باحث يكشف أهداف إيران من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع روسيا (خاص)

وقّع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني مسعود بزشكيان، اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، تغطي مجالات الأمن والدفاع والطاقة والتجارة.

ووصف بوتين المباحثات بأنها "بناءة ومثمرة"، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تقوم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى تحول التبادلات التجارية بين البلدين إلى العملات الوطنية، مع تعزيز التعاون في الطاقة والتجارة.

وتطرق بوتين إلى خطط تصدير الغاز الروسي إلى إيران، مشيراً إلى إمكانية تصدير 55 مليار متر مكعب سنوياً، رغم وجود بعض العقبات الفنية، كما أشار إلى مشروع خط أنابيب غاز مقترح عبر أذربيجان.

وأكد بوتين على أهمية تطوير ممر "الشمال-الجنوب" الدولي، الذي يربط روسيا بالهند، كفرصة لتعزيز التعاون في النقل.

وشملت الاتفاقية تعزيز التعاون الأمني والعسكري، بما في ذلك التدريبات المشتركة وعدم مساعدة أي معتدي ضد الطرف الآخر، كما أعلن بوتين دراسة بناء وحدات طاقة نووية جديدة في إيران.

فلماذا يتم الإعلان عن هذه الشراكة الآن؟ وهل تحمي طهران ظهرها بعد خسارة أذرعها في فلسطين ولبنان وسوريا ومحاصرة ذراعها في اليمن؟

التوقيت مرتبط بالمفاوضات

وأكد الدكتور أحمد محمد فاروق، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن العمل على الاتفاقية الجديدة بين إيران وشركائها كان جاريًا منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن جذور المفاوضات تعود إلى الأيام الأخيرة من فترة رئاسة حسن روحاني.

وأوضح فاروق، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن هذه المباحثات بدأت فعليًا منذ عام 2020، مشيرًا إلى أن توقيت الإعلان عن الاتفاقية لم يكن مرتبطًا بحسابات سياسية محددة، بل جاء كنتيجة طبيعية لانتهاء المفاوضات التي امتدت على مدار عدة سنوات.

وأكد أن إيران لا تسعى من خلال هذه الاتفاقية إلى تأمين نفسها أو الاعتماد على أطراف أخرى لحمايتها، حيث إن جزءًا كبيرًا من استراتيجية الردع الإيرانية يعتمد على قدراتها الذاتية.

وأضاف فاروق أن طهران تسعى إلى تكوين شراكات قوية مع القوى العظمى لرفع مستوى التعاون الاستراتيجي مع هذه الدول، موضحًا أن الهدف الأساسي لإيران هو تقوية قدراتها الداخلية على الردع، خاصة بعد الأحداث التي شهدها العالم في 7 أكتوبر.