فى ظل التصعيد الإسرائيلى الأخير فى قطاع غزة، وما يرافقه من توترات مستمرة، أشار اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا، إلى الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى تقديم المساعدات الإنسانية والعمل على تهدئة الأوضاع.
وأضاف أن مصر تواجه تحديات كبيرة تتعلق بمخططات توطين الفلسطينيين فى سيناء، وهو الأمر الذى ترفضه القاهرة بشدة حفاظًا على أمنها القومى ودعمًا للقضية الفلسطينية.
اللواء علاء عز الدين
وأوضح اللواء علاء عز الدين أن مصر تبذل جهودًا كبيرة فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، حيث تم فتح مطار العريش لاستقبال المساعدات القادمة جوًا من الدول الإقليمية والدولية والمنظمات الإنسانية، كما تم استقبال المساعدات عبر ميناء العريش ونقلها إلى منفذ رفح البرى لتصل إلى قطاع غزة، وتابع أن هناك تعاونًا مستمرًا بين مصر والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى التواصل مع المسؤولين السياسيين فى حماس، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها والعمل على تهدئة الأوضاع فى القطاع.
اللواء علاء عز الدين
وحول مخاطر مخطط توطين الفلسطينيين فى سيناء، أشار اللواء إلى أن هذا المخطط يشكل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على الأمن القومى المصرى، بل على الأمن القومى العربى والقضية الفلسطينية نفسها، وأضاف أن توطين الفلسطينيين فى سيناء يعنى التفريط فى السيادة المصرية، وهو أمر مرفوض تمامًا، كما أن هذا التوطين سيؤدى إلى إنهاء القضية الفلسطينية، مما يحقق لإسرائيل حلمها فى السيطرة على كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وفى رسالته للمجتمع الدولى، أكد اللواء علاء عز الدين أن توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم لن ينهى الصراع العربى الإسرائيلي، مضيفا أن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو الضمان الوحيد للحفاظ على الأمن والسلم فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن أى حلول أخرى قد تؤدى إلى تصاعد التطرف والعنف فى المستقبل.
اللواء علاء عز الدين
وعن دور مصر فى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، أشار اللواء إلى أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا من خلال تواصلها مع جميع الأطراف، وتسعى إلى تحقيق تهدئة دائمة وحلول سلمية تضمن حقوق الشعب الفلسطينى وتحقق الاستقرار فى المنطقة، وهو الدور الذى يحظى بتقدير دولى وإقليمى واسع.
وفيما يتعلق بالتحديات التى تواجه مصر فى تقديم الدعم لقطاع غزة، أشار اللواء إلى أن أبرز هذه التحديات يتمثل فى ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون اعتراض من الجانب الإسرائيلي، وأن التنسيق مع الأطراف الفلسطينية المختلفة يتطلب جهدًا كبيرًا لضمان توزيع المساعدات بشكل عادل وفعال، مؤكدًا أن مصر تواصل دورها الإنسانى والتاريخى تجاه القضية الفلسطينية رغم هذه التحديات.
وحول تعزيز التعاون العربى لمواجهة مخططات توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، أكد اللواء ضرورة توحيد مواقف الدول العربية ورفض أى مخططات تهدف إلى التوطين، وأضاف أن التعاون والتنسيق المستمر بين الدول العربية سيساهم فى حماية الحقوق الفلسطينية والحفاظ على الأمن القومى العربى.
اللواء علاء عز الدين
واقترح اللواء علاء عز الدين عدة خطوات مستقبلية لدعم القضية الفلسطينية، منها الاستمرار فى تقديم الدعم السياسى والاقتصادى للشعب الفلسطينى، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، كما دعا إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية لحشد التأييد الدولى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن على المجتمع الدولى أن يمارس ضغوطًا حقيقية على إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية والانسحاب من الأراضى المحتلة، داعمًا الجهود الرامية إلى تحقيق حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره.