خلال 4 أيام.. القضاء يُلغي قرارين لوزير التعليم (تفاصيل)

إلغاء قرار تدريس مادتي اللغة العربية والتاريخ بالمدارس الدولية.. والتابلت ليس عُهدة شخصية للطالب وولي الأمر

الاربعاء 29 يناير 2025 | 09:03 مساءً
مجلس الدولة - أرشيفية
مجلس الدولة - أرشيفية
كتب : علا عوض

خبير تربوي: قرار «التعليم» باعتبار التابلت عهدة شخصية يُد صائبًا

شهدت الساحة التعليمية في مصر تطورات قانونية مهمة، خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد صدور قرارين من محكمة القضاء الإداري، بشأن إلغاء قرار الدكتور محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بتدريس اللغة العربية والتاريخ داخل مجموع طلاب الشهادات الدولية، وصدور قرار اليوم يلغي أيضا قرار الوزير باعتبار التابلت عهدة شخصية على الطالب وولي الأمر.

وتضمن القراران إلغاء قرارات وزارية أثارت جدلًا واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور، مما أعاد النقاش حول السياسات التعليمية ومدى تأثيرها على العملية الدراسية، وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل القرارين وردود الفعل المختلفة حولها.

إلغاء إضافة درجات اللغة العربية والتاريخ

مجلس الدولة - أرشيفيةمجلس الدولة - أرشيفية

أصدرت محكمة القضاء الإداري، الأحد الماضي، حكمًا يقضي بقبول الطعون المقدمة من طلاب الشهادات الدولية (الدبلومة الأمريكية والشهادة البريطانية)، وقضت بإلغاء قرار وزير التربية والتعليم الذي كان يقضي بإضافة درجات مواد اللغة العربية والتاريخ إلى المجموع الكلي لطلاب هذه الشهادات.

وكان وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد عبد اللطيف، قد أصدر قرارًا ينظم قواعد الدراسة والامتحانات في المدارس التي تقدم شهادات دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة داخل مصر. 

وقد تضمن القرار إلزام المدارس المرخصة في مصر التي تدرس مناهج دولية أو أجنبية بتدريس مادة اللغة العربية في مرحلة رياض الأطفال، بالإضافة إلى تدريس مادتي اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الصفوف من الأول حتى الثالث أو ما يعادلهم.

إلغاء قرار التابلت كعهدة شخصية

تابلت الثانوية العامةتابلت الثانوية العامة

وجاء القرار الثاني، حينما قضت محكمة القضاء الإداري، اليوم الأربعاء، بإلغاء قرار وزير التربية والتعليم، والذي كان ينص على أن التابلت المخصص للطلاب هو عهدة شخصية على الطالب وولي الأمر، مع ضرورة تسليمه للوزارة بنفس الحالة التي استُلم بها بعد انتهاء الدراسة.

وقد أثار هذا القرار جدلاً واسعًا بين أولياء الأمور والطلاب، حيث اعتبره البعض غير عادل ويشكل عبئًا إضافيًا على الأسر، خاصة في ظل تزايد التكاليف المتعلقة بالتعليم.

تفاصيل الإقرار الخاص بالتابلت

وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد كشفت في نوفمبر الماضي عن تفاصيل الإقرار الذي يتم توقيعه من قبل الطالب وولي أمره عند استلام التابلت، حيث يتعهد ولي الأمر والطالب في الصف الأول الثانوي بتسلم الجهاز على أن يتم تسليمه مرة أخرى بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة، مع الحفاظ عليه من التلف أو الفقد.

ويتضمن نموذج إقرار استلام جهاز التابلت (الطالب وولي أمره) التابع للإدارة التعليمية، التزام ولي الأمر والطالب بالمحافظة على الجهاز من العبث أو التلف أو الفقد. 

وفي حال تعرضه للتلف أو الفقد، يتعهد ولي الأمر بسداد قيمته كاملة، بما في ذلك النفقات التي تكبدتها الوزارة، كما يلتزم بتغطية تكاليف صيانة الجهاز في حال حدوث أي أعطال نتيجة لتسبب الطالب فيها، وذلك من خلال مراكز الصيانة المعتمدة لشركة سامسونج في مصر، مع التعهد بعدم إصلاحه خارج مراكز الصيانة المعتمدة.

ويشمل الإقرار أيضًا التزام ولي الأمر بتسليم الجهاز بمجرد انتهاء قيد الطالب في المرحلة الثانوية لأي سبب كان، سواء بالنجاح أو غيره، مع توقيع الطالب وولي الأمر وكتابة البيانات اللازمة مثل الرقم القومي.

التابلت عهدة شخصية

الدكتور تامر شوقي، الخبير التربويالدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي

ومن جانبه، يرى الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ كلية التربية بجامعة عين شمس، أن قرار وزارة التربية والتعليم بخصوص اعتبار التابلت عهدة يجب على طلاب الثانوية العامة إعادتها يعد قرارًا صائبًا. 

وأكد «شوقي»، أن هناك عدة أسباب تدعو لذلك، منها التكلفة الباهظة التي تتحملها الدولة بسبب التابلت، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الدولار، مما يؤدي إلى ضغط اقتصادي كبير، مضيفًا أن الكثير من الطلاب لا يستفيدون من التابلت منذ لحظة استلامه وحتى مغادرته المنظومة، حيث يفضلون الاعتماد على المراجع الورقية في الدراسة.

كما أشار «الخبير التربوي»، إلى أن الوزارة توفر للطلاب الذين يواجهون صعوبات في استخدام التابلت إمكانية إجراء الامتحانات الورقية، مؤكدًا أن غالبية الطلاب يمتلكون أجهزة رقمية أخرى يمكنهم من خلالها الاستفادة من المنصات الإلكترونية، مما يجعل التابلت غير ضروري بالنسبة لهم، لافتًا إلى هناك العديد من المشكلات الفنية التي يواجهها الطلاب نتيجة سوء استخدامهم للأجهزة، فضلًا عن أن بعض الطلاب يبيعون التابلت بعد استلامه. 

كما أوضح أن التابلت يُستخدم فقط في امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي، ولا يتم استخدامه بالصف الثالث الثانوي، مما يقلل من فائدته.

جدوى توزيع التابلت

وتابع «الدكتور تامر شوقي»، أن عدم إجراء امتحانات نهاية العام إلكترونيًا يقلل من جدوى توزيع التابلت، خاصة في الصف الثالث الثانوي، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب قد يستخدمون التابلت في الغش من خلال برامج خاصة. 

وأكد أن جعل التابلت عهدة للطلاب يساهم في الحفاظ عليه ويمنع إساءة استخدامه، كما يتيح الفرصة لطلاب الصفوف الجديدة للاستفادة منه.

اقرأ أيضا