في خطوة تعكس استقراراً ملحوظاً في الأسواق المالية المصرية، أعلنت المؤسسات المصرفية الرئيسية عن تثبيت سعر الدولار مقابل الجنيه المصري بعد غلق التعاملات اليومية.
ويأتي ذلك في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والمحلية التي تشهد تحديات كبيرة.
أسعار الصرف تثبت عند مستويات متقاربة
شهدت أسواق الصرف يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 عملية تثبيت دقيقة لأسعار الدولار مقابل الجنيه المصري. حيث أُغلقت التعاملات في البنوك المصرية عند أسعار متقاربة، مما يعكس استقراراً في سوق النقد الأجنبي.
ففي البنك المركزي المصري، سجل سعر الدولار 50.52 جنيه للشراء و50.66 جنيه للبيع، بينما كانت أسعار البنوك الكبرى الأخرى مثل بنك الأهلي وبنك مصر وبنك القاهرة والبنك التجاري الدولي (CIB) مماثلة تقريبا.
دور البنك المركزي المصري في استقرار سعر الصرف
يُعتبر هذا التثبيت في الأسعار مؤشراً إيجابيًا على نجاح السياسات النقدية المتبعة من قبل البنك المركزي المصري.
وفقد استطاعت الجهات المختصة الحفاظ على استقرار سوق الصرف في ظل الضغوط الاقتصادية المحلية والعالمية، مثل تقلبات أسعار النفط، التوترات الجيوسياسية، والتحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي.
وقد أشار مسؤولون إلى أن هذا التثبيت يعكس تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمصرفية، مما يساهم في تقديم بيئة اقتصادية مستقرة تشجع على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
العوامل المؤثرة في استقرار الدولار مقابل الجنيه
تتعدد العوامل التي تساهم في استقرار سعر الدولار في السوق المصري، ومنها السياسات النقدية القوية التي يتبعها البنك المركزي، والتعاون بين البنوك المحلية والدولية لمراقبة الاتجاهات العالمية في سوق العملات الأجنبية.
وكما أن تنويع مصادر النقد الأجنبي، سواء من خلال الصادرات أو تحويلات المصريين في الخارج، يسهم في تعزيز استقرار سعر الصرف.
آثار تثبيت سعر الدولار على الاقتصاد المصري
يرى الخبراء الاقتصاديون أن استقرار سعر الدولار يلعب دوراً مهماً في تحسين القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق العالمية، مما يعزز من الصادرات المصرية. وكما يسهم هذا الاستقرار في حماية القدرة الشرائية للمواطنين، حيث يقلل من تأثيرات التضخم الناتجة عن تقلبات سعر الصرف.
وعلاوة على ذلك، يسهم استقرار سعر الدولار في تحسين مناخ الاستثمار المحلي والأجنبي، ويعزز من ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.
مستقبل استقرار سعر الدولار
يُتوقع أن يواصل البنك المركزي المصري متابعة الوضع عن كثب، مع استعداد لاتباع التدابير اللازمة في حال حدوث أي اضطرابات في سوق الصرف.
ومن المتوقع أن يستمر تثبيت سعر الدولار كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتنمية النمو المستدام في مصر.
وإن تثبيت سعر الدولار مقابل الجنيه المصري ليس مجرد إجراء مؤقت، بل هو جزء من سياسات نقدية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتوفير بيئة اقتصادية مواتية للاستثمار.
ومع استمرار الجهود الرامية إلى تحديث البنية التحتية المالية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية، يُتوقع أن يظل السوق المصري نموذجاً للاستقرار المالي وسط تقلبات الأسواق العالمية.