خبراء اقتصاد: أسواق النفط والغاز تحت ضغط العقوبات وسياسات الطاقة العالمية

الاثنين 20 يناير 2025 | 11:35 صباحاً
أسعار النفط العالمي
أسعار النفط العالمي
كتب : عامر عبدالرحمن

تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب الحذر وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة مع استمرار العقوبات المفروضة على روسيا وتداعياتها على قطاع النفط والغاز, ويأتي هذا المشهد في ظل تساؤلات حول موقف منظمة "أوبك" و"أوبك بلس"، وما إذا كانت ستتجه إلى زيادة الإنتاج لتلبية احتياجات السوق، أم ستواصل سياسة رفع الأسعار لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات الروسية.

وفي السياق نفسه، تتزايد التوقعات بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث يرى المحللون أن تهدئة الأوضاع في المنطقة قد تكون خطوة نحو خفض أسعار النفط عالميًا، ومع ذلك، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات أخرى، خاصة إذا ما استمرت التوترات الإقليمية أو ظهرت عوامل جديدة تعيد تشكيل معادلة العرض والطلب في أسواق الطاقة.

وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة وفاء علي، أستاذة الاقتصاد والطاقة، أن المشهد العالمي يشير إلى حالة استنفار غير مسبوقة في أسواق النفط والغاز، خاصة مع العقوبات المفروضة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبريطانيا على النفط والغاز الروسي، مضيفه أن هذه العقوبات تُستخدم كورقة ضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت يسبق احتمالات عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث تسعى هذه الدول لتهيئة الأجواء لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية.

وأوضحت أستاذة الاقتصاد والطاقة، أن ردود أفعال الأسواق العالمية، ونظرة منظمة "أوبك بلس" للأوضاع، ستشكل مفترق طرق حاسم، خاصة أن روسيا تعد واحدة من أبرز اللاعبين في هذه المنظمة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإقناع الدول بضرورة عدم التعاون مع روسيا، رغم أن صادراتها النفطية لعام 2024 بلغت 53 مليون برميل، منها 61% ذهبت للصين.

وأضافت الدكتورة وفاء علي، أن هناك تحركات ملحوظة من مصافي التكرير في الهند والصين للتفاوض على توريدات من الشرق الأوسط، ما يثير التساؤلات حول مستقبل العلاقة النفطية مع روسيا، متوقعه أن تشهد "أوبك بلس" مفاجآت إذا قررت التراجع عن تخفيضات الإنتاج، خاصة أن أسواق النفط تسعر نفسها وفق التصريحات الجيوسياسية والمخاوف الناتجة عن النزاعات.

وأكدت أستاذة الطاقة ، أن أسعار النفط قد تتخطى حاجز الـ85 دولارًا في المستقبل القريب، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، كما لفتت إلى أن "أسطول الظل الإيراني" قد يتأثر بهذه التطورات، مما سيدفع الأسعار للصعود في الأمد القصير، خاصة في الربع الأول من العام المقبل، إلا أن العوامل الاقتصادية الكبرى، مثل العرض والطلب، ستعود للهيمنة على حركة الأسعار لاحقًا.

وأشارت الدكتورة وفاء, إلى أهمية متابعة بيانات الإنتاج الأمريكي، الذي بلغ حاليًا 14.7 مليون برميل يوميًا، والتطورات الاقتصادية العالمية، إضافة إلى تأثير برودة الطقس على الطلب على الطاقة، ولفتت إلى أن انتهاء الصراعات المؤقتة، مثل الحرب في غزة، قد يساهم في استقرار الأسعار مؤقتًا، لكنها سرعان ما ستتأثر مرة أخرى بالعوامل الكلية.

واختتمت الدكتورة وفاء علي، حديثها بالتأكيد على أن الملف الروسي أصبح في مرمى السياسات الأمريكية، خاصة مع دخول العقوبات والضرائب في لعبة التكتيكات التفاوضية، مما يضيف مزيدًا من الضبابية وعدم اليقين إلى أسواق الطاقة العالمية.

ومن جانبه، يؤكد الدكتور محمد البهواشي, أستاذ الاقتصاد والطاقة, أن العقوبات المفروضة على النفط الروسي ليست جديدة، إذ سبق أن فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات متعددة على النفط والغاز الروسي، ولا تزال هذه العقوبات قائمة حتى الآن.

وأضاف البهواشي، أن روسيا نجحت في إيجاد منافذ بديلة لبيع النفط والغاز، حيث حولت وجهتها من دول الاتحاد الأوروبي إلى الصين والهند وبعض دول الشرق الأوسط، موضحا أن روسيا لن تتأثر بشكل كبير بهذه العقوبات رغم فرض أسعار مرتفعة، مشيراً إلى أن ذلك لن يترك تأثيراً ملحوظاً على سوق النفط العالمي.

أشار أستاذ الاقتصاد والطاقة، إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين يمكن أن يسهم في توجيه الأمور نحو المسار الصحيح. وتوقع أن يؤدي ذلك إلى استقرار أسعار النفط والغاز في الفترة المقبلة، إلى جانب تنشيط حركة التجارة العالمية واستئناف النشاط التجاري عبر البحر الأحمر، مؤكداً أن هذه التطورات تحمل آثاراً إيجابية على الاقتصاد العالمي.

وأوضح البهواشي، أن منظمة أوبك وتحالف أوبك بلس يسعيان جاهدين لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط، من خلال سياسات إنتاجية تهدف إلى الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية، مشير إلى أن أوبك تمتلك القدرة على تحقيق توازن في أسعار النفط عبر زيادة الإنتاج أو تثبيت الأسعار عند مستويات محددة.

وتابع: أن روسيا تمتلك الأدوات اللازمة لتصدير النفط والغاز بأسعار تنافسية إلى العديد من الدول، مما يجعلها قادرة على مواجهة العقوبات المفروضة عليها دون أن يؤدي ذلك إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط والغاز الطبيعي على المستوى العالمي. 

الدكتورة وفاء علي
محمد البهواشي
أسعار النفط العالمي

اقرأ أيضا