الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، التقينا بها لمعرفة موقفها من الوزير، الدكتور طارق شوقى، أجابت خلاله عن أسئلة حول رؤيتها للمنظومة الجديدة، واذا ما كانت ستنهض بالعملية التعليمية فى مصر، وهل إلغاء الكتاب المدرسى هو الحل؟ وكيف يتم القضاء على الدروس الخصوصية؟ وما حقيقة دمج التعليم العام بالأزهري؟".في البداية كيف ترين منظومة التعليم في مصر؟نحن غير راضين عن وضع التعليم الحالى، خاصة ما قبل الجامعي، لأنه غير مساير للتطورات السريعة على مستوى العالم وكذلك للتكنولوجيا، بالإضافة إلى اعتماده حاليا على الحفظ والتلقين، ولا ينمي مهارات التفكير والإبداع للطلاب، مما يؤدي إلى عدم المنافسة العالمية أو تغطية سوق العمل.وبالنسبة للتعليم ما قبل الجامعي، فقد أعلن الوزير، الدكتور طارق شوقى، عن خطة، وإذا طُبِّقت بالشكل الدقيق -كما عرض على لجنة التعليم بالمجلس- فسيحدث تطويرا بشكل كبير، وخاصةً فى "التعليم الشامل" الذى يبدأ من رياض الأطفال ويهدف إلى بناء الشخصية، وزيادة الانتماء والمواطنة للتلاميذ عامة، والجيل الجديد خاصة.وقضية الانتماء نفتقدها الآن، والمناهج الحالية غير مواكبة، مما يؤدى إلى تخريج أجيال غير منتمين للبلد، ووفقا للتفاصيل التنفيذية التى أوضحها وزير التعليم؛ فعندما يصل الأطفال إلى المرحلة الثانوية ودخول الجامعة، ستصبح لديهم محصلة من الفكر والإبداع، أو التطوير الجزئى الذى يعتمد على التقييم فى المرحلة الثانوية، وهو ما سيؤدى إلى تطوير التعليم بالتدريج بشكل عام.ما رأيك فى توقيع مصر اتفاقية قرض بـ500 مليون دولار من البنك الدولى لتطوير التعليم؟لا نميل إلى الاقتراض إلا للضرورة القصوى، بمعنى أن موازنات التعليم التى يتم مناقشتها فى البرلمان سواء "ما قبل الجامعى" أو "العالى والبحث العلمى" متدنية جدا ولا تؤدى إلى أى تطوير إذا اعتمدنا عليها.وكانت موازنة التعليم "ما قبل الجامعى" العام الماضى 80 مليار جنيه، بينما خلال الحالى 89 مليارا، وبالنسبة لـ"التعليم العالى" 35.4 مليار جنيه، بينما "البحث العلمى" 3.4 مليار جنيه.والبلد يمر بظروف صعبة، ولجنة التعليم تحاول رفع موازنات التعليم ككل، وتضغط، ومن الممكن رفض هذا الأمر؛ لأنها إذا رُفعت لن تزداد إلا قليلا، ولم نصل إلى المبالغ التى يحتاجها التعليم من أجل تطويره، قائلة: "أنا أؤيد الاقتراض طالما يتم توظيف القرض بشكل صحيح ويؤدى إلى التطوير المطلوب".وأوضحت أن صندوق النقد الدولى لا يعطى قروضا إلا بشروط، ولا توافق الدول المُشاركة فيه على القرض، إلا بتوافرها حتى تضمن سداده، والغرض الذى تم الاقتراض من أجله.فلابد أن يتأكد صندوق النقد الدولى من أنه يتم تطوير التعليم فى مصر، وذلك خلال المشروع الذى تم تقديمه من الجهات المصرية، فكل خطوة تخطوها الجهات المعنية بالتعليم لا بد أن يكون صندوق النقد مقتنعا بتنفيذها ونجاحها، لذلك لا يعطى القرض إلا بالتقسيط، وبعد نجاح كل مرحلة.ما الشروط التي يجب توافرها كى يتم الاقتراض؟