تسعى حاليًا شركة مصر للألومنيوم لاتخاذ خطوة استراتيجية تهدف إلى تطوير عملياتها الإنتاجية وزيادة قدرتها التنافسية، وذلك من خلال طرح نسبة من أسهمها لمستثمر استراتيجي، وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة الحكومة لزيادة مشاركة القطاع الخاص في الشركات المملوكة للدولة بهدف جذب الاستثمارات وتعزيز كفاءة هذه المؤسسات الصناعية الحيوية.
التحديات الاقتصادية
قالالدكتور إســـــلام جـمــــال الــديـن شوقي
خـــبـيـر اقـــــتصـــــادي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي إن شركة مصر للألومنيوم في واقع الأمر تحقق أرباحًا، إلا أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها كارتفاع تكاليف الإنتاج دفعت الحكومة إلى التفكير في بيع حصة من الشركة لمستثمر استراتيجي، ووفقًا للتقارير فإن أحد أهم الأسباب وراء هذه الخطوة هو تحديث خطوط الإنتاج لتقليل استهلاك الطاقة، خاصةً أن الألومنيوم صناعة كثيفة الاستهلاك للكهرباء، مما ينعكس بشكل مباشر على التكلفة التشغيلية.
ارتفاع أسعار المواد الخام
وأكد الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم أن تواجه شركة مصر للألومنيوم في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار المواد الخام تحديات عديدة مما يدفعها إلى البحث عن حلول لتحديث خطوط الإنتاج وتحسين جودة المنتجات حيث تخطط الشركة حاليًا إلى تنفيذ مشروع تطوير شامل يتضمن تحديث المصنع الحالي وزيادة الطاقة الإنتاجية من 320 ألف طن سنويًا إلى 570 ألف طن سنويًا من خلال إضافة خط إنتاج جديد بطاقة 250 ألف طن، وتقدر التكلفة المبدئية لهذا المشروع بحوالي 13 مليار جنيه.
وأضاف إسلام جمال الدين أن السعي الدؤوب لتنفيذ هذه الخطة تقوم الشركة بالعمل على جذب مستثمر استراتيجي قادر على ضخ استثمارات جديدة تسهم في تمويل التطوير المطلوب، لذلك فإنه من المقرر أن يتم طرح أسهم تتراوح نسبتها ما بين 20% و25% للمستثمر القادم مع استهداف زيادة رأس المال بقيمة 300 مليون دولار،
ونوه بأن يعزز من قدرة الشركة على تنفيذ خططها التوسعية بكفاءة، وقد حظيَ هذا التوجه بدعم من الحكومة نظرًا لأهمية تطوير وتحديث المصانع التابعة للقطاع العام بما يسهم في تحسين جودة المنتجات وزيادة الصادرات المصرية.
تطوير المنتجات
كما أن إدخال تقنيات إنتاج حديثة وتطوير المنتجات سيؤدي إلى تعزيز قدرة مصر التنافسية في الأسواق العالمية.
والجدير بالذكر أن قطاع الألومنيوم يُعدُ من الصناعات الاستراتيجية التي تعتمد عليها العديد من القطاعات الأخرى مثل صناعة السيارات، والبناء، والتعبئة والتغليف، ولذلك فإن تطوير شركة مصر للألومنيوم لا يقتصر فقط على تحسين أدائها المالي، بل يمتد ليشمل دعم الصناعة الوطنية وخلق فرص عمل جديدة وتعزيز الصادرات المصرية.
واستطرد: ولا شك أن هذه الخطوة تأتي في سياق أوسع لبرنامج الطروحات الحكومية الذي يستهدف تقليل العبء على الدولة والتعزيز من دور القطاع الخاص في دعم الاقتصاد الوطني، ومن المتوقع أن يسهم دخول مستثمر استراتيجي في تحسين حوكمة الشركة وتطبيق أحدث الممارسات العالمية في إدارة الإنتاج والجودة.
ومن المتوقع أن يسهم التطوير لشركة مصر للألومنيوم في تقليل استيراد الألومنيوم الخام من الخارج، مما يخفف من الضغط على العملة الأجنبية ويعزز الاستفادة من الموارد المحلية، كما أن تحسين كفاءة الإنتاج سيؤدي إلى تخفيض تكاليف التشغيل وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وفيما يختص بمراعاة الجوانب البيئية فإن الشركة تسعى إلى تطبيق معايير الاستدامة في عمليات الإنتاج، وذلك من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وهو ما يتماشى مع الاتجاهات العالمية نحو التصنيع الصديق للبيئة، كما أن تحديث التكنولوجيا المستخدمة في الإنتاج سيمكن الشركة من إنتاج منتجات أكثر تنوعًا وجودة تلبي احتياجات مختلف القطاعات الصناعية.
إدخال مستثمر استراتيجي
أما على المستوى الاجتماعي فإن هذا التوسع يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة وتحسين مستوى المعيشة في المناطق التي تعتمد على الصناعة كثيفة العمالة، كما سيساهم في تدريب وتأهيل العمالة الحالية والجديدة على أحدث التقنيات، مما يرفع من كفاءة الموارد البشرية.
وأشار الدكتور جمال إلي أن تجدر الإشارة إلى أن إدخال مستثمر استراتيجي قد يفتح أبوابًا جديدة أمام الشركة للتوسع في الأسواق الخارجية، من خلال شراكات تجارية وإبرام عقود تصديرية جديدة، وسيؤدي هذا بدوره إلى التعزيز من تواجد مصر في قطاع الألومنيوم عالميًا ويزيد من تنافسية منتجاتها.
وفي نهاية الأمر فإنه في حالة نجاح الشركة في إدخال مستثمر استراتيجي فإنها ستكون قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق معدلات نمو أعلى، مما يساهم في تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة الألومنيوم على المستويين الإقليمي والدولي، كما أن التعاون مع مستثمر استراتيجي سيعزز من فرص نقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة إلى السوق المصري، مما يدعم مستقبل صناعة الألومنيوم في مصر، ويجعلها أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات والظروف العالمية.