذير الشركات العاملة في تطوير السلاح النووي من التعامل أو الاشتراك فى مساعدة كوريا الشمالية فى تطوير أو تنفيذ برنامجها النووي.. إلى أن وصل الطرفان إلى عقد مفاوضات بين البلدين، وبدأ الزعيمان فى عقد قمة مغلقة في لحظة تاريخية انتهت إلى اجتماع بين وفدي البلدين نتج على إثره أن الرئيس الأمريكي يتوقع بناء علاقات قوية مع كوريا الشمالية والعمل على نزع السلاح النووى لكوريا الشمالية، بينما يبدي زعيم كوريا الشمالية أنه تحدى العقبات لحضور تلك القمة ويأمل هو الآخر فى تحقيق مصالح مشتركة بين البلدين.