فاروق الفيشاوي... خاف من جمهور عادل إمام وهزمه السرطان

فاروق الفيشاوي أحد أبرز "جانات" السينما المصرية، كان يعرف كيف يطوع ملامحه مع كل دور يتقمصه ما دفعه للظهور في أدوار متناقضة، تجده الحرامي "فتوح" الذي يدرب القرد على السرقة في "القرداتي"، والضابط الذي يطارد "ماهر النمر" في المشبوه، و"حسانين" ابن العمدة المحب لـ"غوايش" بائعة المناديل، وهو "الملك فاروق" في "امرأة هزت عرش مصر"، هو "الحاوي" صاحب كل الأدوار والذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده.

النشأة

ولد محمد فاروق فهيم الفيشاوي في 5 فبراير 1952 في إحدى قرى مركز سرس الليان بمحافظة المنوفية، كان الأصغر بين خمسة أشقاء، إلا أن وفاة والده وهو في العاشرة من عمره جعلت شقيقه الأكبر "رشاد" يتولى تربيته، والتحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس وهناك بدأت موهبته في الظهور من خلال فريق التمثيل بالكلية.

البدايات

اكتشفه الفنان عبد الرحيم الزرقاني، وأقنعه بترك كلية الآداب للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ودرس التمثيل وصقل موهبته، انطلق في مشواره الفني في 1975 بمشاركته في مسلسل "أرض النفاق"، ثم قدم أول أدواره السينمائية في" "الحساب يا مدموازيل"، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في 1979 من خلال دور "دكتور ماجد" في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً" أمام عبد المنعم مدبولي، ليصبح وجهاً مألوفاً على الشاشة.

المشوار

شهدت فترة الثمانينات تألق "الفيشاوي" في السينما، إذ قدم عدة أفلام ناجحة أبرزها "لا تسألني من أنا، لعبة الكبار، فتوة الجبل، السكاكيني".

 وقدم دور الضابط في فيلم"المشبوه" وكان رفضه في البداية خوفا من جمهور عادل إمام بسبب "ضربه" ضمن أحداث الفيلم، وفي" مشوار عمر" قدم واحد من أهم أدواره، أما في الدراما التلفزيونية، فقد تألق في مسلسلات "الزيبق وغوايش".

في التسعينيات واصل تقديم أعمال متميزة منها"التحويلة، ليه يا بنفسج، موعد مع الرئيس، يا تحب يا تقب، الجينز، فتاة من إسرائيل" كما قدم دور استثنائي في "الجراج" أمام نجلاء فتحي، حيث لعب دور "عبد الله" الشاب الأخرس في أداء صعب ومميز، أما في التلفزيون، فقدم واحد من أقوى أدواره في مسلسل "الحاوي".

مع بداية الألفية الجديدة لم يغِب الفيشاوي عن السينما وشارك في عدة أفلام منها" أبناء الشيطان، الشرف"، لكنه اتجه أكثر إلى الدراما التلفزيونية فقدم "كناريا وشركاه، الدم والنار"، وتألق في" الأصدقاء" بدور "حسن أبو سنة"، ثم واصل نجاحه" شمس الأنصاري" بجانب محمد سعد.

المسرحي والإذاعة

لم يقتصر عطاؤه على السينما والتلفزيون بل كان للمسرح نصيب من مسيرته، وشارك في أعمال مسرحية منها "الأميرة، المونولوجست، ولاد ريا وسكينة" وكان آخر أعماله المسرحية "الملك لير" كما قدم للإذاعة "خيال الظل، دي نهاية العالم يا زغلول".

الحياة الشخصية

عاش فاروق الفيشاوي قصة حب مع الفنانة سمية الألفي، وبدأت العلاقة أثناء عملهما في مسرحية" سندريلا"، وتزوجا في 1979 وأنجبا "عمر" والفنان أحمد الفيشاوي، لكن الزواج انتهى بعد 16 عاماً بسبب خيانته لها، ورغم الطلاق ظلت علاقتهما قوية، وشاركا معاً في فيلمي "القرداتي والسطوح" ثم تزوج بعدها من الفنانة سهير رمزي لفترة قصيرة، ثم من سيدة خارج الوسط الفني.

الرحيل

في 2018 أعلن "الفيشاوي" خلال تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائي عن إصابته بالسرطان قائلاً "أنا هتعامل مع المرض ده كأنه صداع" لكن المرض لم يمهله طويلاً ورحل في 25 يوليو 2019 عن عمر 67 عاماً تاركاً خلفه إرث فني كبير يشهد على موهبته وإخلاصه للفن.