فى ظل التوترات الإقليمية التي تشهدها المنطقة العربية، ولا سيما ليبيا، أشار السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى استعادة الاستقرار فى ليبيا، مؤكدًا أن هذا الدور يأتى فى سياق الحفاظ على الأمن الإقليمى، مضيفا أن مصر تدرك تمامًا أن الأمن الليبى لا ينفصل عن الأمن المصرى بشكل خاص، والأمن العربى بشكل عام.
وأوضح السفير بيومى أن مصر حرصت منذ بداية الأزمة الليبية على دعم الحوار السياسى بين الأطراف الليبية المختلفة، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية فى ليبيا من خلال دعم العملية السياسية، وتابع أن هذه العملية تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وأكد أن دور مصر فى تعزيز الاستقرار فى ليبيا يسهم فى دفع جهود التعاون الإقليمى لمواجهة التحديات المشتركة، بما فى ذلك التطرف والهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود.
وحول التحديات التى تواجه ليبيا حاليًا، أشار السفير إلى أن التحدى الأكبر يتمثل فى الانقسام حول السيطرة على الثروة النفطية بين شرق البلاد وغربها، مضيفا أن ليبيا دولة غنية بالموارد، وهو ما يشكل سببًا رئيسيًا للصراع الداخلى، وتابع أن تحقيق الاستقرار يمر عبر قيام دولة موحدة ينظر مواطنوها إلى علم واحد وهدف واحد.
وفيما يتعلق بالتدخل التركى فى ليبيا، أكد السفير بيومى أن هذا التدخل غير مقبول، مشيرًا إلى أن تركيا تنقل عناصر إرهابية إلى ليبيا وسوريا، مما يمثل خطرًا كبيرًا على الجيوش النظامية، وأضاف أن الدول العربية، وعلى رأسها مصر، تقف بقوة ضد هذه التصرفات.
وعن مواقف تركيا الأخيرة تجاه الدول العربية، أشار السفير إلى أن الفترة الأخيرة شهدت محاولات من جانب تركيا لتخفيف حدة التوتر مع الدول العربية، وأضاف أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لديه أطماع فى الغاز المكتشف بشرق المتوسط، ولكن مع تصاعد الموقف العربى، بدأ يدرك أن الخسائر ستكون كبيرة إذا استمر فى سياساته التصعيدية.
وحول دور الدبلوماسية المصرية فى حل الأزمات الإقليمية، أكد السفير بيومى أن الدبلوماسية المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أصبحت أداة قوية لحل الأزمات، سواء عبر الحوار المباشر أو من خلال التنسيق الإقليمى.
وفيما يخص التقارب المصرى مع تركيا وإيران، أشار السفير إلى أن هذا التقارب يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الإقليمية، مضيفا أنه من الطبيعى أن تتطور العلاقات بين الدول فى ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، خاصة فى ظل التحديات المشتركة التى تواجه المنطقة، وتابع أن السياسة الخارجية المصرية ترتكز على تحقيق الاستقرار الإقليمى وتعزيز التعاون مع جميع الدول التى تساهم فى هذا الهدف.
وعن مستقبل ليبيا، أكد السفير بيومى أن نجاح الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى هو العامل الحاسم فى تحديد مستقبل البلاد، وأضاف أن مصر تلعب دورًا محوريًا فى هذا السياق من خلال دعمها المستمر لعملية السلام فى ليبيا، وتابع أن الحكومة المصرية تؤمن بأن ليبيا يجب أن تكون دولة مستقرة وموحدة، مشيرًا إلى أن الأمن القومى المصرى مرتبط بشكل وثيق باستقرار جارتها الغربية.
واختتم السفير جمال بيومى حديثه بالتأكيد على أن مصر ستواصل جهودها لدعم ليبيا فى تحقيق الاستقرار والوحدة، معربًا عن أمله فى أن تسهم هذه الجهود فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة ككل.