في مشهد مأساوي هزّ قلوب أهالي منطقة بولاق الدكرور في ثاني أيام شهر رمضان المبارك، لقيت فتاة في مقتبل العمر مصرعها إثر اندلاع حريق هائل داخل شقتها السكنية، بينما نجا أشقاؤها بأعجوبة بعد أن قفزوا من شرفة الطابق الرابع.
روى أحد الجيران، ويدعى "الحاج محمود"، تفاصيل اللحظات العصيبة التي شهدها الحادث قائلا :" كنت أول من لاحظ تصاعد الدخان من الشقة، خلال جلوسي في شقتي مع أسرتي بعد صلاة العصر، وشممنا رائحة دخان كثيف وأصوات صراخ، وعند استكشاف الأمر رأينا النيران تلتهم نافذة الجيران في الطابق الرابع، صعدت مسرعًا مع بعض الجيران لنجد أن الباب مغلق، بينما كانت الفتاة تصرخ من الداخل طالبة المساعدة".
وأضاف: "حاولنا كسر الباب لكن النيران كانت أسرع منا، بينما نحن انقاذ الفتاة كان أشقائها يقفون مذعورين في البلكونة الطابق الرابع، لا يعرفون كيف يفرون، لم يكن أمامهم سوى القفز علي بلكونة الشقة المجاورة، بينما كانت أختهم محاصرة بالنيران داخل غرفتها".
وبحسب رواية الحاج محمود، فإن الفتاة المتوفية كانت في سن الزواج، ولم تتمكن من الهروب لأن ألسنة اللهب اجتاحت المكان بسرعة كبيرة، "سمعنا صرختها الأخيرة، ثم اختفى الصوت وسط أزيز النيران، لحظة لا يمكن أن أنساها ما حييت"، يقول الجار، الذي بدا عليه التأثر الشديد، بعد دقائق، وصلت سيارات الحماية المدنية، وتمكنت من السيطرة على الحريق، لكن بعد فوات الأوان، ثم أخرجوا جثة الفتاة التي تفحمت بالكامل، في مشهد تقشعر له الأبدان، مشيرًا إلى أن الجميع وقفوا في حالة ذهول ودموعهم تنهمر على المأساة التي حلت بهذه الأسرة.
بدأت الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة ،بلاغًا يفيد باندلاع حريق داخل شقة سكنية في منطقة بولاق الدكرور، حيث هرعت قوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث في محاولة للسيطرة على النيران وإنقاذ السكان.
وكشفت التحريات الأولية أن الفتاة، تبلغ من العمر 24 عاما، لم تتمكن من الفرار بسبب محاصرة ألسنة اللهب لها داخل غرفتها، ما أدى إلى وفاتها نتيجة الاختناق والحروق البالغة.
في الوقت نفسه، تمكن أشقاؤها من القفز من شرفة الشقة بالطابق الرابع علي البلكونة المجاورة لشقتهم.
وأكدت مصادر طبية أن حالتهم مستقرة، لكنهم في حالة صدمة نفسية شديدة بعد فقدان شقيقتهم في هذا الحادث الأليم.
ووفقًا لشهود العيان، فقد اشتعلت النيران فجأة وتصاعدت الأدخنة الكثيفة داخل الشقة، ما جعل من الصعب على قاطنيها الهروب، كما ذكر بعض الجيران أنهم سمعوا أصوات صرخات استغاثة قبل أن يتمكن الأشقاء من القفز من الشرفة، بينما فشلت محاولات إنقاذ الفتاة بسبب شدة النيران التي انتشرت بسرعة داخل المكان.
ولا تزال الجهات المختصة تُجري تحقيقاتها لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق، وسط ترجيحات بأن ماسًا كهربائيًا قد يكون السبب الرئيسي وراء الكارثة، كما تم انتداب المعمل الجنائي لفحص موقع الحريق ورفع الأدلة الجنائية لتحديد ملابساته بدقة.