شهد قطاع غزة مؤخرًا تصعيدًا عسكريًا عنيفًا أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة وسقوط مئات الشهداء والجرحى، وتدمير واسع للبنية التحتية، ورغم الحزن الذي يخيم على القطاع، نجحت جهود الوساطة المصرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، دخل حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير 2025. تضمن الاتفاق إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل إفراج إسرائيل عن 737 أسيرًا فلسطينيًا. وينظر إلى الاتفاق على أنه خطوة هامة لإنهاء موجة العنف الأخيرة، مع استمرار التحديات المتمثلة في الخروقات المحتملة من الجانب الإسرائيلي.
السفير بركات الفرا: وقف إطلاق النار إنجاز كبير رغم التحديات
أكد السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة، بركات الفرا، في حوار خاص مع "بلدنا اليوم"، أن وقف إطلاق النار يعد إنجازًا كبيرًا لأهالي غزة، حيث أسهم في وقف نزيف الدماء المستمر. وأضاف أن التخوف الرئيسي ينبع من الجانب الإسرائيلي، الذي عرف بعدم التزامه بالاتفاقيات وخلق ذرائع لاستئناف التصعيد.
إشادة بالجهود المصرية ودعوة لإعمار غزة
أشاد السفير الفرا بالدور المصري المحوري في تحقيق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن مصر لعبت دورًا عظيمًا يستحق التقدير، قائلاً: "تحيا مصر وشعبها العربي الأصيل". وأشار إلى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن عزمه الدعوة إلى مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، معتبرًا أن الدول العربية القادرة ستسهم بقوة في هذه الجهود لإعادة الحياة إلى القطاع المدمر.
التصعيد والجهود الدولية
تأتي هذه الاتفاقية عقب 15 شهر منذ اندلاع الحرب، وتصاعد المواجهات في قطاع غزة عن طريق الغارات الجوية المكثفة واستهداف مناطق مدنية، مما أسفر عن تدمير آلاف المنازل وتشريد وقتل عشرات الآلاف. مما جعل العديد من الدول ترحب باتفاق وقف إطلاق النار، حيث شددت الأمم المتحدة على أهمية الالتزام به لتمكين دخول المساعدات الإنسانية. كما دعت دول أوروبية كفرنسا وإسبانيا إلى ضرورة البدء في عملية سلام شاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
مصر: وسيط رئيسي في إنهاء الصراع
لعبت مصر دورًا بارزًا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، حيث قادت المحادثات لضمان وقف التصعيد. وشددت القيادة المصرية على ضرورة تحقيق تهدئة دائمة تضمن استقرار المنطقة وتخفيف معاناة الفلسطينيين، كما التزمت مصر بالضغط لإدخال المساعدات، وإقامة مراكز إيواء، والمشاركة في المرافعات أمام محكمة العدل الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.