ترامب: سكان غرينلاند يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدة

الاحد 26 يناير 2025 | 01:43 مساءً
ترامب
ترامب
كتب : محمود أمين فرحان

وفقًا لتقرير الجارديان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستتمكن من بسط سيطرتها على غرينلاند، مستندًا إلى ما وصفه برغبة سكان الجزيرة البالغ عددهم 57 ألف نسمة في الانضمام إلى الولايات المتحدة, تصريحاته جاءت عقب مكالمة هاتفية وُصفت بأنها شديدة التوتر مع رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، التي أكدت مجددًا أن الإقليم ليس معروضًا للبيع.

وفي حديثه على متن الطائرة الرئاسية يوم السبت، قال ترامب: "أعتقد أننا سنحصل عليها"، مضيفًا أن الأمر "يتعلق بحرية العالم"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة القادرة على تقديم هذه الحرية.

اهتمام متجدد بغرينلاند

منذ إعادة انتخابه، لم يخفِ ترامب اهتمامه بشراء غرينلاند، الإقليم القطبي الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة الدنمارك, ومع ذلك، أثارت تصريحاته الأخيرة موجة من الانتقادات بعد مكالمة هاتفية حادة مع فريدريكسن، وصفها خمسة مسؤولين أوروبيين حاليين وسابقين بأنها "مروعة". أحد المصادر قال لصحيفة فايننشال تايمز: "كانت المكالمة بمثابة صدمة باردة"، فيما أضاف آخر: "ما كان يبدو سابقًا فكرة غير جادة أصبح الآن أمرًا خطيرًا للغاية".

خلال المكالمة، أفادت التقارير بأن ترامب هدد الدنمارك، الحليف الأساسي ضمن حلف الناتو، بفرض تعريفات جمركية عقابية على صادراتها إلى الولايات المتحدة، وهو ما رفضته كوبنهاغن رسميًا، قائلة إنها لا تعترف "بالتفسيرات التي قدمتها المصادر المجهولة" عن المكالمة.

موقف غرينلاند والدنمارك

رئيس وزراء غرينلاند، موته إيجيه، الذي يسعى لاستقلال الإقليم عن الدنمارك، أكد أن الجزيرة ليست للبيع، لكنه أبدى استعدادًا لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات مثل التعدين. وفي المقابل، شدد راسموس جارلوف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الدنماركي، على أن الدنمارك لن تسلم مواطنيها البالغ عددهم 57 ألفًا "ليصبحوا أمريكيين ضد إرادتهم"، وكتب على منصة "إكس": "رغم القوة الأمريكية، سنظل نرفض".

أهمية استراتيجية تتزايد

تُعتبر غرينلاند، بموقعها بين أمريكا الشمالية وأوروبا، نقطة جيوسياسية حاسمة، خاصة مع تفاقم أزمة المناخ, إذ أدى الذوبان السريع للصفائح الجليدية إلى زيادة الاهتمام بالتنقيب عن المعادن الأساسية مثل الليثيوم والنحاس، رغم قرار غرينلاند عام 2021 وقف منح تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط, كما أن فتح ممرات بحرية جديدة بسبب ذوبان الجليد القطبي يعزز أهميتها الاستراتيجية، حيث توفر بدائل محتملة لقناة السويس.

علاوة على ذلك، تستضيف غرينلاند قاعدة عسكرية أمريكية منذ الحرب الباردة، بالإضافة إلى نظام إنذار مبكر للصواريخ الباليستية.

معاهدة تاريخية قد تعقد الأمور

وفقًا لخبراء، قد تواجه الولايات المتحدة عقبات قانونية أمام محاولتها السيطرة على غرينلاند, ففي عام 1917، تلقت الدنمارك تأكيدات من الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون بأن الجزيرة "ستظل دنماركية إلى الأبد". كما أشار توم هوييم، الممثل السابق للدنمارك في غرينلاند، إلى أن المملكة المتحدة تمتلك حق الأولوية في شراء الجزيرة بموجب اتفاق تاريخي، نظرًا لقربها من كندا، التي كانت آنذاك دومينيونًا بريطانيًا.

طموحات أوسع

لم يقتصر اهتمام ترامب على غرينلاند، إذ أشار أيضًا إلى رغبته في السيطرة على قناة بنما، وحتى ضم كندا لتصبح ولاية أمريكية, وقال: "كندا، برأيي، يجب أن تكون ولاية. عندها سيحظون بمعاملة أفضل، ضرائب أقل، ورعاية أكثر أمانًا".

تصريحات ترامب، رغم كونها طموحة، أثارت تساؤلات حول حدود السياسة الأمريكية في التعامل مع حلفائها، ودورها في إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للعالم.

اقرأ أيضا