هناك شرطان أساسيان لكي نقترض، الأول "الهدف من القرض، وكيف يستخدم؟" والثانى "قدرة الدولة على سداد فوائده على المدى البعيد"، وهما يتوافران فى الوقت الحالى، فهناك مشروع مقدم تمت دراسته بدقة من أجل تطوير التعليم، لأن التعليم شىء أساسى وسبب تقدم أى دولة، ويعد من أهم الأولويات خاصة فى وقتنا الحالى، قائلة: «لا بد من الاهتمام بالتعليم وتغييره؛ لأنه لا يتناسب مع كل المتغيرات العالمية».هل تستطيع الدولة سداد فوائد القرض؟بالتأكيد لأنها بكل ما تملكه من موارد هائلة لديها الفرصة أن تسدد فوائد 500 مليون دولار، هذا المبلغ المقترض من أجل تطوير التعليم.ما التحديات التى تواجه التعليم فى الوقت الحالى؟ وكذلك سلبياته؟هناك العديد من السلبيات التى تواجه التعليم الحالى، أبرزها «الدروس الخصوصية، وغياب الطلاب من المدارس، الكثافة الطلابية، وبناء المدارس، تدنى رواتب المعلمين، وعدم تدريبهم وتأهيلهم بالصورة الجيدة» كل ذلك جزء من عملية التطوير، وسيتم التغلب عليها خلال الفترة القادمة.كيف يتم تدريب المعلمين؟الوزارة هى المسؤولة عن تدريب المعلمين على كل الأمور الخاصة بالمرحلة الثانوية وتأهيلهم بشكل يتناسب مع النظام الحديث، عن طريق برنامج «المعلمون أولا» هذا المشروع الكبير الذى يعالج مشاكلهم وينمى قدرتهم للنهوض بالمنظومة، وتنتهى آخر مجموعة، أغسطس المقبل.< هل يستطيع الطالب المصرى التعامل مع الـ"تابلت"؟الطلاب بصفة عامة والمصريون خاصة لا قلق عليهم، حيث هناك العديد من الأطفال لديهم القدرة على التعمق فى وسائل التكنولوجيا، والوصول إلى أشياء قد تصعب على الكبار كالألعاب، وفى كل المراحل، الطالب الذى لا يعرف شيئا عن التكنولوجيا؛ تكون لديه القدرة على التعلم بشكل سريع.والطلاب فى النظام الحالى قبل التطوير يستخدمون -خارج المدارس- كثيرا من الوسائل التكنولوجية والإلكترونيات الحديثة، وبعدما يدخلونها يتعلمون الطريقة التقليدية التى تعتمد على الحفظ والتلقين، وبالتالى فهى عملية غير متوافقة.كيف يتم امتحان الطلاب وفقًا للنظام الجديد؟أولًا هذا النظام سيطبق على الدفعة الجديدة من الصف الأول الثانوى، بحيث سيكون هناك 12 امتحانا على مدى 3 أعوام، يتم اختيار أعلى 6 امتحانات منها، ولتشجيع الطلاب أكثر؛ أكد الدكتور طارق شوقى وزير التعليم أن أول دفعة يطبق عليها هذا النظام سيتم اختيار أعلى 4 امتحانات فقط؛ لإتاحة الفرص للطلبة ليتحمسوا على الاجتهاد وتعد السنتين الأولى والثانية تدريبا لهم.ومن أين تأتي الامتحانات؟الامتحانات تكون من بنك أسئلة، ويكون فى المادة الواحدة ما يقرب من مليون سؤال، معدة بطريقة معينة، بالإضافة إلى أن هناك برنامجا عالميا يستطيع أن يخرج بنفس درجة الصعوبة والسهولة.هل سيكون الامتحان موحدًا لكل المدارس؟كل مدرسة سيكون لها امتحان مختلف عن الأخرى، فلم يعد الامتحان مركزيًا على مستوى الجمهورية.كيف تُرسل الأسئلة إلى الطالب؟يتم إرسال الأسئلة للطالب مباشرةً من الوزارة، عن طريق "برامج سرية" إلى التابلت، بعد تحديد موعد الامتحان من المدرسة، ويستطيع الطالب الكتابة على التابلت بالقلم؛ لأنه معد لذلك، وبعد انتهائه من الإجابة؛ يتم إرسال الامتحان للمصحح عن طريق رسائل، حيث يتم التصحيح إلكترونيا، وتظهر النتائج مباشرة على شاشة على التابلت.