مصر تستورد 9 ملايين طن قمح سنوياً لتأمين الخبز المدعم

خالد صبري: ارتفاع أسعار الدقيق يجبر المخابز السياحية على تقليل وزن الرغيف

الثلاثاء 28 يناير 2025 | 03:17 مساءً
أسعار الخبز السياحي
أسعار الخبز السياحي
كتب : عبدالباري ظاهر

أثارت التقلبات في أسعار الدقيق السياحي خلال الأيام القليلة الماضية قلقًا واسعًا بين كثير من المواطنين، الذين يتابعون عن كثب كل جديد يُنشر حول أسعار هذا المنتج الأساسي، فيما تخشى الأسر المصرية من أن تؤدي هذه التقلبات إلى ارتفاع موازٍ في أسعار الخبز السياحي والمدعم، خاصة مع اقتراب الإعلان عن الحزمة الاجتماعية الجديدة، و يتساءل الكثيرون: هل ستشهد أسعار الخبر بجميع أنواعه ارتفاعًا جديدًا أم سيكون هناك استقرار للأسعار الحالية ؟

في البداية كشف خالد فكري، سكرتير شعبة مخابز القاهرة بالغرفة التجارية، عن تأثير تقلبات أسعار الدقيق على الخبز السياحي، وأشار إلى أن سعر الدقيق المستخدم في هذا النوع من الخبز ارتفع بشكل ملحوظ، حيث وصل إلى 1000 جنيه للطن، قبل أن يشهد انخفاضًا بـ 500 جنيه و300 جنيه لبعض الأصناف في بداية يناير، وأوضح فكري أن هذه التغيرات في أسعار الدقيق تؤثر بشكل مباشر على أسعار الخبز السياحي، حيث يختلف سعر الخبز باختلاف نوع الدقيق المستخدم فيه.

وأضاف سكرتير شعبة مخابز القاهرة بالغرفة التجارية في تصريحاته لـ صحيفة بلدنا اليوم ، أن الدقيق المستخدم في الخبز المدعم لم يتأثر بتقلبات أسعار الدقيق، وأن سعر الرغيف لا يزال بـ 20 قرشاً، مشيراً أن الحكومة ممثلة في وزارة التموين ملزمة بسد أي فجوة في تكاليف الإنتاج في حال حدوث أي تغييرات في سعر الدقيق المستخدم في الخبز المدعم.

ولفت إلى أن الدولة تستورد حوالي 9 ملايين طن من القمح سنويًا، وذلك من أجل تلبية احتياجات المواطنين من الخبز المدعم، مشيراً أن هذا الدقيق المستورد يتم خلطه على الدقيق البلدي في المطاحن حيث يتم وضع 60% من الدقيق المستورد على 40 % من الدقيق المحلي لسد الاحتياجات طوال العام. وأكد فكري أن سعر الدقيق المدعم لن يتحرك، وأنه من الصعب تغيير سعر الخبز المدعم، خاصة وأن هذا الأمر يأتي في آخر أولويات المقترحات الخاصة بتحويل الدعم العيني إلى نقدي، فالحكومة لن تقترب من الخبز المدعم خلال الفترة المقبلة.

ارتفاع تكاليف الإنتاج

وأشار فكري، أن لجوء بعض أصحاب المخابز السياحية بتخفيض وزن الرغيف، يأتي بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج، فالزيادات المتتالية في أسعار الإيجارات والكهرباء والغاز والسولار، بالإضافة إلى ارتفاع أجور العمال، تجبر أصحاب المخابز على اتخاذ هذا القرار الصعب للحفاظ على استمرارية أعمالهم. مشيراً أن وزارة التموين ليس لديها سلطة في تحديد سعر ووزن الرغيف السياحي بأي منطقة، فكل منطقة تقوم ببيع العيش السياحي بسعر مختلف، وأن سعر الرغيف يتراوح ما بين 1.5 إلى 2 جنيه.

