كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها

الاحد 23 مارس 2025 | 06:23 مساءً
كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها
كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها
كتب : آدم إبراهيم

تعدُّ صلاة التهجد من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يتسابق المؤمنون إلى إحيائها طلبًا للثواب والقبول. فما هي كيفية صلاة التهجد؟ وما الفرق بينها وبين قيام الليل؟ وما هو فضلها ووقتها المفضل؟

ما هي صلاة التهجد؟

صلاة التهجد هي إحدى صلوات قيام الليل، لكنها تتميز بأنها تُؤدى بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا. فهي عبادة تجمع بين الصلاة والخشوع، وتُعَدّ من أفضل الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله، إذ قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79].

كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها

يبدأ المصلي بركعتين خفيفتين، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين" (مسلم).

بعد ذلك، يُصلّي ما شاء من الركعات، والأفضل أن تكون ركعتين ركعتين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلَّى ركعةً واحدةً تُوتِر له ما قد صلَّى" (البخاري).

يمكن للمصلي أن يصلي 11 ركعة، وهي السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو 13 ركعة، أو حتى أكثر من ذلك، فلا حدّ أقصى لصلاة التهجد.

يجوز أن يُصلّي أربع ركعات متصلة بتشهد واحد، ثم أربعًا، ثم ثلاثًا، كما كان يفعل النبي أحيانًا.

يُستحب أن يختم صلاته بالوتر، سواء بركعة واحدة، أو ثلاث، أو خمس، حسب ما يراه مناسبًا.

الفرق بين التهجد وقيام الليل

قيام الليل: يشمل جميع الطاعات من صلاة، وذكر، وتلاوة القرآن، واستغفار، وهو يمتد من بعد صلاة العشاء حتى الفجر.

التهجد: هو نوع خاص من قيام الليل، إذ يشترط فيه أن ينام المسلم ثم يستيقظ ليؤدي الصلاة.

أفضل وقت لصلاة التهجد

يبدأ وقت التهجد بعد صلاة العشاء ويستمر حتى أذان الفجر.

أفضل وقت لأدائها هو الثلث الأخير من الليل، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له" (البخاري ومسلم).

من لم يستطع الاستيقاظ في هذا الوقت، يمكنه أداء التهجد في أي وقت من الليل.

حكم صلاة التهجد

صلاة التهجد سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان يحافظ عليها في حياته، فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة" (البخاري).

هي ليست فرضًا، لكنها من أعظم القربات إلى الله، وقد أثنى الله على أهلها في القرآن الكريم بقوله: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17].

فضل صلاة التهجد

صفة من صفات عباد الرحمن: قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنًا... وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ [الفرقان: 63-64].

سبب لنيل الدرجات العالية في الجنة: فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" (الترمذي).

إجابة الدعاء: في جوف الليل ساعة مستجابة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" (الترمذي).

مغفرة الذنوب: صلاة الليل تكفّر الذنوب وترفع الدرجات، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل" (مسلم).

كيفية أداء التهجد في المنزل

يفضل أداء التهجد في البيت، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعله، إلا إذا كانت هناك حاجة لأدائه في المسجد.

يمكن أداؤه منفردًا أو جماعة مع الأهل.

يفضل أن يبدأ المسلم بالصلاة خفيفة، ثم يطيل في القيام والركوع والسجود.

يُستحب تلاوة القرآن والتدبر في معانيه أثناء الصلاة.

يمكن ختم الصلاة بالوتر قبل النوم، أو تأخيرها إلى آخر الليل.

اقرأ أيضا