هل من الممكن أن يتدخل المعلم فى وضع الأسئلة أو التصحيح؟لن يتدخل المعلم بأى حال من الأحوال، سواء فى وضع الأسئلة أو التصحيح أو درجات الطلاب.هل التابلت سيحل محل الكتاب المدرسي؟نعم التابلت بديل للكتاب، ومن خلاله يستطيع الطالب الدخول إلى بنك المعرفة الذى توجد به جميع المقررات، بالإضافة إلى شرائط وفيديوهات للإيضاح.كما سيعالج التابلت بل وسيحد من السلبيات والقصور الموجودين بالمدارس حاليا، ومن ناحية أخرى لا يستهلك نت، فهو عبار عن نظام "4G"، بمعنى أن به باقة مباشرة مدفوعة الأجر من الوزارة؛ فلا يدفع أولياء الأمور أى شىء.هل إلغاء الكتاب هو الحل؟هو جزء، ولكن ليس حلا، والكتاب الورقى فقط هو الذى تم إلغاؤه، وفى السنة الأولى من تطبيق النظام الجديد، بجانب التابلت؛ سيطبع كتاب مدرسى ورقى، ولكن فى المستقبل لا يحتاج الطالب إلى كتاب، فمن خلال التابلت يستطيع أن يأتى بمناهجه ومقرراته.هل النظام الجديد سيقضى على ظاهرة الغش؟هذا النظام سيقلل من الغش نهائيا سواء الإلكترونى أو ما بين الطلاب.ما سبب انتشار الدروس الخصوصية وكيف يتم التغلب عليها؟الدروس الخصوصية سببها شيئان، الأول "ثقافة المجتمع"، والثانى أن المدرس يستطيع من خلال الإتيان بالامتحانات السابقة "السهل الحصول عليها عن طريق المكتبات"، أن يتوقع الامتحان القادم بدون تسريب، فبالتالى يضع للطالب إجابات نموذجية، والذى بدوره يحفظها ويضعها فى ورقة إجابته.والطلاب فى نظام التعليم الحالى يعتمدون على المُدرِّس الذى لديه القدرة والمهارة فى توقع أسئلة الامتحانات وعمل إجابات نموذجية، إضافة إلى الامتحانات السابقة المتوفرة لدى المعلمين.هل يستطيع المدرس توقع الأسئلة في النظام الجديد؟النظام الحالي الذي يعتمد على "بنك الأسئلة" لا أحد يستطيع أن يتوقع مليون سؤال بالإضافة إلى عدم وجود إجابات نموذجية؛ لأنه يعتمد على فهم الأسئلة، كل ذلك سيقلل من الدروس الخصوصية ولكن لا يمنعها؛ لأنها ما زالت "ثقافة مجتمع" لدى الطلاب وأولياء الأمور. هل تتوقعين نجاح هذا النظام؟من الممكن أن ينجح إذا دعمناه، حتى إذا ظهر فى السنة الأولى بعض السلبيات؛ يمكن حلها والتغلب عليها، لذا لا بد أن يفهم الناس أكثر؛ حتى ينجح هذا النظام، لأن وضع التعليم فى مصر الآن لا يرضى أحدًا.ما حقيقة دمج التعليم العام بالأزهري؟حتى الآن مجرد فكرة فقط، لم يتم توضيحها، ولكن الدمج يكون فى مرحلتى رياض الأطفال والابتدائى، أما "الإعدادية والثانوية" فتكون هناك مواد إجبارية وأخرى اختيارية -طبقا لميول الطلاب- ونوعية المواد الذى يريد أن يتعمق فيها، فهناك الدينية التى تُدرَّس فى المدارس الأزهرية، لا مانع، وكذلك الذى لديه ميول أدبية يتعمق فى تخصصه وأيضا الذى لديه ميول علمية وهكذا، بجانب المواد الإجبارية.كيف يتم التعامل مع الكثافة الطلابية في حالة دمج العام بالأزهر؟