وأوضح "فكري" أن وزير التموين السابق، علي المصيلحي، كان قد أصدر قرارًا في أبريل 2024 بتحديد سعر ملزم للخبز السياحي، وقد تم تطبيق هذا القرار لمدة ثلاثة أشهر فقط، إلا أنه تم إلغاؤه لاحقًا حيث يعتبر الخبز السياحي سلعة حرة، كما أن المخابز السياحية لا تحصل على دعم من وزارة التموين.

وفي هذا الإطار، قال خالد صبري المتحدث الرسمي للشعبة العامة للمخابز، أن أسعار الدقيق السياحي قد شهدت بالفعل تحركات في الأسعار منذ بداية العام، وهذا الأمر لا يستطيع أحد أن يخفيه على المواطنين، ولكن التحركات التي تمت في السعر ليست كبيرة كما يردد البعض، فهناك 300 جنيه فقط زيادة في الطن، أي أن الشيكارة الواحدة ارتفعت 15 جنيهاً فقط.

وأضاف المتحدث الرسمي للشعبة العامة للمخابز، أن وزارة التموين وشعبة المخابز، تصارح المواطنين بكل شئ، وأن سعر طن الدقيق العادي قد ارتفع ليصل إلى 16200 جنيه، بعد أن كان 15900 جنيه، وأن سعر الدقيق المستخدم في صناعة البسكويت والحلويات سعره ثابت منذ عام عند مبلع 32 ألف جنيه للطن.

وأشار أن أسعار الدقيق تتأثر بالعوامل الموسمية، فبالتأكيد مع دخول شهر رمضان والأعياد والمواسم الأخرى، نشهد طلب متزايد على السلع، ومن هنا يكون هناك تحركات في السعر، ولكن بشكل عام نشير إلى أن سعر رغيف الخبز لن يصل إلى 6 جنيهات كما يردد البعض بالأسواق.

مخابز تخفض الوزن بدلاً من رفع الأسعار

وأوضح أن الزيادة المبالغ فيها في أسعار الخبز تدفع المواطن للبحث عن الافضل والانسب من بين المخابز ، حيث يلجأ الكثيرون إلى شراء الخبز من المخابز التي تقدم أسعاراً معقولة ووزناً صحيحاً للرغيف، كما أشار صبري إلى أن بعض المخابز لجأت بالفعل إلى تخفيض وزن الرغيف بدلاً من رفع سعره.

إيجار المخبز وصل 40 ألف جنيه

وأكد صبري أن لجوء بعض المخابز إلى تخفيض وزن الرغيف يرجع إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، مشيراً إلى ارتفاع إيجارات المخابز، وخاصة في مناطق القاهرة، والتي قد تتجاوز الـ 40 ألف جنيه شهريًا، فسعر الخبز مرتبط بمكان المخبز مما يمثل عبئًا كبيرًا على المخابز. بالإضافة إلى ذلك، شهدت أسعار المواد الخام مثل الخميرة والمحروقات ارتفاعًا ملحوظًا، مما زاد من تكاليف التشغيل. ونتيجة لذلك، يجد أصحاب المخابز أنفسهم مضطرين إما لرفع أسعار الخبز أو تخفيض وزنه للحفاظ على هامش الربح.

وأوضح أن تجربة تسعير رغيف الخبز السياحي، والتي تم تطبيقها لفترة قصيرة لم تستمر نتيجة التحديات التي واجهت تطبيقها فالمنافسة بين أصحاب المخابز والتي تخضع لقوى العرض والطلب، حالت دون استمرار هذه التجربة لأكثر من ثلاثة أشهر

وتبذل وزارة التموين والتجارة الداخلية الجهد الكبير لدعم منظومة الخبز المدعوم لضمان وصول رغيف الخبز بسعر رمزي يخفف العبء عن الملايين من المواطنين. وفي الوقت نفسه، تراقب الوزارة أسعار الخبز السياحي بمختلف أوزانه، حيث تراوحت أسعاره اليوم بين 50 قرشًا و150 قرشًا للرغيف، وذلك فقًا للوزن، وتأتي هذه الجهود الحكومية في إطار سعي الحكومة لتحقيق الاستقرار بالسوق وتوفير الخبز كمنتج أساسي للمواطنين، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الأمن الغذائي.

اقرأ أيضا