تسعى الدولة المصرية إلى إحداث نقلة نوعية في قطاعي الصناعة والزراعة وذلك بهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد ،وأعلن المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية التعاون مع شركة كينجدوم الصينية والتي تعد واحدة من أكبر المصانع في إنتاج الغزل, لإنشاء مصنع للكتان في مصر,بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وجذب مزيد من الاستثمارات .
وقامت شركة السويدي للتنمية الصناعية بالتوقيع على عقود الاتفاقية مع الشركة الصينية لإنشاء منطقة حرة لإقامة المصنع داخل المنطقة الصناعية "السادات" ,باستثمارات قدرها 60 مليون دولار ,ويعتبر الكتان واحدًا من أهم المحاصيل الزراعية صديقة البيئة حيث تدخل أليافه في صناعة الملابس ,بينما تدخل البذور في صناعة المواد الغذائية والمخبوزات,وأيضًا في تصنيع زيت بذر الكتان "الزيت الحار",الذي يساهم في العديد من الصناعات الغذائية والطبية.
وأكّد الخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني أن مصر كانت تملك أكبر مصنع لإنتاج الكتان في الشرق الأوسط وكان يضم أكثر من 6 مصانع إضافة للتكامل بين الزراعة والصناعة وتم بيع المصنع ورغم إلزام الحكومة باسترداده إلا أنه يظل خرابة حسب وصفه .
خبير اقتصادي: تقلص المساحات المزروعة من المحاصيل الزيتية يُسبب فجوة غذائية
وأضاف الخبير الاقتصادي خلال حديثه مع بلدنا اليوم أنه توجد فجوة غذائية تزيد على 95% من استهلاك مصر من الزيوت مع تقلص المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية,كما أن مصر تستورد 2 مليون طن زيوت تبلغ تكلفتها أكثر من 25 مليار جنيه,مشيرًا أن زيت بذر الكتان لا يزيد عن 13 ألف طن خاصة بعد تراجع المساحة المزروعة بالكتان.
وأشار أن افتتاح المصنع لا يُشكل أي تغيير لأن استهلاك مصر من زيت بذر الكتان محدودة مقارنة ببذر القطن والذرة وعباد الشمس والسمسم,ولكن وجود هذا المصنع يشكل قيمة مضافة للصناعة ويعيد الاهتمام بزراعة الكتان في الدلتا بعد أن تحول الفلاحين لزراعة محاصيل أخرى,كما أن المصنع سيوفّر مئات فرص العمل
الرفاعي: مصنع الكتان الجديد يضمن دخل ثابت للمزارعين
وأشارت الدكتورة أماني الرفاعي رئيس قسم الألياف بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية أن إنشاء المصنع يشجع المزارعين للإقبال على الزراعه من خلال الزراعة التعاقدية كما يضمن دخلًا ثابتًا للمزارعين وبالتالي زيادة المساحة المنزرعة من المحصول مما يترتب على ذلك زيادة محصول البذور والزيت و تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتقليل استيراد كميات كبيرة من الزيت.
وأوضحت الرفاعي أن استخدام التقنيات الحديثه في استخلاص الزيت عند عصر البذور داخل المصانع الحديثة يؤدي إلى زيادة جودة الزيت وتقليل الهادر.
مصر تنتج 40% فقط من احتياجاتها من زيت بذر الكتان سنويًا
وأكدت في حديثها مع "بلدنا اليوم" أن الإنتاج المحلي من الكتان يُعد كافيًا لتلبية احتياجات المصانع من الألياف ولكن هناك نقص في كميات البذور والزيوت مشيرة إلى أنه يتم إنتاج 40-50% من جمله الاحتياجات السنوية من الزيت والتي تقدر بنحو 10-20 ألف طن ( 20% كاستهلاك أدمي , 80% للصناعه).
وكشفت رئيس قسم الألياف عن وجود فجوة كبيرة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك من زيت بذور الكتان في مصر, تُقدَّر بحوالي 50% إلى 60%، مما يعني أن الإنتاج المحلي يغطي فقط 40% إلى 50% من الاحتياجات السنوية، والتي تُقدَّر بحوالي 15 إلى 20 ألف طن.
مصر تستورد نحو 25 لـ 30 ألف طن سنويًا من زيت بذر الكتان
وأوضحت أن حوالي 20% من زيت بذور الكتان يتم استخدامه كزيت طعام (الزيت الحار) للاستهلاك البشري، بينما يُستخدم 80% في إنتاج زيوت البويات,مؤكدة أن التقارير تُشير إلى استيراد مصر تستورد كميات من بذور الكتان تتراوح بين 25 إلى 30 ألف طن سنويًا، وزيوت كتان بدرجات مختلفة بحوالي 6 إلى 8 آلاف طن سنويًا، لتغطية الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي.
وكشفت الدكتورة وفاء محروس أستاذ النباتات بكلية العلوم جامعة القاهرة أن زيت بذر الكتّان له عدة استخدامات في الصناعة، تُظهر هذه الاستخدامات تنوع زيت بذر الكتّان في مختلف المجالات الصناعية حيث يستخدم كزيت للطهي أو كإضافة للسلطات، وهو مصدرغني بالأحماض الدهنية الصحية,كما يُستخدم في صناعة الألوان والأصباغ، حيث يُعتبر مكونًا أساسيًا في بعض التركيبات.
وأشارت أستاذ النبات أن الأراضي المصرية مازالت ملائمة من حيث الظروف المناخية و يمكن زراعته في الأراضي ذات المناخ المعتدل والرطب,كما أن الكتان يُعد من المحاصيل المقاومة للعديد من الآفات والأمراض، مما يقلل من الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية, كما يمكن زراعة الكتان كجزء من دورة زراعية متعددة، مما يساعد في تحسين إنتاجية المحاصيل الأخرى.
وتابعت الدكتورة وفاء محروس قائلة "إن إنتاجية الفدان من الكتان في مصر تتفاوت بناءً على عدة عوامل، منها نوع البذور، أساليب الزراعة، والتقنيات المستخدمة. عمومًا، يمكن أن تتراوح إنتاجية الكتان في مصر بين 1.5 إلى 2.5 طن من البذور للفدان الواحد في الظروف المثلى.
وعن التحديات التي تواجه استخلاص زيت بذر الكتّان أكدت محروس أن مدى كفاءة الاستخراج للحصول على الزيت مع تقليل الفاقد,و تقنيات مثل العصر البارد أو الاستخراج بالمذيبات تحتاج إلى تحسين لتحقيق فعالية أعلى.