بالنسبة لرياض الأطفال يتم حاليا إعداد الفصول وزيادة أعدادها وتغيير أشكالها، لأن رياض الأطفال يعتمد على الدراسة فى مجموعات، ولم يعد الآن الشكل التقليدى والدسكات المنفصلة عن بعضها.كيف ترين ميزانية جامعة الأزهر؟الموازنة الخاصة بالجامعة قليلة وتحتاج إلى تطوير أكثر فى النواحى الدينية والخطاب الدينى والمواد الأزهرية.وهل يتم زيادة رواتب المعلمين؟في الحقيقة القرض الذي وقعت عليه مصر بـ500 مليون دولار، لا يشمل أجور ورواتب المعلمين وبدورنا طالبنا بزيادة مخصصات التعليم فى الموازنة الجديدة لهذا الغرض، مشيرة إلى أن وزير التعليم سبق، وقال إن المعلمين ستكون لهم موارد ومكافآت أخرى، بالإضافة إلى أن تكون هناك أفكار للقيام بمجهود معين، يأتيه المدرس مثل الفيديوهات التى توضع على بنك المعرفة أو التصحيح الإلكترونى، كل ذلك يكون بمقابل مادى.هل توجد أمية فى مصر وكيف يتم القضاء عليها؟للأسف الشديد ما زالت مصر حتى الآن تعاني من الأمية، حيث يتم التعامل مع أمية القراءة والكتابة فقط، على عكس غيرها دول العالم التى تمحى "أمية الكومبيوتر والتكنولوجيا وغيرها"، لافتة إلى أنه لا بد أن يشارك المجتمع المدنى فى محو الأمية وتعليم الكبار، بالإضافة للخطط والبرامج التى توضع لهذا الغرض والتفريغ من التعليم.هل أنت متفائلة بما يفعله وزير التعليم؟لا أُقيِّم الوزير بشكل عام، ولكن بأعماله، فأنا مقتنعة بخطة التطوير التى وضعها بنسبة معقولة، لا تتجاوز مئة فى المئة، ومقتنعة أيضا بالتطوير الكلى والجزئى الذى سيحدث خلال الفترة القادمة، موضحةً أنه إذا تم تنفيذ خطة التعليم -كما عرض على البرلمان- فسوف تحقق نسبة نجاح هائلة.كيف تقيمين الدكتور علي عبد العال رئيس البرلمان؟الدكتور علي عبد العال لا يتأخر عن أى طلب يقدم له، حيث يبادر دائمًا بمناقشته وعرضه على المجلس، سواء كان خاصا بالتعليم أو بغيره.كيف اهتم الرئيس السيسي بالتعليم؟الرئيس عبد الفتاح السيسي كل كلامه يُترجم لأفعال، حيث ذكر -قبل توليه فترة الرئاسة الثانية- أن التعليم والصحة سيكونان ضمن خطته، وبالفعل لاحظنا خلال تلك الفترة اهتماما شديدا بالتعليم بكل مراحله، كما اهتم بخطة تطويره سواء الشاملة أو الجزئية حينما اجتمع مع الوزير طارق شوقى، لمتابعتها خطوة بخطوة، فضلًا عن مساهمته بجزء كبير من موارد الدولة، عن طريقه، لا عبر الموازنة العامة، لشراء التابلت وبعض الأشياء الخاصة بالمنظومة، وكذلك حرصه خلال مشاركته فى المؤتمرات، على إنشاء مراكز بحثية وتكنولوجية فى المدن الجديدة المدن كـ"العاصمة الإدارية" وغيرها.كما أبدى الرئيس حرصه الشديد على عدم السماح بإنشاء جامعات فى مصر إلا فى حالة وجود «توأمة» مع مثيلاتها، أجنبية، من أعلى 50 جامعة على مستوى العالم؛ وذلك لمساواة المصرية بها من أجل الدخول فى التصنيف العالمى، ومن أهم إنجازاته فى التعليم، زيادة عدد مدارس النيل "مدارس المتفوقين" من 6 إلى 25، فهو يتدخل فى كل التفاصيل، وَوَضَعَ التعليم على عاتقه، وأهم أولوياته.
الدكتورة ماجدة نصر: 'مليون سؤال' للمادة الواحدة في النظام الجديد.. والمعلم لن يتدخل في وضعها
الجمعة 25 مايو 2018 | 04:46 مساءً
اقرأ ايضا