شُيعت جنازة عازفة البيانو العالمية مشيرة عيسى، من مسجد الجزيرة بالزمالك، بعدما أدى المشيعون صلاة الجنازة عليها وسط حضور مكثف من زملائها الموسيقيين وعدد كبير من رموز دار الأوبرا المصرية.
رحيل بعد صراع مع المرض
رحلت مشيرة عيسى، عن عالمنا مساء أمس الجمعة، بعد صراع مع المرض حسب ما جرى الإعلان عنه عبر "فيسبوك"، وجاء في بيان النعي: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحلت عنا عازفة البيانو العالمية الجميلة مشيرة عيسى.. صلاة الجنازة اليوم السبت بعد الظهر في مسجد الجزيرة بالزمالك، والعزاء يوم الاثنين في مسجد عمر مكرم نسألكم الدعاء".
نعي رسمي وشعبي
نعت الفنانة صفاء أبو السعود، الراحلة بكلمات مؤثرة، قائلة "فقدنا قيمة فنية وإنسانية نادرة، استطاعت أن ترفع اسم مصر عاليا في سماء الفن بموهبتها الفذة التي لفتت أنظار العالم.. رحم الله الفنانة والمبدعة العالمية مشيرة عيسى وألهم أسرتها الصبر".
كما نعتها الدكتورة لمياء زايد، رئيسة دار الأوبرا المصرية، باسم جميع الفنانين والعاملين في الدار، مؤكدة أن رحيلها يمثل خسارة كبيرة للموسيقى الكلاسيكية في مصر والعالم العربي.
من هي مشيرة عيسى؟
عرفت مشيرة عيسى، بأنها واحدة من أهم عازفات البيانو في العالم العربي، إذ لقبت بـ"سيدة البيانو" و"صوت الأنوثة في الموسيقى الكلاسيكية"، وشغلت منصب أستاذة آلة البيانو بالمعهد العالي للموسيقى العربية، واحتلت مكانة بارزة في الساحة الموسيقية العالمية.
محطات بارزة في مسيرتها الفنية
حصلت على دبلوم المعهد العالي للكونسرفتوار بتقدير امتياز، ثم دبلوم فن الأداء على البيانو من فيينا بالنمسا سنة 1984، ونالت درجة الدكتوراه في الموسيقى سنة 1987، واختارتها اليونيسكو ضمن قائمة أفضل عازفي البيانو في مصر والعالم، وصنفت ضمن أفضل 100 شخصية نسائية مؤثرة في مجال الموسيقى.
صاحبت مشيرة عيسى، أوركسترا القاهرة السيمفوني في العديد من المواسم، وشاركت في حفل افتتاح دار الأوبرا المصرية سنة 1988، وقدمت حفلات منفردة داخل وخارج مصر، وشاركت في مهرجانات دولية مثل مهرجان سرفانتيون بالمكسيك ومهرجان أسابيع الموسيقى الدولي في صوفيا بإيطاليا.
جوائز
حصلت مشيرةعيسى على العديد من الجوائز المرموقة، منها الجائزة الأولى من جمعية الشباب الموسيقي بالقاهرة سنة 1971، وجائزة ستيبانوف في فيينا سنة 1982، وجائزة شيكاغو للفنون سنة 1987.
رحلة كفاح مع المرض
لم تكن مسيرة مشيرة عيسى، خالية من التحديات فقد واجهت مرض سرطان الثدي من الدرجة الثانية، لكنها قاومته بشجاعة وشاركت قصتها مع الجمهور، ما جعلها مصدر إلهام للعديد من النساء في رحلاتهن العلاجية.
الرحيل
برحيل مشيرة عيسى فقدت مصر والعالم العربي، إحدى أبرز أيقونات الموسيقى الكلاسيكية، لكنها تركت وراءها إرثا موسيقيا خالدا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.