طرحت إحدى الفتيات سؤالًا على الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال برنامجه الرمضاني "نور الدين والدنيا"، حول حقيقة امتناع الملائكة عن دخول المنازل التي يوجد بها كلاب.
في رده، أكد الدكتور علي جمعة أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صنم يُعبد من دون الله، موضحًا أن هذه طبيعة الملائكة التي تنفر من بعض الأمور، مثل النار الموقدة أو الأماكن التي تفوح منها الروائح الكريهة.
وأشار إلى أن هذه الخصائص جزء من طبيعة الملائكة، ولا يمكن تغييرها.
حكم تربية الكلاب في المنازل
فيما يتعلق بحكم اقتناء الكلاب، أوضح الدكتور علي جمعة أن الإمام مالك يرى أن الكلب طاهر، حيث يعتمد مذهبه على قاعدة أن كل حي طاهر، ومع تطور العصر وازدياد الحاجة إلى الكلاب في مجالات مثل الحراسة والصيد والكشف عن المخدرات، بات من الأنسب الأخذ برأي الإمام مالك في هذا الشأن.
أما فيما يخص دخول الملائكة البيوت التي يوجد بها كلاب، فقد أشار إلى أن ذلك صحيح، لذا يُفضل تربية الكلب في حديقة المنزل إن أمكن. أما في حالة العيش في شقة صغيرة، فمن المستحب تخصيص مكان للصلاة لا يصل إليه الكلب، ليس بسبب نجاسته، بل حتى تتمكن الملائكة من دخول هذا المكان.
حكم تربية الأسود والنمور وتعقيم الحيوانات
تلقى الدكتور علي جمعة سؤالًا آخر حول حكم تربية الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور، وكذلك مسألة تعقيم القطط والكلاب.
وأوضح أن الفقهاء نصّوا على كراهة تربية الحيوانات المفترسة حتى لو تم إزالة خطورتها، مشيرًا إلى أن علة الكراهة تعود إلى التشبه بـ الجبابرة، حيث كان الطغاة قديمًا يسيرون مصطحبين الأسود.
وأضاف أن تربية الحيوانات المفترسة أمرٌ خطير، إذ قد تتسبب في أذى الآخرين، وحتى لو تم إزالة أنيابها ومخالبها، فإن ذلك يدخل في إثم تعذيب الحيوان، مما يجعل كلا الخيارين يحمل محاذير شرعية وأخلاقية.
أما بالنسبة إلى تعقيم القطط والكلاب، فقد أكد أن الفقهاء يرون أن هذا الفعل محرم شرعًا، ولهذا يُفضل تجنب تربية هذه الحيوانات من الأساس، حتى لا نضيق عليها في معيشتها أو نضطر إلى اتخاذ إجراءات غير مشروعة بحقها.