ابتسامة ساحرة، ةوجه طفولي، وقلب يفيض بالحب، كان علاء ولي الدين الذي يصادف اليوم ذكرى رحيله موهبة استثنائية في عالم الكوميديا، قادر بجملة واحدة على إضحاكك أو جعلك تغرق في التأمل، بدأ مشواره الفني لا يمتلك سوى موهبته وحب الناس، ليصبح خلال سنوات قليلة أيقونة من أيقونات سينما الشباب، و"البوابة" التي عبر منها نجوم جيله نحو الشهرة، من "عبود على الحدود" إلى "الناظر"، ظل صانع البهجة الذي رحل مبكراً، تاركاً وراءه ضحكات لا تزال تتردد.
النشأة والبدايات
ولد علاء ولي الدين في 28 أغسطس 1963، بمركز بني مزار في محافظة المنيا، وسط عائلة تربوية وفنية؛ فجده الشيخ سيد ولي الدين كان من رجال الأزهر وأسس مدرسة في قريته، أما والده فهو الفنان المسرحي سمير ولي الدين، الذي عرفه الجمهور في أدوار بارزة مثل "الشاويش حسين" في شاهد ماشفش حاجة، نشأ علاء في بيئة محبة للفن، وتلقى تعليمه في مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية، ثم حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس.
رافق والده إلى المسرح منذ طفولته، وكان يحلم بأن يصبح نجماً لكنه أدرك مبكراً أن طريق الفن لم يكن مفروش بالورود، بدأ بأدوار صغيرة بمساعدة المخرج نور الدمرداش، الذي منحه الفرصة في مسلسلي زهرة والمجهول وعلي الزيبق.
الرحلة إلى السينما
مع منتصف الثمانينيات بدأ علاء ولي الدين شق طريقه في السينما، مشاركاً بأدوار صغيرة في عدة أفلام منها "اغتيال مدرسة وأيام الغضب" لكن انطلاقته الحقيقية جاءت عندما منحه المخرج شريف عرفة دور "زلومة" في "يا مهلبية يا"، ثم توالت مشاركاته في أفلام مثل" اشتباك، عيون الصقر، وآيس كريم في جليم".
إلا أن النقلة الأكبر جاءت في "الإرهاب والكباب"1992 عندما قدم شخصية "سمير" الشاب الذي يحاول الانتحار من أعلى مجمع التحرير، ليصبح واحداً من الأدوار التي أثبتت موهبته في الجمع بين الكوميديا والتراجيديا.
الشراكة مع عادل إمام وشريف عرفة
كان شريف عرفة أحد أهم الداعمين لموهبة علاء ولي الدين، فمنحه أدواراً حتى وإن كانت صغيرة لكنها تركت أثر مثل دوره في "المنسي" وظهوره الخاطف في "رسالة إلى الوالي والنوم في العسل" أما في أفلام خيري بشارة فحصل على مساحات أكبر، مثل "قشر البندق وحرب الفراولة".
الصعود نحو البطولة
مع نهاية التسعينيات بدأ علاء يجني ثمار موهبته، حيث حصل على أول أدواره الكبيرة في التليفزيون من خلال مسلسل" وانت عامل إيه"، وشارك في أفلام مثل "جبر الخواطر" مع شريهان، ثم جاءت الفرصة الكبرى في "حلق حوش"، الذي تقاسم بطولته مع ليلى علوي ومحمد هنيدي لكنه ظل يحلم بالبطولة المطلقة.
نجم شباك في جيل السينما الجديدة
حلم علاء بالبطولة المطلقة لم يكن ببعيد فبفضل شريف عرفة، حصل علاء على بطولته الأولى في" عبود على الحدود" 1999 الذي حقق نجاح ساحق وجعل منه نجم شباك، ولم يكن مجرد نجاح شخصي بل كان بوابة العبور كريم عبد العزيز وغادة عادل ومحمود عبد المغني.
وفي عام 2000 جاءت محطته الأهم مع فيلم "الناظر" الذي أصبح علامة فارقة في الكوميديا المصرية، لم يكن مجرد فيلم ناجح بل كان نقطة انطلاق لمحمد سعد، الذي قدم فيه شخصية "اللمبي" لأول مرة، وأحمد حلمي الذي بدأ بعدها مسيرته كنجم شباك.
الرحيل المبكر
بعد نجاح" عبود على الحدود والناظر" جاء فيلم "ابن عز" 2001، لكنه لم يحقق نفس النجاح الجماهيري حينها قرر علاء التوجه إلى المسرح فقدم لما "بابا ينام وحكيم عيون".
وفي 2003 كان يستعد لبطولة فيلم" عربي تعريفة" مع شريف عرفة وسافر إلى البرازيل لتصوير بعض المشاهد، لكنه لم يتمكن من إكمال الفيلم، وفي صباح 11 فبراير 2003 أول أيام عيد الأضحى رحل علاء ولي الدين إثر غيبوبة سكر وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم عن عمر ناهز 39 عاماً.
إرث الضحك الذي لا ينتهي
لم يكن علاء مجرد ممثل كوميدي بل كان حالة خاصة من البهجة قادر على انتزاع الضحك حتى بعد رحيله، ولا تزال أفلامه تُعرض وكأنها لم تفقد بريقها، واسمه يتردد كلما تذكر الجمهور الضحك الخالص.